مباحثات سوريّة إيرانية لتعزيز آفاق التعاون الاقتصادي والتجاري الـحـلـقي: عـلاقـاتنـا الاستراتيجية تعزّز الأمن والاستقرار في الـمنطقة بروجردي: الانتخابات الرئاسية ردٌّ قويٌّ على واشنطن وحلفائها الإقليميين
بحث السيد رئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي أمس مع رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشورى الإيراني علاء الدين بروجردي العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مجالات النفط والطاقة الكهربائية وتوفير المواد التموينية والغذائية، وإقامة مشاريع مشتركة، وتوفير احتياجات القطاعات الصناعية والزراعية والتنموية السورية.
وعبر الحلقي عن الارتياح لتنامي العلاقات الاقتصادية والتجارية والتنموية بين البلدين للارتقاء بها لمستوى العلاقات السياسية الاستراتيجية الراسخة، التي تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة، مستعرضاً آفاق التعاون الاقتصادية والتجارية والخطط والبرامج المستقبلية التي أعدّتها الحكومة لإعادة البناء والإعمار وكذلك الخطط الإسعافية، ودور القطاع الوطني الإيراني في المساهمة فيها.
وأكد رئيس مجلس الوزراء أن الانتخابات الرئاسية في سورية محطة مهمة في تاريخ سورية المعاصر، وتشكل جسر عبور لتحقيق المزيد من الأمن والاستقرار، باعتبارها استكمالاً للعملية السياسية، التي تتعزز بالتوازي مع تزايد المصالحات الوطنية وانتصارات الجيش العربي السوري وتعزيز قدرات الاقتصاد الوطني، موضحاً أن يوم الثالث من حزيران جمع قلوب السوريين ووحّدهم من أجل تقرير مصير بلادهم دون تدخل خارجي، وأن الإقبال الشديد والكثيف وتدفق الملايين من الشعب السوري على صناديق الاقتراع صدم أعداء سورية ووجه صفعة قوية لهم.
من جهته أكد بروجردي أن سورية اليوم تصنع ملحمة سياسية بكل معنى الكلمة ستغيّر الموازين الدولية لمصلحتها، وأن ما شاهدناه خلال الانتخابات الرئاسية والإقبال الحاشد للشعب السوري لتقرير مصير وطنه دليل آخر للعالم أن الشعب السوري سيحقق النصر النهائي على أعدائه، وأكد أن العلاقة الثنائية بين سورية وإيران استراتيجية لا يمكن التأثير عليها، وأن إيران ستكون في المستقبل أيضاً إلى جانب الشعب السوري والحكومة السورية، لافتاً إلى أن لقاء المسؤولين في سورية أتاح الفرصة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين ومباركة هذا النجاح الكبير في الانتخابات، وتوجه بروجردي بالتهنئة إلى الشعب السوري على إنجاز هذا الاستحقاق الديمقراطي بكل شفافية ونزاهة ومصداقية.
كما قام السيد بروجردي والوفد المرافق له بزيارة إلى وزارة الأوقاف التقى خلالها الوزير الدكتور محمد عبد الستار السيد وسماحة مفتي الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون.
الوزير السيد رحب بالضيف وبمشاركته في الاطلاع على الأجواء الديمقراطية التي سادت البلاد أثناء عملية التصويت لانتخابات الرئاسة والتي كانت انتصاراً حقيقياً للخط المقاوم الرافض لكل مشاريع الهيمنة على المنطقة.
بروجردي بيّن أن سورية ستبقى في الخط الأمامي للمقاومة في المنطقة ضد الكيان الصهيوني، وأن انتصار الشعب السوري اليوم هو انتصار للمقاومة، معرباً عن أمله في أن يشارك السوريين في انتصارهم الأكبر على الإرهاب، مجدداً دعم بلاده لسورية والوقوف إلى جانب شعبها في أزمته وتقاسم الهموم معه، مضيفاً: إن أي اعتداء على الحكومة السورية هو اعتداء على الشعب السوري، الذي قال كلمته، فالدول الغربية كانت تدعي من خلال تضليلها الرأي العام العالمي بأنها تواجه الحكومة السورية من أجل دعم الشعب السوري.
المفتي العام للجمهورية أكد أن صمود الشعب السوري لأكثر من ثلاث سنوات لم يكن لولا تكاتفه والوقوف يداً واحدة في وجه الإرهاب، وبين أن الشعب السوري شعب مؤمن وملتزم بقيمه ودينه وأخلاقه ولا يقبل السياسة التي يحاول الغرب أن يمليها عليه، مشيراً إلى أن السياسة بالنسبة للغرب فن الكذب، لكنها بالنسبة لنا فن الصدق، فالسوريون لديهم قيمهم التي تنبع من أخلاقهم، ولفت إلى أن الذي يحدث في سورية باسم الإسلام لا يمت للدين الحنيف بأي صلة، مشيراً إلى أن إسرائيل تريد إشعال حرب من خلال زرع الفتنة في العالم خدمة لمصالحها.
بروجردي أكد أن إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية كان رداً قوياً على الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الإقليميين، الذين يخشون إرادة الشعب السوري الصلبة، وشدد على أن مشاركة السوريين في الانتخابات تأكيد على أن إرادة الشعب السوري تفوقت على إرادة أمريكا.