جيشنا الباسل يدك أوكار المرتزقة في الغوطة الشرقية وداريا.. ويحبط محاولات تسلل الى ريفي درعا وحلب .. البعث ترافق أهالي كسب في رحلة العودة
بعد أن غضّت الدول الغربية الطرف عن توجه المئات من شبابها إلى سورية للقتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة وقدمت لهم الدعم، بدأت هذه الدول تتحسس مخاطر فعلتها وترتعد من ارتداد الإرهاب إليها بعد عودة الإرهابيين إلى أوطانهم الأصلية محملين بخبرات إجرامية وتزايد احتمالات قيامهم بعمليات مماثلة للجرائم التي اقترفوها في سورية.. وفي هذا الإطار اتخذت الإجراءات الاحترازية لمنع الإرهابيين من العودة وباشرت العمل على تفكيك شبكات تجنيد الإرهابيين وملاحقتهم بعد أن مني مشروعهم في إسقاط الدولة السورية بالفشل وكان آخرها ما حدث بالأمس حيث تم تفكيك شبكات لتجنيد المرتزقة في إسبانيا وتونس، وتم إلقاء القبض على إرهابي وصف بـ “السمكة الكبيرة” في ألمانيا.
وسط هذه الأجواء تواصل الدولة السورية معالجة الأزمة على مستويين الأول عن طريق المصالحات الوطنية وتقديم كل التسهيلات لمن ضل طريقه للعودة إلى حضن الوطن حيث تم الإفراج أمس عن عشرات الموقوفين في درعا وحلب وطرطوس بموجب مرسوم العفو.. في حين تكفل الجيش العربي السوري بمكافحة الإرهاب على المستوى الثاني ونفذ أمس سلسلة عمليات اتسمت بالسرعة والدقة في عدة مناطق وعلى أكثر من محور حيث أوقع أفراد مجموعات إرهابية مسلحة قتلى ومصابين ودمر لهم أوكاراً بما فيها من أسلحة وذخيرة في الغوطة الشرقية وداريا بريف دمشق، بينما استهدفت وحدات أخرى أوكاراً للإرهابيين ودمرت أدوات إجرامهم في أرياف حلب وحمص ودرعا وإدلب.
وفي التفاصيل، دمرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الباسلة أوكاراً فيها صنوف من الأسلحة والذخيرة المتنوعة على محور المليحة بلدة جسرين وباتجاه شركة تاميكو لصناعة الأدوية وأوقعت العديد من الإرهابيين قتلى من بينهم متزعم مجموعة إرهابية يلقب بأبو اليمان وعدد من أفراد مجموعته منهم محمد سليلو ومحمد ضبعان ووليد طيفور ترافق ذلك مع إيقاع إرهابيين قتلى وإصابة آخرين في مزارع النشابية بعمق الغوطة الشرقية.
وفي منطقة دوما نفذت وحدات من الجيش عدة عمليات في مزارع الشيفونية وتل كردي أسفرت عن تدمير أسلحة رشاشة وكمية من الذخيرة والقضاء على العديد من الإرهابيين وإصابة آخرين، في حين دكت وحدات أخرى تجمعات للإرهابيين بين برج فتينة وبرج المعلمين في جوبر وأردت العديد منهم قتلى. إلى ذلك اشتبكت وحدة أخرى من الجيش مع مجموعة إرهابية مسلحة في محيط جامع الرحمن وسط مدينة داريا وأوقعت أفرادها بين قتيل ومصاب.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات من الجيش تجمعات الإرهابيين وأوكارهم في بنان وماير وهنانو وحريتان والشرقية والوضيحي وعبطين والطامورة وتادف وكفركار والزربا والحاضر والعيس وجبل سمعان ومزارع غرب الايكاردا وكرم القاطرجي ومعرة النعسان وفي مدينة حلب القديمة وقضت على أعداد منهم ودمرت أدوات إجرامهم، وعدداً من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة بمن فيها من إرهابيين في كويرس والحيدرية وكفر صغير وبعدين.
