الوفود الدولية تفند الحملات الدعائية الغربية والإقليمية: الانتخابات الرئاسية قانونية وشرعية.. وشهدت إقبالاً كثيفاً.. وتمّت في جو ديمقراطي شفاف ونزيه
دمشق-سنان حسن:
السوريون أذهلوا العالم بديمقراطيتهم، أدهشوا الصديق قبل العدو بالتزامهم وإرادتهم وصمودهم ومقاومتهم ودفاعهم عن مبادئهم، وهم يدلون بأصواتهم في عرس الانتخابات الرئاسية التي جرت على امتداد ساحات الوطن، فما قاموا به يؤكد أنهم جادون في تقرير مصيرهم واختيار رئيسهم بإرادتهم وليس برغبة أحد آخر، هذا ما أقرت به الوفود البرلمانية والمنظمات الأهلية التي واكبت الانتخابات الرئاسية بعد الاجتماع التشاوري الذي عقدته في فندق داماروز بدمشق أمس، مبينة أن العملية الانتخابية كانت بإدارة اللجنة القضائية العليا، وتحت إشراف المحكمة الدستورية العليا، وهما هيئتان قضائيتان رفيعتان مستقلتان مكوّنتان من كبار القضاة السوريين، وهي تجري لأول مرة في تاريخ سورية في أجواء تنافسية بين ثلاثة مرشحين وبمشاركة مختلف الآراء والأطياف السياسية بكل حرية وديمقراطية، وهذا الأمر يعد تطوراً هاماً وتقدماً لافتاً في العملية السياسية، ويؤسس لمرحلة سياسية جديدة في سورية، وأشاروا في بيان إلى أن الإجراءات المتخذة من قبل الحكومة السورية وإصرار الشعب السوري على إجراء الانتخابات الرئاسية تستحق الثناء والشكر رغم التهديدات الأمنية الناجمة عن ممارسات المجموعات الإرهابية.
وأكد البيان أن الشعب السوري أثبت من خلال حضوره وإقباله الكثيف على صناديق الاقتراع خارج وداخل أراضي سورية على الرغم من التهديدات الأمنية التي أطلقتها المجموعات الإرهابية أنه يفضل الخيار السياسي على أي حل عنفي، مشيراً إلى مسؤولية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها عن الجرائم المرتكبة بحق الشعب السوري، داعياً الدول الداعمة للإرهاب إلى التوقف عن تقديم جميع أنواع الدعم للإرهابيين، وشكرت الوفود الشعب السوري بمختلف مكوّناته وفئاته لمشاركته الكبيرة في هذا الاستحقاق الدستوري وصموده أمام التحديات والمؤامرات الاستكبارية العالمية، مؤكدة أن الشعب السوري شارك بحرية تامة في هذه الانتخابات، وأن الحملات الدعائية الغربية والإقليمية والتضليل ومحاولات تزييف الحقائق لم تنجح في ثني الشعب السوري عن ممارسة حقه في اختيار قيادته.
ودعت الوفود قيادات دولها إلى احترام نتائج الانتخابات، معبّرة عن دعمها لإجراء الانتخابات الرئاسية واحترامها لإرادة الشعب السوري في انتخاب رئيس جمهوريته المقبل وتحديد مستقبل بلاده عبر صناديق الاقتراع دون تدخل من أي جهة خارجية، ورأت أن إقامة الانتخابات في سورية تبشر ببدء مرحلة جديدة من الاستقرار والوفاق الوطني، بعد أكثر من ثلاث سنوات من الحرب التي فرضت على سورية من جهات أجنبية، وأعربت عن الأمل في أن تستعيد سورية أمنها واستقرارها لتعود لدورها وريادتها الحضارية، وأن يعود المهجرون إلى وطنهم وتبدأ مرحلة الإعمار على يد الشعب السوري وحكومته وبدعم ومساعدة من الأصدقاء الحقيقيين لسورية، كما توجهوا بالشكر لمجلس الشعب والمحكمة الدستورية العليا واللجنة القضائية العليا للانتخابات لإتاحة الفرصة للوفود الدولية لمواكبة الانتخابات الرئاسية والاطلاع على سيرها، كما توجه بالشكر والتقدير للشعب السوري العظيم على التفاعل الحقيقي والمشاركة الواسعة في هذا الحدث التاريخي الهام في تاريخ سورية الحديث.
