حفل استقبال بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية .. الهلال: العلاقات السورية الروسية مبنية على احترام ارادة الشعبين .. وتتطوّر في مختلف المجالات
دمشق-بسام عمار:
بمناسبة العيد الوطني لروسيا الاتحادية أقام عظمة الله كولمحمدوف السفير الروسي في دمشق حفل استقبال مساء أمس في فندق داما روز.
وقال الرفيق المهندس هلال الهلال الأمين القطري المساعد لحزب البعث العربي الاشتراكي: إن الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته يشارك الشعب الروسي الأخ والصديق بعيده الوطني ويتمنّى له المزيد من التطور والازدهار والعيش الكريم، مضيفاً: إن العلاقات السورية الروسية، المبنية على احترام إرادة الشعبين وحرية القرار السياسي والمصالح المشتركة لهما، أنموذج يحتذى به للعلاقات بين الدول، وعلاقة البلدين في تطوّر مستمر في مختلف المجالات، نزولاً عند رغبة الشعبين وتوجهات قيادتيهما السياسية.
وأشاد الرفيق الأمين القطري المساعد بالدعم الذي قدّمته روسيا لسورية، والدور الذي قامت به في دعم الشعب السوري خلال سنوات الأزمة، موضحاً أن وقوف روسيا إلى جانب سورية منذ اليوم الأول للحرب الإرهابية عليها، وما اتخذته من “فيتوات” ضد مشاريع القرارات الامبريالية والاستعمارية، موضع تقدير واحترام من الشعب السوري وقيادته، حيث أن هذه المواقف كان لها الأثر الكبير في خلق توازن عالمي جديد وإنهاء هيمنة القطب الواحد على القرار الدولي، وأكد أن العلاقات بين البلدين ستشهد خلال الفترات القادمة المزيد من التطوّر والازدهار في مختلف المجالات.
سفير روسيا قال: إن سورية بلد صديق وشريك قديم لروسيا، وتربطهما عقود من الصداقة والتعاون الوثيق، والذي تجسّد في الكثير من مشاريع البنية التحتية المشيّدة بالجهود المشتركة، وفي الكوادر الفنية والعلمية والثقافية التي تمّ إعدادها في المراكز العلمية الروسية، وهناك تشابك مصير بين مواطني البلدين، مضيفاً: إن بلاده مصممة على تطوير التعاون المثمر مع سورية في كافة المجالات، ولاسيما فيما يخص إعمار وإعادة بناء ما تمّ تدميره من قبل المجموعات الإرهابية، حيث يأتي انعقاد جلسة جديدة للجنة الحكومية المشتركة بين البلدين الخريف القادم كخطوة ملموسة في هذا الاتجاه.
وأعرب كولمحمدوف عن دعم روسيا الثابت لسورية، ووقوفها إلى جانبها في مواجهة محاولات قوى غربية وإقليمية فرض أجندات تتعارض مع القانون الدولي ومصالح الشعب السوري واستقلالية الدولة السورية.
حضر الحفل الدكتورة نجاح العطار نائب رئيس الجمهورية، ورئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام، والرفاق أعضاء القيادة القطرية يوسف أحمد والدكتور خلف المفتاح ومحمد شعبان عزوز، ومنصور عزام وزير شؤون رئاسة الجمهورية، والدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية، وعدد من الوزراء.
كما حضر الحفل عدد من رؤساء أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية والأحزاب الوطنية وأعضاء مجلس الشعب ومديري المكاتب والإدارات في وزارة الخارجية والمغتربين وعدد من رؤساء المنظمات الشعبية والنقابات المهنية ورؤساء وممثلي البعثات الدبلوماسية العربية والأجنبية المعتمدة في دمشق وفعاليات اقتصادية ودينية وثقافية واجتماعية وإعلامية.
يذكر أن العلاقات السورية الروسية، وعبر تاريخها الطويل الذي يعود إلى عام 1944، شهدت تطورات كبيرة وقفزات مهمة على جميع الصعد السياسية والاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، جعلت دمشق وموسكو تتجاوزان حدود الصداقة التقليدية، وتؤسسان لمستويات جديدة من التعاون الاستراتيجي والتنسيق الشامل في جميع الملفات، وفق رؤية واضحة ومشتركة لكل ما يتصل بالقضايا الدولية والمسائل الثنائية ذات الاهتمام المشترك.
وسعى البلدان طيلة السنوات الماضية إلى بناء منظومة علاقات جديدة في السياسة الدولية تقوم على التوازن والتعددية وكسر احتكار القطب الأوحد والتخلي عن إرث ومخلفات الحرب الباردة ورفض اللجوء الأحادي لاستخدام القوة كسبيل لحل الأزمات الدولية والتمسك بالحوار كمبدأ أساسي في العلاقات بين الدول.
وفتحت زيارة السيد الرئيس بشار الأسد إلى روسيا عام 2008 آفاقاً واسعة لتطوير العلاقات السورية-الروسية ودفعها إلى الأمام، كما جاءت زيارة الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف في أيار عام 2010 إلى سورية تتويجاً لرغبة البلدين القوية بتعزيز الشراكة الاستراتيجية بينهما والارتقاء بالتعاون الثنائي في مختلف المجالات إلى آفاق أوسع ولاسيما في المجالين الاقتصادي والتجاري إضافة إلى تأكيد البلدين دائماً تمسكهما بمبادئ وأحكام القانون الدولي والالتزامات المنبثقة عن ميثاق الأمم المتحدة والمعاهدات والاتفاقيات الدولية النافذة التي تكون سورية وروسيا طرفاً فيها.