حالة تأهّب قصوى في أوروبا لمواجهة ارتدادات الإرهاب.. وفورد يذرف دموع التماسيح مصرع 34 إرهابيـاً في ريـف اللاذقـية.. وإحـبـاط محاولة اعتداء على قرية أم شرشوح في ريف حمص
تعيش أميركا ودول أوروبا حالة تأهّب قصوى لمواجهة خطر الإرهاب وما يشكله من تهديد على أمنها ومخاطر عودة الإرهابيين إلى دولهم ونقل ما مارسوه من إرهاب أثناء قتالهم في صفوف المجموعات الإرهابية المسلّحة في سورية التي دعمتها هذه الدول حيث حذر خبير أمريكي من الإرهابيين العائدين إلى الغرب مؤكداً أنهم سيمثلون خطراً كبيراً على أمن أوروبا، في وقت تتكاثر الأدلة على التورط الغربي في إرسال الإرهابيين للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة كان آخرها ما حدث بالأمس عندما وجه مدعون ألمان اتهامات بالإرهاب ضد ثلاثة أشخاص متهمين بالانتماء إلى مجموعة إرهابية متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية.
وفي موقف يعكس نفاقه وتلاعبه على حبال السياسة بما يخدم دائماً المصالح الأميركية التي تتخبط في مواجهة الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري على المجموعات الإرهابية التي تقدم لها واشنطن وسائل الدعم السياسي والمالي والعسكري، قال السفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد الذي كان من أوائل من عمل على محاولة إشعال الأوضاع في سورية إنه ترك منصبه لأنه لم يعد قادراً على الدفاع عن سياسة إدارة باراك أوباما في سورية.
وسط هذه الأجواء واصلت وحدات من الجيش والقوات المسلحة استهدافها للإرهابيين وأوقعت أعداداً من إرهابيي جبهة النصرة قتلى ومصابين في ريف اللاذقية الشمالي وكبدتهم خسائر كبيرة وتصدت لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة الاعتداء على قرية أم شرشوح من اتجاه الرستن وتلبيسة في ريف حمص، فيما أوقعت وحدات أخرى قتلى ومصابين في صفوف الإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم في ريفي درعا ودمشق.
وفي التفاصيل، دمّرت وحداتٌ من بواسل جيشنا وكراً كانت المجموعات الإرهابية تتخذه مقراً لتخطيط وتنفيذ اعتداءاتها الإرهابية شرق برج فتينة في حي جوبر بريف دمشق، وأردت العديد من أفرادها قتلى وأصابت آخرين ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة.
وفي منطقة دوما، أوقعت وحدة من الجيش مجموعة إرهابية بكامل أفرادها قتلى في مزارع عالية ترافق ذلك مع اشتباكات عند محطة وقود الباز في منطقة عدرا أسفرت عن إصابات مباشرة بين الإرهابيين.
إلى ذلك تم القضاء على العديد من الإرهابيين في مزارع المليحة وامتداد شركة تاميكو وفي بلدة دير العصافير من بينهم متزعم مجموعة إرهابية يدعى أبو كاسم الطير ومروان مدلك وسمير حمدان في حين سقط آخرون قتلى وتم تدمير أسلحتهم وعتادهم الحربي في مزارع النشابية من بينهم كاسم ظريفة وآخر يلقب أبو صهيب القاضي.
وفي مدينة داريا اشتبكت وحدة من حماة الديار مع أفراد مجموعات إرهابية في محيط جامع الرحمن وقرب مقام السيدة سكينة وأردت عدداً منهم قتلى بينهم محمود عمر المصري.
وفي ريف اللاذقية الشمالي أحبطت وحدات من الجيش والقوات المسلحة محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل إلى منطقة الحفة عبر وادي برمسة وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب معظمهم من جنسيات غير سورية، واستهدفت وحدات أخرى مجموعات إرهابية تابعة لـ جبهة النصرة في قرى ساقية الكرت وعرافيد وبيت عوان والخضرة والسودة وكسب والفرلق وقضت على 34 إرهابياً وأصابت آخرين معظمهم من جنسيات غير سورية ودمرت 3 مدافع وراجمات كبيرة و9 سيارات مزودة برشاشات ثقيلة و3 سيارات محملة بالصواريخ ومستودعاً للصواريخ.