وأثناء الاجتماع تحدّث رؤساء الوفود المشاركين في الجلسة التشاورية عارضين آراءهم ومشاهداتهم لما رأوه خلال يوم الاقتراع طارحين مواقف بلدانهم مما جرى، ومؤكدين تضامنهم مع الشعب السوري وخياراته الوطنية، حيث أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي أن الانتخابات الرئاسية السورية تعتبر أحد أهم الأحداث الإقليمية والعالمية وستؤثر على المستقبل السياسي لسورية وخاصة فيما يتعلق بالأزمة المفروضة على الشعب السوري.
وأشار بروجردي أن ما لحظته الوفود البرلمانية والمختصون بالشأن الانتخابي المواكبون هو أن هذه الانتخابات كانت حرة وشهدت تواجداً كثيفاً وملحوظاً للغاية من قبل الشعب وكانت رسالته واضحة لهؤلاء الذين فرضوا الأزمة عليه، لافتاً إلى أن الشعب السوري ورغم كل إجراءات التصعيد ضده نقل رسالة شفافة إلى الولايات المتحدة والكيان الصهيوني الذي يدعم الإرهابيين، مبيناً أن الولايات المتحدة وأوروبا تدّعيان الديمقراطية والحرية في الوقت الذي ترفضان فيه عملية الانتخابات في سورية، مشدداً على أن على الجميع احترم خيار الشعب السوري في اختيار رئيسه.
وأكد رئيس وفد البرلمان الروسي وعضو لجنة التشريع بالمجلس الاتحادي الفيدرالي اليكسي الكساندروف أن الانتخابات الرئاسية السورية قانونية وشرعية وتمت بشكل ديمقراطي وجو تنافسي شفاف ونزيه، واصفاً هذه الانتخابات باللحظة التاريخية ليس على مستوى سورية فحسب وإنما على مستوى العالم، وقال: إن سورية وفقاً لالتزاماتها تنتخب بشكل ديمقراطي رئيساً للجمهورية، ولذلك يجب علينا أن نبذل قصارى جهدنا ونبلّغ البرلمانات في البلدان الغربية والولايات المتحدة ما حصل في سورية.
من جهته أكد النائب في البرلمان الهندي فيروز ميتي داوالا أن أبناء الشعب السوري بكل مكوّناته عازمون على الدفاع عن بلدهم الذي يضم ثقافات وحضارات عديدة وهذا ما تجسّد من خلال المشاركة في الانتخابات، وتابع: لم أر مثل هذه الانتخابات الصاخبة الشاملة لشعب أتى ليعبّر عن رأيه ولكي يدافع عن ثقافة وحضارة بلده العريقة، وهذه كانت رسالته إلى سائر الدول الأخرى، مشدداً على أن الشعب السوري أراد من المشاركة الكثيفة في الانتخابات هي التعبير عن المعارضة للإرهاب ولسياسة بعض الدول كقطر والسعودية والولايات المتحدة وإسرائيل التي تدعم الإرهابيين وترسل لهم الأموال لضرب الشعب السوري، ومعتبراً أن الشعب السوري وجّه رسالة أخرى تؤكد صمود جبهة المقاومة ضد العدوان الذي يريد أن يخرّب هذه الفسيفساء المتنوعة في سورية، وأن الرئيس الأسد قبل الأزمة كان إنساناً محبوباً، ولكن الحب والتأييد الشعبي له زاد، وهو ما مكّنه من الصمود، وأن سورية ستواصل الإصلاحات، حيث جرت عملية الانتخابات بشكل ديمقراطي جيد، والكثير من أبناء الشعب السوري أعلنوا تضامنهم وتوحّدهم.
