اللجنة العليا: الإقبال على الانتخابات الرئاسية فاق كل التوقعات.. ولا خروقات أو مخالفات في سير العملية وفـود الـدول الـصديـقـة الـمـواكـبـة للانتـخـابـات: تنـظـيـم عـال وشـفافيـة مطـلقـة ونزاهة تـامـة
من دمشق الفيحاء وحلب الشهباء، إلى درعا والسويداء والقنيطرة قلاع جنوب سورية، وحمص وحماة درتي الوسط، مروراً بطرطوس واللاذقية عروستي الساحل، وصولاً إلى إدلب الخضراء، ودير الزور لؤلؤة الشرق، والحسكة عطر الشمال، رسم ملايين السوريين لوحة ديقراطية وطنية، تحت أنظار وفود برلمانية وإعلامية تواكب العملية الانتخابية.
وبلسان واحد عبّر السوريون، الذين توافدوا إلى 9601 مركز انتخابي يضم 11776 صندوقاً سرعان ما تزايدت أرقامها نتيجة ما وصفه متابعون بـ “الطوفان البشري” في جميع أنحاء سورية، عن حبهم لوطنهم وإيمانهم بدولتهم، مشددين على أنهم بهذه المشاركة ينتخبون سورية في المقام الأول، لأن أصواتهم في اختيار مرشحهم للرئاسة، وقبل أن تكون حقاً لهم وواجباً عليهم، هي سلاح ضد الإرهاب وتعزيز لسيادة وحرية القرار الوطني.
أنجز السوريون استحقاقهم الدستوري رغم كل التشويش، الذي حاول أعداء سورية ممارسته، وكل التهديدات الإرهابية، التي توعّدتهم بالإجرام، ليتحوّل يوم أمس بتصميمهم وإرادتهم يوماً للفرح والمستقبل بدلاً من يوم للظلام والإرهاب، الذي أرادته الدول مدعية الديمقراطية، وتكون الرسالة بلسان كل السوريين بأن الإرهاب ودعم الإجرام لن يخيفنا، لأن السوريين كما كانوا على طول الزمان وإلى أبد الدهر قرارهم حر مستقل ويعرفون كيف يبنون مستقبل بلدهم وفق ثوابتهم الوطنية ومصلحتهم العليا.
ونظراً للإقبال الشديد على صناديق الاقتراع، قررت اللجنة القضائية العليا للانتخابات تمديد فترة الانتخابات خمس ساعات في كل المراكز الانتخابية في سورية، وقالت: إن الإقبال على مراكز الانتخاب داخل أراضي الجمهورية العربية السورية كبير جداً وفاق كل التوقعات، وأكدت أنها لم تلاحظ وجود أي خروقات أو مخالفات في سير العملية الانتخابية، موضحة أن أعضاء اللجنة قاموا بجولات ميدانية على عدد من المراكز الانتخابية في دمشق للتأكد من حسن سير العملية الانتخابية بشكل قانوني، مؤكدة عدم ورود أي شكوى من أي مركز انتخابي حول سير العملية الانتخابية، ولفتت إلى أنه تمّ توزيع مئات الصناديق الانتخابية الإضافية على المراكز الانتخابية في 6 محافظات نتيجة الإقبال الكبير على الاقتراع، فيما أكد رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي هشام الشعار أن اللجنة تقوم بتلبية كل طلبات المراكز، سواء من حيث الصناديق أو الأوراق الانتخابية، لافتاً إلى أن بعض اللجان الفرعية طلبت المزيد من مغلفات وأوراق الاقتراع نتيجة الإقبال الكثيف واللجنة تقوم بتلبية طلباتهم، وأكد أن اللجنة تقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين لمنصب رئيس الجمهورية، وتتمتع باستقلالية وحيادية تامة في عملها، وليس لأحد في الدولة أو الجهات العامة السلطة عليها أو التدخل في شؤونها أو الحد من صلاحياتها.
وأعلن رئيس اللجنة القضائية العليا للانتخابات القاضي المستشار هشام الشعار عن إغلاق كل صناديق الاقتراع بجميع مراكز الانتخاب في الجمهورية العربية السورية في تمام الساعة الثانية عشرة من ليل الثلاثاء الواقع في/3/6/2014 ، وأضاف: إن اللجان الانتخابية باشرت بفرز الأصوات.