وفي حمص تصدت وحدات من الجيش والقوات المسلحة لمحاولة مجموعات إرهابية مسلحة الاعتداء على قرية أم شرشوح من اتجاه الرستن وتلبيسة في ريف المحافظة وكبدتها خسائر فادحة وقضت على أعداد من أفرادها من بينهم متزعمهم عبد العزيز علوان وأصابت آخرين. وتم القضاء على عدد من الإرهابيين وإصابة آخرين خلال استهداف تجمعاتهم في الرستن ووادي الميرا وسلام غربي وشرقي ومسعدة وسعيد وسلطانية، وأحبطت وحدات أخرى محاولة تسلل مجموعة إرهابية من الدار الكبيرة باتجاه قرية الدوير كما قضت على العديد من الإرهابيين ودمرت سيارة محملة بالذخيرة في قرية الغنطو.
إلى ذلك استهدفت وحدات من الجيش تجمعات الإرهابيين في تل السلاسل وخليج كيسين وبالقرب من جامع المحمود في الرستن وفي برج قاعي وكفرلاها وتلدو والناصرية بمنطقة الحولة وفي سلام غربي وقرية رحوم بريف حمص الشرقي ومنوخ وطفحة ومحسة والقريتين بريف تدمر ما أدى إلى مقتل وإصابة العديد منهم.
وفي درعا وريفها قضت وحدات من بواسل جيشنا بكمين محكم على أفراد مجموعة إرهابية شمال مدرسة اليرموك في درعا البلد، كما أحبطت محاولة تسلل مجموعة أخرى إلى أحد الأبنية الموجودة شمال شرق دوار المصري ما أدى إلى مقتل وإصابة عدد من الإرهابيين، واستهدفت وحدات أخرى المجموعات الإرهابية في حديقة الأربعين ومحيط جامع القدس وأوقعت العديد من أفرادها قتلى ومصابين.
وفي ريف إدلب، أوقعت وحدات من الجيش أعداداً كبيرة من الإرهابيين قتلى ومصابين معظمهم من جنسيات عربية وأجنبية قرب بلدة سيلون وأسفرت العملية أيضاً عن تدمير مدفع هاون ومدفع جهنم وعدد من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة، ودمرت وحدة أخرى وكراً اتخذه الإرهابيون مقراً لعملياتهم قرب بلدة سرمين ما أدى إلى مقتل أعداد كبيرة من الإرهابيين التابعين لما يسمى جند الشام وجند الأقصى ومن بين القتلى متزعم إحدى المجموعات إبراهيم فيصل جلال إضافة إلى إصابة أعداد أخرى وتم أيضاً تدمير سيارة شاحنة محملة بالصواريخ محلية الصنع والقضاء على ستة إرهابيين أجانب كانوا بداخلها مما يسمى تنظيم جند الأقصى وتدمير عدد من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة.
إلى ذلك استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعات الإرهابيين في محيط جبل الأربعين والبدرية وكورين وكفرلاتا شمال الكونسروة ومزارع قميناس وسراقب وبكفلون وبنش وخربة ماردين وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين، كما استهدفت تجمعات الإرهابيين في عين السودا والشغر والسرمانية وقسطون وسامس ومعمل الفلين ومحيط جبل الأربعين وغرب أبو الضهور وطلف وأوقعت أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت أسلحة وذخيرة كانت بحوزتهم.
من جهة أخرى استشهد مواطن وأصيب ثلاثة آخرون جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون أطلقها إرهابيون على مدينة جرمانا في ريف دمشق. وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن إرهابيين أطلقوا خمس قذائف على أحياء الروضة ودف الصخر وأرض البيدر أدت إلى استشهاد مواطن وإصابة ثلاثة آخرين وإلحاق أضرار مادية كبيرة بعدد من المنازل والمحلات التجارية والسيارات.