وفي ريف حمص أوقعت وحدات من الجيش إرهابيين قتلى ومصابين في قرى وبلدات عسيلة والرستن وعلى مفرق الزعفرانية بالرستن وفي دير فول وحوش حجو وكيسين وعين حسين والناصرية ووادي الأبيض ومزرعة الشجرة وجنوب البريج والعامرية وتلبيسة ودمرت الأسلحة التي بحوزتهم، وأحبطت وحدات أخرى محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل إلى محطة غاز قمقم وأردت أفرادها قتلى بينما أوقعت كامل أفراد مجموعة إرهابية مسلحة في مخفر المصري على اتجاه طريق حمص الرستن قتلى ومصابين جميعهم من جنسيات غير سورية.
كما استهدفت وحدات من بواسل جيشنا تجمعات للإرهابيين في المزارع المحيطة ببلدة أم شرشوح وعلى اتجاه أم شرشوح تلة أبو السلاسل ووكراً لمتزعمي المجموعات الارهابية المسلحة في شمال غرب أم شرشوح على طريق كيسين الحولة وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين ودمرت لهم عدداً من السيارات المزودة برشاشات ثقيلة.
وفي ريف درعا أحبطت وحدات من الجيش والقوات المسلحة محاولتي تسلل لإرهابيين إلى حرم جامعة قاسيون الخاصة وبلدة جبا وأوقعت أعداداً منهم قتلى ومصابين ودمرت أسلحتهم وأدوات إجرامهم، واستهدفت تجمعات الإرهابيين وأوكارهم في غربي سجنة بدرعا البلد وبلدات عتمان واليادودة والنعيمة ما أدى لمقتل وإصابة عدد من الإرهابيين وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم.
وفي ريف إدلب استهدفت وحدات من جيشنا الباسل مستودعاً كبيراً للذخيرة وعدداً من الآليات المزودة برشاشات ثقيلة في قرية البوابية وأردت أعداداً من الإرهابيين قتلى وأصابت آخرين من بينهم جنسيات غير سورية، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات الإرهابيين في مناطق كورين وتفتناز والطيبات وحلوز وسرمانية والغسانية ومحيط جبل الأربعين ومزارع بزي ونحليا ومزارع كدورة وقضت على العديد منهم وأصابت آخرين ودمرت أدوات إجرامهم.
من جهة ثانية أصيب مواطنان ولحقت أضرار مادية بالممتلكات أمس جراء اعتداءات إرهابية بقذائف هاون أطلقها إرهابيون على حيي التضامن والزاهرة الجديدة بدمشق. وذكر مصدر في قيادة الشرطة أن قذيفتين أطلقهما إرهابيون سقطتا قرب جامع عثمان بن عفان في حي التضامن وأسفرتا عن إصابة مواطنين اثنين وإلحاق أضرار مادية بعدد من السيارات والمحلات التجارية في حين سقطت قذيفة ثالثة قرب حديقة الزاهرة بحي الزاهرة الجديدة وألحقت أضراراً مادية بالمكان دون وقوع إصابات بين المواطنين. إلى ذلك أبطلت وحدة من عناصر الهندسة مفعول عبوة ناسفة ألصقها إرهابيون بسيارة كانت مركونة في شارع برنيه بحي ركن الدين.
الإفراج عن موقوفين بموجب مرسوم العفو
وفي إطار الإفراج عن الموقوفين بموجب مرسوم العفو أعلن المحامي العام في درعا القاضي سعود المحمد أنه تم تشميل 11 موقوفاً جديداً بالمرسوم التشريعي رقم 22 لعام 2014 القاضي بمنح عفو عام عن الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 9-6-2014، وقال القاضي المحمد إن العدد الإجمالي للمشمولين بالعفو في المحافظة أصبح 135 موقوفاً.
وأكد محافظ حلب محمد وحيد عقاد خلال لقائه المفرج عنهم أن مرسوم العفو العام يعد خطوة مهمة على صعيد ترسيخ حالة التسامح والمصالحة بين أبناء المجتمع مبيناً أن هذا المرسوم وما سبقه من مراسيم عفو خلال الفترة الماضية يؤكد أن سورية حريصة على كل أبنائها وتريدهم جميعاً في حضنها الدافئ ليكونوا عوناً لها في مواجهة الإرهاب وإعادة الإعمار.
ودعا المحافظ جميع المستفيدين من المرسوم إلى فتح صفحة جديدة والعودة إلى أسرهم ومجتمعهم وأن يمارسوا حياتهم الطبيعية وأن يكونوا عناصر بناءة تسهم مع باقي أبناء الوطن في الدفاع عنه وتحصينه وبنائه ودحر المعتدين عن أرضه.
