دمشق تطرح 3000 طن قمامة يومياً والـ6000 حاوية نورم عالمي العلي: دراسة نقل محطة باب شرقي جاهزة وقاسيون مكب مؤقت.. اسطولنا كهل وتخديم العشوائيات الأصعب
هو قطاع خدمي بحت، لكن فاتورة إنجازه تتطلب الكثير من المصاريف التكاليف، ففي تفاصيل نشاط “النظافة وجمع القمامة”، ثمة ما يؤكد حقيقة المعاناة والظروف الصعبة التي تعاني منها شريحة العمال الذين يظلمهم المجتمع بتسمية “الزبال”، ولاسيما أن حقيقة القيام بهذه المسؤولية الوطنية بامتياز تعني التخديم بالحاويات المنتشرة وعمليات الكنس اليدوي والآلي بشكل يومي، في ظل نقل وترحيل نحو 2500-3000 طن من النفايات من دمشق وحدها مع ازدياد ملحوظ في كمية هذه النفايات بسبب الهجرة من المناطق الساخنة، عدا عن زيادة نسبة الأتربة والأنقاض ضمن مكوناتها.
بين النهار والليل؟!
ويقول المهندس عماد العلي مدير النظافة في دمشق في معرض رده على أسئلة “البعث” إنه في الوقت الحالي يتم نقل القمامة نهاراً إلى معمل المعالجة في الجارونية، أما ليلاً فيتم نقلها إلى المكب المؤقت في وادي سفيرة بجبل قاسيون، نظراً لعدم الأمان في موقع المعالجة في الجارونية ليلاً، ويتم طمر النفايات في كلتا الحالتين بشكل نظامي وتغطيتها بطبقة من الأتربة إضافة إلى رصها، علماً أنه توقف العمل في معمل تحويل القمامة إلى سماد في مديرية معالجة النفايات الصلبة منذ حوالى السنة والنصف بسبب الأوضاع الراهنة.
وأشار المهندس العلي إلى أنه يوجد في مدينة دمشق عدد كافٍ من الحاويات وبمختلف القياسات، وهو يساوي تقريباً الـ (6000) حاوية بحيث تبلغ حصة الفرد الواحد من الحاويات 2 ليتر ما يتماشى مع النورمات العالمية، أما اختلاف مستوى النظافة في دمشق من منطقة إلى أخرى فيعود إلى مدى التزام المواطنين بقواعد النظافة العامة، على حد تعبيره، وتبقى أماكن السكن العشوائي الأصعب من حيث التخديم بسبب ضيق الطرقات والأزقة وطبيعتها العمرانية وكثافتها السكانية وقلة التزام بعض المواطنين فيها بقواعد النظافة، وهناك بعض المناطق التي خلت من سكانها باستثناء الإرهابيين والخارجين عن القانون يصعب تخديمها في الوقت الراهن مثل جوبر والتضامن وجزء من منطقة القدم والعسالي وبعض المناطق الأخرى.
خسائر واحتياجات
مدير النظافة يشرح ما تعانيه مديرية النظافة من قدم أسطول الآليات، حيث تجاوز عمر معظمها 35 عاماً، إضافة إلى تعرض العديد منها لاعتداءات مختلفة، وتعرض العديد من العمال للأذى سواء بالقتل أو الاعتداء أو الضرب غير العمال الذين تسربوا من العمل في الثلاث سنوات الماضية فقد قارب عددهم 1400 عامل، كذلك صعوبة وصول الكثيرين منهم إلى أماكن عملهم وعدم الرغبة في العمل بهذا المجال لاعتبارات اجتماعية، علماً أن عدد العمال الذين استشهدوا 65 عاملاً و500 عامل تعرضوا لإصابات وخطف ما يقارب 250 عاملاً.. مديرية النظافة اليوم بحاجة للتزود بالحاويات المناسبة ويفضل المغلق منها، والعمل على تنفيذ محطة نقل وتجميع النفايات ذات المواصفات العالمية لنقل المحطة الحالية من باب شرقي إلى موقعها الجديد، مؤكداً أن الدراسة الفنية للمشروع تم إنجازها من قبل مديرية الدراسات، علماً أن المديرية تدرس إمكانية إزاحة أو إلغاء الحاويات القريبة من أماكن السكن إذا توفرت الإمكانية لذلك بحيث لا تؤثر على حسن سير العمل. في وقت من المفروض استمرار تعيين العمال للمحافظة على التخديم الأمثل وتحديث أسطول الآليات والتزود بالضواغط مختلفة القياسات والأحجام بما يتناسب مع الزيادة السكانية لدمشق للتخلص من الآليات القديمة ذات الجاهزية المنخفضة بالتزامن مع تأمين الآليات الحديثة ذات التقنية العالية للرش بالمبيدات الحشرية وسيارات مطلوبة لغسيل الحاويات.
دمشق- نجوى عيده