انطلاق اجتماعات الدورة 32 للجمعية العمومية لـ”أكساد” في القاهرة صالح: نفّذنا 39 برنامجاً تضمّنت 94 مشروعاً بحثياً و66 دورة تدريبية و45 مشروعاً
أكد المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة “أكساد”، الذي تحتضن مقرّه العاصمة السورية دمشق، بدء اجتماعات الدورة الـ32 لجمعيته العمومية في العاصمة المصرية القاهرة أمس.
وفي تقرير أعدّه المركز لهذه الفعالية، أكد وزير الزراعة واستصلاح الأراضي المصري الدكتور أيمن فريد أبو حديد في كلمته الافتتاحية، أن مواجهة التحدّيات والمتغيّرات المناخية الراهنة، تتطلب من الجميع، حكومات ومنظمات وهيئات وصناديق، التدخل بمختلف السبل لتعزيز التنمية الزراعية في البلدان العربية الأكثر تأثراً وتضرّراً بسبب ذلك، والسعي إلى انتهاج سياسات زراعية فاعلة لتحسين الأمن الغذائي وتطوير الإنتاج الزراعي فيها، مشيداً بجهود “أكساد”، وبالدور الذي يلعبه من خلال محطاته البحثية ومشاريعه وأنشطته في مختلف مجالات عمله في المناطق الجافة وشبه الجافة العربية، والذي يسهم بكل جدية ومسؤولية في تطوير الموارد الطبيعية والبشرية في هذه المناطق واستثمارها بالشكل الأمثل، بما يعزز الأمن الغذائي في الوطن العربي.
من جانبه قال وزير الزراعة اللبناني رئيس الجمعية العمومية للمركز العربي: إن أكساد لعب دوراً مسانداً للبنان من خلال مشاريع تنموية جديدة تهدف إلى دعم الأمن الغذائي في مجال إنتاج القمح والمحاصيل الاستراتيجية، ونشر وزراعة الأشجار المثمرة الملائمة للمناطق الجافة، وإعادة تأهيل المناطق الرعوية، مشيراً إلى تنفيذ “أكساد” مشاريع دراسة برك حصاد مياه الأمطار في مناطق مختلفة من لبنان، وتنفيذه دراسة الجدوى لمشروع الحدّ من ظاهرة تداخل مياه البحر في منطقة الحازمية في لبنان، والاستفادة من خبراته في مجال التحسين الوراثي للأغنام العواس والماعز الشامي ونقل تقاناتها بهدف تطوير الأداء الإنتاجي للعروق المحلية الواعدة، وقيامه مؤخراً بإنشاء وحدتين لإنتاج الغاز الحيوي، وتدريب وتأهيل عشرات المهندسين والفنيين اللبنانيين في مختلف مجالات عمله، فضلاً عن استفادة لبنان من العديد من المشاريع القومية التي ينفذها “أكساد”.
بدوره، أكد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الدكتور محمد بن إبراهيم التويجري، أن الجامعة تعتبر “أكساد” في طليعة منظمات العمل العربي المشترك، داعياً الدول العربية إلى الاستفادة القصوى منه كمركز بحثي علمي تطبيقي يعمل أكثر بكثير مما يقول، ودعمه مادياً ومعنوياً، مشيراً إلى أنه رغم محدودية موارده المالية، لكنه حقق العديد من الإنجازات والأهداف التي أُنشئ من أجلها، وخاصة فيما يتعلق بتحقيق تنمية زراعية عربية مستدامة.
الدكتور رفيق علي صالح المدير العام للمركز العربي “أكساد”، كشف عن أن خطة عمل أكساد في العامين 2012-2013، اشتملت على 39 برنامجاً، تضمّنت 94 مشروعاً بحثياً ودراسياً، و66 دورة تدريبية ولقاءً علمياً، جرى تنفيذها فنياً بنسبة تجاوزت 99%، إضافة إلى تنفيذ 45 مشروعاً ونشاطاً، حققت إيرادات بـ4 ملايين دولار، ما يعكس الثقة المتنامية لمؤسسات التمويل العربية والدولية والمؤسسات التنموية العربية بعمل أكساد وخبراته العلمية التطبيقية، لافتاً إلى استمرار أكساد في استنباط أصناف جديدة من المحاصيل الحقلية، وخاصة الحبوب، إذ تم اعتماد 5 منها خلال العامين الماضيين لتفوقها في الإنتاجية وملاءمتها الظروف البيئية العربية، وكذلك تحديد أصناف من الأشجار المثمرة ونباتات المراعي الملائمة ذات التراكيب الوراثية المحسّنة والمتحملة للجفاف، وحفظ الأصول والموارد الوراثية، وإمداد الدول العربية بهذه المصادر المحسّنة للاستفادة منها في برامج التنمية الوطنية، واعتماد أكساد النهج التكاملي في مجال مكافحة التصحّر وإعادة تأهيل المناطق المتدهورة والحدّ من الكثبان الرملية، من خلال تنفيذه مشاريع رائدة في أسلوب معالجة هذا التدهور حققت نتائج إيجابية، إضافة إلى متابعته لحالة التصحر في الدول العربية وتحديث دراستها باستمرار.
وفي مجال التحسين الوراثي للأغنام والماعز أوضح صالح، أن أبحاث أكساد العلمية التطبيقية أسهمت في زيادة إنتاج الحليب بمقدار 200% في خط الحليب، ووصلت الزيادة في نسبة التوائم إلى أكثر من 300% في خط اللحم منذ البدء بتنفيذ المشروع، كما تابع أكساد نشاطه في توزيع الأغنام والماعز المحسّنة إلى الدول العربية.
يشارك في الاجتماعات، على مدى يومين، عدد من وزراء الزراعة العرب ورؤساء وفود الدول العربية أعضاء الدورة 32 للجمعية العمومية لأكساد (لبنان، وفلسطين، والكويت، والسودان، والعراق، واليمن، وتونس)، وبحضور الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، ومدير إدارة المنظمات والاتحادات العربية، حيث يناقش المجتمعون عدداً من التقارير، مثل تقريري المدير العام ورئيس المجلس التنفيذي عن الفترة بين دورتي الجمعية العمومية 31 و32، وإنجازات أكساد وعمله كبيت خبرة خلال عامي 2012 و2013م، وخطة عمله وموازنته لعامي 2015 و2016م، ومذكرات حول عدد من المشاريع الكبرى التي ينفذها أكساد، مثل مشروع بحوث وتطوير النخيل في سورية ومصر والسعودية، ومشروع تنمية حوض الحماد العراقي (مساحته 3.3 ملايين هكتار)، ومشروع تطوير إنتاج الإبل في الدول العربية، ودعم أكساد الفني لدولة فلسطين، وغيرها من الموضوعات ذات الصلة بعمل أكساد.
” البعث”