إلى ذلك أصيب 14 مواطناً بجروح ولحقت أضرار مادية بالممتلكات جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون أطلقها إرهابيون على عدد من أحياء دمشق أمس، وأفاد مصدر في قيادة الشرطة بأن إرهابيين أطلقوا 14 قذيفة سقطت قرب مشفى الحياة وفي شارع بغداد وقرب مدرسة عبد الله بن الزبير في المزرعة وفي محيط السفارة السعودية بأبو رمانة وخلف مدرسة عليا المهدية بالروضة وعلى سطح مبنى كلية الحقوق القديم وقرب مشفى التوليد بالبرامكة وعلى منزل في شارع حلب وخلف مشفى هشام سنان بركن الدين وفي شارع جبران خليل جبران في القصاع والزبلطاني وشارع الملك فيصل في العمارة وباب شرقي ما أدى إلى إصابة 14 مواطناً وإلحاق أضرار مادية.
وفي موقف يعكس نفاقه وتلاعبه قال السفير الأميركي السابق لدى سورية روبرت فورد الذي كان من أوائل من عمل على إثارة القلاقل والتحريض ومحاولة إشعال الأوضاع في سورية إنه ترك منصبه لأنه لم يعد قادراً على الدفاع عن سياسة إدارة باراك أوباما في سورية.
وفيما تشكل واشنطن ومواقفها الداعمة للإرهابيين أحد أهم أسباب بقاء المجموعات الإرهابية في سورية وتواصل جرائمهم اليومية بحق الشعب السوري عمد فورد في مقابلة حصرية مع شبكة سي إن إن الإخبارية الأميركية إلى الحديث عن عجز واشنطن عن معالجة ما وصفه بـ “جذور المشكلة” فيما يتعلق بالقتال أو “التوازن على الأرض” قائلاً” بات لدينا تنام لتهديد المتطرفين في البلاد”.
وتحدث فورد الذي يعتبر أحد أبرز واضعي ومنفذي السياسة الأميركية المعادية لسورية وشكلت تحركاته واتصالاته الاستفزازية بالمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية خرقاً واضحاً للأعراف الدبلوماسية بما فيها توجهه إلى حماة ودرعا في تموز من العام 2011 ولقائه عدداً من قادة المجموعات الإرهابية .. عن ضرورة التفكير بعناية فيما إذا كانت واشنطن وحلفاؤها قد قدموا كل ما بإمكانهم إلى أصدقائهم في سورية.
وفي خضّم الهزائم التي يمنى بها الإرهابيون أمام الجيش العربي السوري في مختلف المدن والتي تسببت بصدمة للآمال الأميركية وانتكاسة لخططها في تدمير سورية قال فورد” علينا أن نعطيهم الأدوات التي لا بد من امتلاكها لتغيير التوازن على الأرض .. على الأقل في بعض المواقع”. وعمد فورد إلى ذرف دموع التماسيح متباكياً على الشعب السوري واَلامه قائلاً في تعابير تثير السخرية ” أعتقد بأن علينا جميعاً نحن الأشخاص المتمسكين بالقيم الأساسية للّياقة الإنسانية أن نساعد السوريين”.
في غضون ذلك حذر الخبير الأمريكي في شؤون التطرف بالمركز الدولي لدراسات التطرف بالولايات المتحدة بيتر نيومان من الإرهابيين العائدين من القتال في سورية إلى الغرب والذين سيمثلون لاحقاً خطراً على أمن الغرب مفنداً مزاعم فورد حول وجود “معارضة معتدلة” تقاتل الأخرى المتطرفة ومؤكداً أنه لا وجود لأي فرق أو اختلاف واضح بين “المجموعات المسلحة” على الأرض. وأوضح في تقريره أن “المسلحين الأجانب” الذين يعودون من سورية إلى الغرب والذين قد يتورطون في أعمال إرهابية سيمثلون لاحقاً مشكلة للغرب مشيراً إلى أن “الأبحاث تظهر أن واحداً من كل تسعة “مقاتلين أجانب” تورط لاحقاً في أحداث إرهاب محلية في الغرب”. ودعا الغرب إلى “التدخل عملياً وبشكل أكبر لإيجاد وسائل تحدد أياً من هؤلاء العائدين من سورية إلى دولهم سيشكل خطراً مع الأخذ بعين الاعتبار أن لدى بعضهم ميولاً إرهابية فيما يعاني آخرون من مشاكل وأزمات نفسية يمكن أن تشكل خطراً على المجتمع الغربي بغض النظر عن الإرهاب”.