من جانبه أوضح الشعار خلال لقائه علاء الدين بروجردي رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية ورئيس جمعية الصداقة الإيرانية السورية والوفد المرافق أن اللجنة اتخذت الإجراءات كافة التي تضمن النزاهة والشفافية لإنجاز العملية الانتخابية، وأن اللجنة تنظم وتدير العملية الانتخابية بإشراف المحكمة الدستورية العليا عن طريق التواصل مع اللجان الفرعية التي تم تشكيلها في المحافظات ولجان المراكز التي أدت اليمين القانونية لأداء مهامها بكل نزاهة وشفافية وحيادية وستوافي اللجنة بأي إشكال لتتم معالجته فوراً وبشكل قانوني، وأشار إلى أنه يمكن لوفود الدول الصديقة المواكبة للانتخابات الاطلاع على سير العملية الانتخابية ورؤية مقدار الشفافية والنزاهة التي تتمتع بها هذه العملية وأن وكلاء المرشحين ووسائل الإعلام موجودون في المراكز ولا يوجد شيء مخفي وكل شيء علني، وعلى من يدعي العكس أن يثبت ذلك.
ولفت بروجردي إلى أنه لا يوجد أي شك بهذه العملية، وأن الشعب السوري يختار رئيسه بنفسه، وقال: إن الشعب السوري هو الذي انتصر بحرب الإرادات، وإن أمريكا وحلفاءها انهزموا.
في هذه الأثناء أعلنت اللجان القضائية الفرعية أنه تم تزويد المراكز الانتخابية في دمشق بـ 1720 صندوق اقتراع إضافياً، وحلب بـ 150، ليتم توزيعها على المراكز التي امتلأت بها الصناديق، ودرعا بـ 20 وبمغلفات انتخابية إضافية، وحمص بـ 75 وبـ 175 ألف ورقة اقتراع جديدة، وحماة بـ 60، ودير الزور بـ 52، والسويداء بـ 33، وإدلب بـ 15، والقنيطرة بـ 17، الأرقام التي تثبت أن خيار السوريين واضح، وهو اختيار من يعبر بسورية إلى بر الأمان، ويلبي تطلعاتها ويفهم معاناة شعبها، وأن صوتهم كان وسيبقى صوتاً حراً ولن تمنعهم تهديدات الإرهابيين من التعبير عنه وإعلائه.
إلى ذلك أكد عضو اللجنة المركزية للانتخابات في روسيا الاتحادية وعضو الوفد الروسي المشارك في اللجنة الدولية لمواكبة الانتخابات الرئاسية في سورية أنطون لوباتين أن الانتخابات الرئاسية في سورية تشهد إقبالاً كبيراً ومشاركة كثيفة من قبل الناخبين السوريين وتمتاز بتنظيم عالي المستوى، لافتاً إلى أن “عدداً من الناخبين السوريين يأتون من خارج البلاد ليشاركوا في الانتخابات وهناك إحساس بأن هذه الانتخابات هي أشبه بالعيد بالنسبة للمواطنين السوريين”.
وكان وفد روسي يضم عضوين من مجلس الدوما وأربعة أعضاء من مجلس الاتحاد الفيدرالي إضافة إلى عضوين من اللجنة الانتخابية المركزية لروسيا الاتحادية وصل إلى دمشق لمواكبة الانتخابات.
من جهته أكد إيغور ماروزوف عضو مجلس الاتحاد الروسي والمشارك في البعثة البرلمانية الروسية لمواكبة الانتخابات الرئاسية في سورية أن عملية الانتخابات تجري بإقبال كبير ممزوج بشعور وطني عارم من قبل السوريين، وقال في اتصال هاتفي مع وسائل الإعلام الروسية: “إن هذه الانتخابات تمتاز بشفافية مطلقة ونزاهة تامة وتجري بمستوى عارم من الشعور الوطني لدى المواطنين السوريين”، وأضاف: “يوجد هنا الكثير من المراقبين الدوليين المشاركين في مواكبة الانتخابات الرئاسية السورية، ولدينا جميعاً الحرية الكاملة في إمكانية اللقاء مع المواطنين ومع ممثلي الحركات السياسية ولا نشعر بأي حواجز توضع أمامنا”.