المخابرات الألمانية تعترف بتوجّه 320 متطرفاً إلى سورية.. والمغرب يفكك 18 خلية خبراء: العدو الإسرائيلي وأدواته الإقليمية يتحمّلون مسؤولية تنامي قدرات الإرهابيين
بدأت الدول الغربية، والتي دعمت المجموعات الإرهابية في سورية بالمال والسلاح، تبدي تخوّفها من عودة الارهابيين، الذين صدّرتهم إلى سورية، وتنفيذ جرائم إرهابية داخل أوروبا، حيث لجأت أجهزة الاستخبارات الأوروبية والأمريكية إلى فرض رقابة دقيقة على الإرهابيين العائدين من سورية والمغادرين إليها، رغم إقرار تلك الأجهزة بصعوبة هذه العملية، وكثّفت التنسيق الأمني بينها.
الغرب، وفي دليل على الفشل التام للمغامرة الأمريكية البريطانية، هرع مذعوراً ودق ناقوس الخطر، فتسابقت العواصم التي تعامت أو موّلت أو دعمت سابقاً الإرهاب في سورية وساهمت في تناميه في المنطقة لتعرب اليوم عن قلقها وأرقها مما يحدث في العراق، بعدما أدركت أن ما صدّرته يوشك أن يرتد عليها في عقر دارها، لكنها تصرّ على اعتماد معايير مزدوجة في تقويم نشاطات مجموعة إرهابية واحدة هي “دولة الإسلام في العراق والشام”.
بالأمس، وجّه المدعون العامون في ألمانيا اتهامات إلى رجل في السادسة والعشرين من عمره بالانضمام إلى منظمة إرهابية، وذلك بعد انضمامه إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، وقال ممثلو الادعاء العام الالماني: “إن المدعو هارون سافر إلى سورية في أيلول الماضي، وانضم إلى مجموعة “جنود الشام” المتطرفة، وهم متهم أيضاً بالضلوع في جريمة قتل ومحاولة التحريض على قتل شخصين خوفاً من إبلاغ السلطات الألمانية عنه”، وقد ألقي القبض عليه في العاصمة التشيكية براغ في نيسان الماضي.
وفي دليل إضافي على حقيقة المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، كشفت الهيئة الفيدرالية لحماية الدستور الألمانية الاستخبارات عن توجه ما يقارب 320 إرهابياً ألمانياً إلى سورية، لافتة إلى مقتل 25 من هؤلاء الإرهابيين، وقال رئيس الهيئة هانس غيورغ ماسين: إن 100 شخص من المتطرفين تقريباً عادوا إلى ألمانيا ووضعوا تحت مراقبة مشددة من قبل الأجهزة الأمنية الألمانية، في تعبير جديد عن خوف هذه الدول من ارتداد الإرهاب إليها، وأوضح أن “أكثر من عشرة من هؤلاء شاركوا بشكل مباشر في المعارك” الدائرة في سورية.
وفي الرباط، فككت السلطات المغربية 18 خلية إرهابية، تنشط في مجال تجنيد وتدريب الجهاديين في المغرب بين عامي 2011 و2013، وفق إحصاءات رسمية.
ولا تخفي السلطات المغربية مخاوفها من عودة “الجهاديين المغاربة” في سورية إلى المملكة لتنفيذ عمليات إرهابية، ففي نيسان أعلن الأمن المغربي، إثر تفكيك خلية إرهابية: إن “المتطوعين المغاربة يستفيدون من تدريب دقيق على استعمال الأسلحة وتقنيات التفجير والعمليات الانتحارية، قبل تعبئتهم من أجل العودة إلى أرض الوطن لتنفيذ عمليات إرهابية من شأنها زعزعة أمن واستقرار البلاد”.
ويفوق مجموع المغاربة المقاتلين في سورية أكثر من 2000 مقاتل، وفق إحصاءات متطابقة، كشفت أن أكثر من400 مغربي قتلوا في سورية، فيما اعتقلت السلطات المغربية نحو 33 مغربياً عائداً من سورية.
إلى ذلك، حذّرت صحيفة لوموند الفرنسية من مخاطر ولادة أول دولة إرهابية جهادية في منطقة الشرق الأوسط أطلقت عليها تسمية “جهادستان”، وحذّرت من أن توسّع تنظيم “داعش” سيغيّر خارطة المنطقة، لافتة إلى أن التنظيم الإرهابي يجذب المئات والألوف من الشبان المسلمين الأوروبيين الذين أتوا ليقاتلوا في صفوفه، ولا سيما في سورية، منبهة إلى كارثة ستحل بواشنطن ومأساة بلا نهاية للعراقيين والسوريين وتهديد مستقبلي للأوروبيين في حال نجاح هؤلاء الإرهابيين بهجماتهم.
وفي مدريد، أكد فيرناردو ريناريس الباحث في شؤون الإرهاب الدولي في المعهد الملكي الإسباني أن هناك خطراً كبيراً من انتقال الإرهاب والإجرام الذي تمارسه المجموعات الإرهابية المتطرفة التي تقاتل في سورية إلى المجتمعات الغربية من خلال استخدام أنصارها وأتباعها القاطنين والمقيمين في هذه المجتمعات، مشيراً إلى أن الأغلبية العظمى من “الجهاديين” الذين سافروا من إسبانيا وغيرها من الدول الغربية إلى سورية التحقوا بفصائل متطرفة كتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة” الإرهابيين، ولفت إلى أنه “على الرغم من وجود بعض الخلافات والاختلافات بين التنظيمين من حيث التكتيك والأجندة وأساليب القتل والإرهاب والهجمات الانتحارية وإطلاق العنان للتسابق حول من هو أكثر إرهاباً ودموية في سورية، إلا أن الهدف والغاية واحدة ومشتركة وهي العمل على نشر الفكر المتطرف في البلد والمنطقة والعالم.
في الأثناء، اعتبر نائب القائد العام للحرس الثوري في إيران العميد حسين سلامي الجرائم التي يرتكبها تنظيم “داعش” في سورية والعراق نتيجة لتدخلات قوى الاستكبار العالمي ومواكبة حلفائه في المنطقة، وقال في تصريح: إن “هذه التدخلات كما في سورية سيتم إحباطها في ظل مشاركة الشعب واستعداد العراق لمحاربة الإرهابيين”، مضيفاً: إن “أنشطة هذا التنظيم الإرهابي مؤشر لسياسات الاستكبار العالمي وحصيلة لتدخلاته الإقليمية التي خلقت المشاكل للشعوب الإسلامية في المنطقة”.
وفي بيروت، أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اللبناني أسعد حردان أن الدول التي تقدم الدعم والمساندة للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية هي ذاتها التي توفر الدعم للإرهاب في العراق وفي أي بلد آخر، داعياً إلى اتخاذ إجراءات قصوى لوأد خطر الإرهاب التكفيري الذي يحدق بالمنطقة، وحمّل خلال لقائه وفداً من حزب الوفاق الوطني برئاسة بلال تقي الدين الغرب والولايات المتحدة والعدو الإسرائيلي وأدواته الإقليمية والعرب مسؤولية تنامي قدرات الإرهابيين.