سورية تعلن دعمها للعراق الشقيق في التصدي للقاعدة.. وتطالب جميع الدول بالعمل الجاد لتجفيف منابع الإرهاب تطهير بيجي وتكريت من الإرهابين.. والمالكي يتعهد ببناء جيش رديف من المتطوعين
أدانت الجمهورية العربية السورية الأعمال الإرهابية، التي يتعرض لها العراق، وعبرت عن دعمها وتضامنها ومساندتها للحكومة والجيش والشعب العراقي الشقيق في التصدي للمجموعات الإرهابية، مؤكدة أن ما يواجهه العراق الشقيق هو ذاته ما تواجهه سورية من إرهاب مدعوم من الخارج، وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أمس: إن العراق يتعرض لأعمال إرهابية في إطار مؤامرة عالمية ضد الشعبين العراقي والسوري من خلال غزو إرهابي يستهدف وحدته وتدمير شعبه وبنيته التحتية، وقد طالت هذه الأعمال الإرهابية محافظتي نينوى وصلاح الدين، اللتين استولى فيهما تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” الإرهابي أحد أذرع القاعدة على الموصل بما فيها من المنشآت المدنية والعسكرية واقترب من كركوك.
وتابع البيان: إن سورية تطالب جميع الدول بالعمل الجاد لتجفيف منابع الإرهاب، الذي يتعرض له البلدان، ووقف تمويل وتسليح وتدريب العناصر الإرهابية أو إيوائها أو تسهيل مرورها إلى العراق وسورية، التزاماً من هذه الدول بقرارات مجلس الأمن المتعلقة بالتعاون الدولي لمكافحة الإرهاب، وأضاف: إن سورية إذ تؤكد تصميمها على محاربة الإرهاب، الذي تتعرض له، وعزمها على متابعة الدفاع عن الشعب السوري، فإنها تجدد تضامنها التام مع العراق الشقيق، واستعدادها للتعاون معه من أجل مواجهة الإرهاب هذا العدو المشترك.
وقالت الوزارة في ختام بيانها: إن سورية تدعو مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة إلى إصدار قرارات واضحة تدين هذه الأعمال الإرهابية الإجرامية، وإلى التحرك الجاد لاتخاذ إجراءات فورية بحق الدول الداعمة والراعية لهذه المجموعات الإرهابية ومساءلتها وإلزامها بالتوقف عن تقديم الدعم المالي والعسكري لها، والذي يشكل تهديداً للسلم والأمن الدوليين في المنطقة والعالم.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي في مؤتمر صحفي له في بغداد، أن الحكومة العراقية تستعد وتعيد عملية تنظيم القوات المسلحة المعنية بتطهير محافظة نينوى من الإرهابيين، وهي بصدد معالجة الوضع الراهن في هذه المحافظة بغض النظر عمن يقف خلفه، داعياً أبناء نينوى إلى التطوّع وحمل السلاح لمواجهة الإرهابيين والمؤامرة، وشدد على أنه لن يتم السماح للإرهابيين بالبقاء ولا للذين أرادوا من خلالهم أن يدخلوا مدخلاً صعباً بالنسبة للعملية السياسية، مشيراً إلى أن ما يجري في محافظة نينوى هو جولة من معركة الحرب على تنظيمات الإرهاب التي ابتلي بها العالم أجمع وتعيشها دول كبيرة وكثيرة، موضحاً أن العراق سيعتمد على نفسه لمعالجة ما يحصل من خلال استنهاض همة أبناء نينوى الذين توجهوا الآن للتطوع وحمل السلاح ومواجهة هذه المؤامرة التي حصلت.
وقال رئيس الحكومة العراقية: إن الجيش والشرطة أقوى من تنظيم داعش، وما حصل مؤامرة وخدعة، مؤكداً أنه سيتم إعادة بناء جيش رديف من المتطوعين أصحاب الإرادة لمساندة الجيش العراقي، وأضاف: إن الخطر يضرب العراق وليس جهة سياسية معينة، وإن الجيش والشرطة أقوى من داعش وما حصل مؤامرة وخدعة وسيتم معاقبة القادة الذين انسحبوا وتخاذلوا.
من جانبه، دعا زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر إلى تشكيل “سرايا السلام” للدفاع عن المراقد والمساجد والحسينيات والكنائس بالتنسيق مع الجهات الحكومية، فيما دعت العشائر بدورها لمساندة القوات الأمنية والجيش العراقي في حربه ضد تنظيم داعش.
وقد بدأ الجيش العراقي على الفور عملية أمنية واسعة لملاحقة عناصر تنظيم داعش، حيث أفاد مصدر في شرطة محافظة نينوى، بأن قوات أمنية بدأت بتمشيط مناطق متفرقة من مدينة الموصل وتفكيك عبوات ناسفة ومنازل مفخخة، فيما تمكنت قوات البشمركة من دحر مسلحي داعش في ناحية سنون بقضاء سنجار غرب محافظة نينوى، وقال المصدر الأمني: إن القوات الأمنية بدأت، بتمشيط مناطق متفرقة في مدينة الموصل من عناصر داعش الإرهابية وتفكيك عبوات ناسفة ومنازل مفخخة في تلك المناطق.
وتمكن الجيش العراقي بمساندة العشائر من استعادة السيطرة على نحو كامل على قضاء بيجي وعلى بعض المناطق في كركوك، كما أنها تلاحق مسلحي داعش في صلاح الدين.
وأعلن جهاز مكافحة الإرهاب أن قوات النخبة العراقية استعادت السيطرة على مدينة تكريت بعد القضاء على إرهابيي داعش فيها، وتمكنت أيضاً من تطهير قضاء بيجي من الإرهابيين بالتعاون مع العشائر.
من جهة أخرى أعلن تلفزيون العراقية أن محافظ صلاح الدين نفى اختطافه ويؤكد استقرار الأوضاع في سامراء.
وأقدم تنظيم “داعش”على إعدام 15 عنصراً من القوات العراقية في مناطق يسيطرون عليها في محافظة كركوك، فيما أكد مصدر أمني عراقي رفيع المستوى أن عناصر التنظيم اختطفوا القنصل التركي في مدينة الموصل مع 24 من مساعديه وأفراد حمايته، والجهود جارية لضمان سلامة الطاقم الدبلوماسي.
وأكد رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي أن هناك غزواً خارجياً من جنسيات مختلفة على العراق مدعوم وممول بقوة، مشيراً إلى أن الوقت الآن يستدعي دحر هذه المجموعات الإرهابية وعودة البلد الى عافيته، وبعد ذلك يتمّ التفتيش على مصدر دعمهم، داعياً إلى التعاون بين كل القوى السياسية والشعب العراقي وبذل كل ما يتطلب من تعاون وطني ودعم للقوات المسلحة لصد الهجمة الإرهابية.