وشددت رئيسة وفد البرلمان البرازيلي سكورو غوميز على أن الانتخابات أثبتت تصميم الشعب السوري والحكومة السورية على تقرير مصيرها واختيار رئيسها بإرادتها، وليس برغبة أحد آخر، وقالت: إن هذه الانتخابات بالنسبة لنا أشارت إلى التزام كبير بسعي هذا الشعب لتحقيق الديمقراطية الحقيقية والسلام الدائم، ولتعبّر للعالم أجمع أنها لن تسمح بأي تدخل من أي قوى عالمية خارجية.
وقال جو ايوسبيكر عضو التحالف الدولي ضد الحرب وعضو لجنة مناهضة الحرب في شيكاغو الأمريكية: وضعنا أصابعنا في الحبر السري المستخدم في الانتخابات لنعلن تضامننا مع الشعب السوري، وسنعود إلى بلدنا ونقول ما شاهدناه في سورية، فالعملية الانتخابية تمّت بنزاهة، والشعب السوري أثبت أنه أفضل من يجسّد القيم الإنسانية والمقاومة تجاه المظاهر اللاعادلة، فيما أكد الباحث الإيرلندي ديكلان هايز تضامنه مع الشعب والحكومة السورية من أجل تحقيق النصر على الإرهاب الذي تتعرض له سورية، وقال: إن رسالة الشعب السوري عبر صناديق الاقتراع هي أن الإرهابيين لن ينتصروا نهائياً بفضل الجيش العربي السوري، الذي لولا وجوده لتعرض كل أبناء الشعب السوري للقتل، ودعا الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية إلى الكف عن تلفيق الأكاذيب، مؤكداً أن ما يريده السوريون هو السلام والعودة للأمان والاستقرار، ولذلك كان إقبالهم على الاقتراع في الانتخابات الرئاسية كثيفاً، وبعثوا برسالة لمن يتدخل في شؤونهم، مفادها أن السوريين قرارهم مستقل.
وشدد رئيس لجنة السياسة الخارجية في البرلمان الفنزويلي وليام فارينياس على أن الانتخابات كانت شفافة ونزيهة وديمقراطية، وشارك فيها الشعب السوري بكثافة، ونقل تحية الشعب الفنزويلي البوليفاري والحكومة الفنزويلية البوليفارية ورئيسها نيكولاس مادورو وجميع البرلمانيين الفنزويليين إلى الشعب السوري، موجّهاً الشكر الكبير لوسائل التواصل والإعلام بشكل عام ولجميع الصحفيين الأحرار المستقلين فبفضلهم تمكّن العالم من رؤية ما يجري في هذا الحدث التاريخي المهم.
وأعلن رئيس لجنة السياسات الخارجية في البرلمان الأوغندي سام أوكينور أن ما زعمته بعض الوسائل الإعلامية عن إجبار الناس على الإدلاء بأصواتهم هو أمر غير صحيح، لأننا شاهدنا في حلب كيف كان الناخبون يأتون بكل حرية للمشاركة، كما أن بعض الوسائل زعمت أن المرشحين الآخرين مصطنعان، فيما أن الحقيقة التي لمسناها بجولاتنا أن الانتخابات حقيقية، وأن المرشحين الآخرين كانت لديهما برامجهما وخططهما المختلفة وكانت لديهما الفرصة للتعبير عن رأيهما وطرح برامجهما، وقال: إن هذه الانتخابات ستفتح مرحلة جديدة أمام الشعب السوري.
وكانت الوفود الدولية المواكبة لانتخابات الرئاسة والتي تضم برلمانيين ولجاناً انتخابية وشخصيات مستقلة ومنظمات أهلية وباحثين وناشطين وكتّاباً ومحللين وصحفيين وأساتذة جامعات واكبت عن كثب سير عملية الانتخابات الرئاسية في مختلف أرجاء سورية.