محمد الأحمد: “مهرجان سينما الشباب”، من المشاريع التي ستقدم إضافة مهمة جدا للسينما السورية
كعادته يطل محمد الأحمد مدير المؤسسة العامة للسينما قبيل أي تظاهرة تقوم بها هذه المؤسسة الوطنية، من خلال مؤتمر صحفي، يلفه جو من الحميمية والألفة، بعيدا عن بروتوكولات المؤتمرات الصحفية المعهودة، فالناقد السينمائي المعروف يدرك مدى أهمية إشراك الأعلام الوطني بمختلف أنواعه في كل النشاطات التي تقيمها المؤسسة العامة للسينما، وهو يولي التغطية الإعلامية لمختلف نتاجات السينما السورية اهتماما كبيرا، متأملا أن تقوم بدور فعال في المشاركة الفعالة بتظهير ونقد عمل المؤسسة، فهذا الأمر حسبما أورد “الأحمد” في المؤتمر الصحفي الذي عقده في مقر المؤسسة العامة للسينما أمس، بمناسبة انطلاق “مهرجان سينما الشباب والأفلام القصيرة” الذي يتضمن عرض الأفلام الحاصلة على منح دعم الشباب، بالإضافة إلى أحدث إنتاجات المؤسسة، يشكل دافعاً إضافياً ويعطي قيمة مضافة للنشاطات التي تقدمها المؤسسة، إن كان من إنتاح الأفلام السينمائية أو المواظبة على إصدار أهم الكتب العالمية والمحلية التي تعنى بالشأن السينمائي، خصوصا وأن المهرجان الأنف الذكر، سوف يؤسس لمرحلة جديدة وليس بديلة، لعالم الفن السابع في سورية، باعتباره سورياً خالصا في كل تفاصيله، كما أنه أي المهرجان، يقوم بشكل جوهري وأساسي على الرؤى التي قدمها الشباب الفائزون بالمنح الإنتاجية، بعد أن أكد “الأحمد”: أنهم كجهة منتجة لم يفرضوا أي شكل من أشكال الوصاية الفنية أو التقنية على هذه الأفلام، حتى في اختيار الممثلين، رغم أن هذا أمر يحق للجهة الإنتاجية في أي مكان بالعالم أن تتدخل به، إلا أن المؤسسة آثرت أن تمنح الفرصة كاملة لهؤلاء الشباب، ليقدموا وجهات نظرهم وما يعتقدونه بحرية مطلقة، وكم كانت المفاجأة سارة ومبهجة بالنسبة لـ”الأحمد”، حيث وعد أن الجمهور سيتابع أفلاما مهمة جدا، فاق العديد منها بمستواه الفني وبنضج الطرح الذي يقدمه، بالأخص تلك الأفلام التي اتكأت في تقديم فرجتها على الواقع السوري الراهن، الأفلام الاحترافية التي قدمتها المؤسسة. وقد اعتبر “الأحمد” أن المؤسسة العامة للسينما هي الجهة الإنتاجية الوحيدة القادرة على تقديم الدعم للشباب الراغبين بالخوض في الشأن السينمائي، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، لذا فلقد أدركت المؤسسة بأن واجبها لا ينحصر بالتعامل فقط مع من أوفدتهم المؤسسة للدراسة، كما كانت سياستها سابقا، بل يتعدى ذلك إلى فتح أبواب المؤسسة، لكل صاحب مشروع سينمائي حقيقي، يبنى عليه مستقبلا، باعتباره مشروعا ثقافيا وطنيا بالمقام الأول، وإضافة حقيقية ومهمة لتاريخ السينما السورية الحافل بنتاجات سينمائية سورية، تركت بالغ الأثر في المحافل السينمائية الإقليمية والعالمية.
مشروع دعم سينما الشباب، هو من المشاريع المهمة جدا، ليس في المرحلة الراهنة فقط، بل في تاريخ المؤسسة العامة للسينما، حسب ما أورد “الأحمد”، باعتبار أن هذا المشروع سيكشف عن مواهب واعدة، سوف يكون على عاتقها أن تحمل إرث السينما السورية لتمضي به نحو عوالم أوسع وأرحب، بعيدا عن التقيد بمدرسة أو أفكار جاهزة، خصوصا وان السينما السورية مرت بفترات تشابهت فيها الرؤى والمواضيع المطروحة، لذا فالمؤسسة من خلال هذا المشروع الذي تعول عليه كثيرا، ستعمل على مواكبة كل موهبة جديرة بتحقيق حلمها إلى واقع.
وفي رد على بعض التساؤلات والأصوات، التي كانت تنتقد المؤسسة بأن الوقت والظرف الراهن لا يسمح بهكذا نشاطات ومهرجانات، نوه “الأحمد” بأن الشعوب التي تمر بمحن كالمحنة التي تمر بها سورية اليوم، تصبح بحاجة ماسة للفعل الثقافي باختلاف أنواعه، باعتباره يساهم في رفع منسوب الوعي العام، ويسلط ضوءا قويا على بنية المجتمعات وما يعتريها من تبدلات وتغيرات، والسينما هي من الضرورات الحقيقة التي توثق لهذه المرحلة، خصوصا وأن اغلب الشباب المشاركين بهذا المهرجان أثبتوا أنهم أصحاب رأي وموقف ناضج، وقادرون على تحمل المسؤولية بعكس البعض الذي ذهب إلى المنافي ليزاود على البلد الذي لولاه لما كان له أي وجود يذكر.
كما أكد “الأحمد” على الدور الكبير والدعم اللامتناهي الذي قدمته الدولة لمشروع سينما الشباب وغيرها من المشاريع التي نفذتها المؤسسة وبكثافة خلال السنوات الأربع المنصرمة، مقارنة بغيرها من السنوات، معتبرا أنه لولا هذا الدعم ولولا الرؤية التي تنتهجها الحكومة السورية في تطوير الواقع الثقافي السوري، لما كان لهكذا مشاريع سينمائية مهمة أن ترى الضوء، متمنيا على الأعلام أن يواكب هذا المهرجان بكثير من المحبة باعتباره لشباب يخطون خطوتهم الأولى في هذا المجال، وهم بحاجة لمساعدة الجميع، حتى تبقى كوادرنا الوطنية هي صاحبة قرارها بعلمها ومعرفتها.
بالإضافة إلى فعاليات المهرجان سيتم تكريم مجموعة المبدعين السوريين، منهم المخرج ريمون بطرس والفنانة سلمى المصري، أما لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان سينما الشباب فتتألف من: المخرجان غسان شميط، جود سعيد، والكاتب محمود عبد الواحد، والفنانة ديمة قندلفت والسينمائية ديانا فارس.
تمام علي بركات