ودعا المفرج عنهم جميع من ضل الطريق إلى العودة إلى حضن الوطن وجادة الصواب للاستفادة من مرسوم العفو الذي يتيح لهم فتح صفحة جديدة لممارسة حياتهم الطبيعية.
إلى ذلك أخلي أمس سبيل 19 موقوفاً في طرطوس بموجب مرسوم العفو العام، وأشار أمين فرع طرطوس للحزب الرفيق غسان أسعد والمحافظ نزار اسماعيل موسى إلى أن المرسوم يمثل فرصة لعودة المضللين والمغرر بهم إلى حضن الوطن ليمارسوا حياتهم الطبيعية ويؤدوا دورهم في بناء الوطن وليسهموا في توعية غيرهم من خطورة الأزمة في سورية ما يستدعي من كل مواطن شريف الدفاع عن بلده في وجه الحرب التي تشن ضدها. وعبر المفرج عنهم عن سعادتهم بإطلاق سراحهم مؤكدين أنهم سيكونون إلى جانب الوطن.
تفكيك شبكات لتجنيد الإرهابيين وإرسالهم إلى سورية
وفي سياق آخر أعلنت وزارة الداخلية الإسبانية أمس عن تفكيك شبكة لتجنيد أشخاص وإرسالهم إلى القتال، وقالت الوزارة: إن متزعم الشبكة كان معتقلاً سابقاً في غوانتانامو، فيما تم توقيف ثمانية أشخاص آخرين، مشيرة إلى أن العملية لا تزال جارية اعتباراً من صباح الأمس في العاصمة مدريد حيث تمت 12 عملية دهم وتفتيش. ولفتت الوزارة إلى أن المتزعم الأكبر لهذه الخلية يقيم في إسبانيا بعد مروره في معتقل غوانتانامو العسكري الأمريكي على إثر توقيفه في أفغانستان عام 2001، موضحة أن هذه الشبكة الدولية تعمل على تجنيد “جهاديين” وإرسالهم للاندماج في تنظيم ما يسمى “دولة الإسلام في العراق والشام” الإرهابي المتواجد في سورية والعراق.
في هذه الأثناء، اعتقلت الأجهزة الأمنية التونسية أربعة تونسيين بتهمة القيام بتجنيد وترحيل شبان إلى سورية للقتال الى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة، وذكرت صحيفة الشروق أونلاين التونسية أمس أن عناصر الأمن بولاية نابل التونسية أوقفوا سيارة تقل أربعة ملتحين عند مفترق الجرة وتبين بالتحري معهم أنهم من ذوي السوابق والضالعين في تسفير التونسيين إلى سورية.
وفي الإطار ذاته كشفت مجلة فوكوس الألمانية أمس أن أكثر من 320 ألمانياً يقاتلون في صفوف ما يسمى تنظيم دولة الإسلام في العراق والشام الإرهابي، ونقل موقع دويتشه فيله الألماني أن تحقيقات الادعاء العام الألماني قادت إلى كشف جديد يتمثل بوجود وحدة قتال تحمل مسمى اللواء الألماني التابع لجماعة الملا إبراهيم، ويتزعم هذا اللواء شخص ألماني يدعى دنيس كوسبرت وهو مغني راب سابق في العاصمة برلين.
إلى ذلك أكد متحدث باسم الشرطة الفيدرالية الألمانية توقيف فرنسي يشتبه بتورطه بنشاطات إرهابية لدى وصوله إلى برلين قادماً من اسطنبول. صحيفة “فرانكفورتر زايتونغ” الألمانية التي نشرت الخبر قالت إن السلطات تشتبه بأن الموقوف كان يقاتل في سورية ضمن صفوف داعش.
ونقلت الصحيفة عن مصادر في الشرطة وصفها الرجل المعتقل بـ”السمكة الكبيرة” وأنه أصيب خلال المعارك في سورية وقد نشر صوراً لإصابته على الإنترنت، مضيفة أن السلطات الألمانية تشتبه بأنه عاد إلى أوروبا من أجل تجنيد المقاتلين أو للتحضير لهجوم ما.