إلى ذلك وجه مدعون عامون ألمان اتهامات بالإرهاب ضد ثلاثة أشخاص بينهم لبناني، متهمين بالانتماء إلى مجموعة إرهابية متطرفة مرتبطة بتنظيم القاعدة في سورية.
ونقلت وكالة اسوشيتد برس عن المدعين العامين الألمان قولهم إن المشتبه به الرئيسي الذي عرف فقط باسم اسماعيل اي اتهم بعضويته في تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي، فيما اتهم شقيقه عز الدين اي ومواطن ألماني يدعى محمد صبحان ايه بتهم دعم التنظيم بالمعدات والمال.
وأضاف المدعون أن المشتبه به الرئيسي متهم بالتدريب والقتال مع التنظيم المذكور في سورية العام الماضي وأن التنظيم أرسله مجدداً إلى ألمانيا للحصول على المال والأدوية والإمدادات العسكرية وقد تم القبض عليه هو وشخص آخر من المتواطئين على الطريق السريع في ألمانيا في تشرين الثاني الماضي بسبب ذهابهم إلى سورية، في حين حذر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون من خطورة الإرهابيين العائدين من سورية على أمن بلاده.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة تونسية مقتل إرهابي تونسي خلال تنفيذه عملية انتحارية في محافظة دير الزور في دليل جديد على انخراط إرهابيين من جنسيات غير سورية في الهجمات الإرهابية التي تتعرض لها سورية بينما أصدرت محكمة تونسية حكماً بالسجن من 6 إلى 10 سنوات على أفراد خلية إرهابية متورطة في تسفير شبان للانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
خامنئي: داعمو الإرهاب العدو الأول للمنطقة
سياسياً، أكد قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي خامنئي أن داعمي الحركات الإرهابية والتكفيرية في سورية والعراق وأفغانستان وإيران وبعض الدول العربية الأخرى التي تقوم بارتكاب الأعمال الإجرامية والمجازر هم العدو الرئيسي لدول المنطقة. وقال خامنئي خلال كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية 25 لرحيل الإمام الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية أن “الإدارة الأمريكية تتبع شتى السبل والمخططات لإركاع بعض الدول التي تعارض سياستها والهجوم العسكري عليها” مشيراً إلى أن أمريكا قامت بإيجاد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق وإيران وأفغانستان وبعض الدول العربية في المنطقة وقدمت لها كافة أنواع الدعم من مال وسلاح بهدف بث الفرقة والاختلاف في هذه الدول، مؤكداً أن إيران تقف وبكل اقتدار بوجه الكيان الصهيوني المحتل الذي تدعمه القوى المتغطرسة ولا يمكنها أن تساوم الظالمين وستبقى تدافع عن المظلومين.
بدوره أكد الرئيس الإيراني “حسن روحاني” أن الدول الغربية التي تدعي امتلاك الحضارة في العالم ومعارضتها للإرهاب تساند وتقدم الدعم للمجموعات الإرهابية في سورية ولبنان وأفغانستان وغيرها عسكرياً وماليا، وقال روحاني خلال كلمة ألقاها في الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الإمام الخميني في طهران إن “المتآمرين بدؤوا بمخططاتهم ضد سورية ولبنان والعراق وأفغانستان وبعض الدول الإسلامية بهدف تقسيم هذه الدول وتفتيتها” مؤكداً أن إيران في المنطقة والعالم تناضل ضد الإرهاب قولاً وفعلاً كما أنها تساعد عملياً أولئك الذين يكافحون الإرهاب والتطرف في المنطقة.
لافروف وكيري يبحثان الأزمة السورية
من جهة ثانية، أكدت وزارة الخارجية الروسية أن وزير الخارجية سيرغي لافروف سيبحث خلال لقائه نظيره الأمريكي جون كيري اليوم في باريس الأزمتين في سورية وأوكرانيا.
وقال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي للصحفيين أمس في موسكو أن “لافروف سيلتقي كيري في الخامس من حزيران الجاري في باريس ومن المقرر أن يناقشا المسألة الأوكرانية والموضوع السوري”، مضيفاً أنه إذا حصل نوع من التقارب حول هذين الموضوعين فإن ذلك سيعد نجاحاً كبيراً ” مشيراً إلى أن المدى الذي ستصل إليه المباحثات يتعلق كلياً وبشكل كامل بالشركاء الأمريكيين.