"داعش" يرتكب مجزرة مروّعة بحق 1700 عراقي في تكريت.. ويحرق كنائس الموصل القوات العراقية تحبط هجوماً على تلعفر.. وتقضي على 500 إرهابي عربي وأجنبي
تعبيراً عن التخبّط التي باتت تعيشه التنظيمات المسلّحة الإرهابية في العراق تحت الضربات الموجعة التي يتلقاها على يد القوات المسلّحة العراقية، أقدم عناصر مما يسمى تنظيم “دولة الإسلام في العراق والشام” الإرهابي على ارتكاب مجزرة مروّعة بحق العراقيين في الموصل، وأعلن التنظيم الإرهابي، أمس، قيامه بتصفية 1700 عراقي من طلبة كلية القوة الجوية في قاعدة “سبايكر” في تكريت، بعد أن سيطر على هذه القاعدة ومعظم المدينة.
وقد بثت مواقع جهادية وتكفيرية عدة مشاهد يظهر فيها المسلّحون وهم يقتادون المئات من الشبان العزل في تكريت في شاحنات، كما بثت صوراً لإعدام العشرات من الأسرى بشكل جماعي، إلّا أنه لم يتم التحقق من مصدر مستقل من هذه الوثائق ومضمونها ولا من عدد الذين تمت تصفيتهم، وجاء في حساب باسم “ولاية صلاح الدين” على موقع “تويتر” أنه تمّت تصفية 1700 عنصر في الجيش من أصل 2500، أما الباقي فقد تمّ العفو عنهم بناء على أوامر زعيم التنظيم أبي بكر البغدادي.
ودانت الولايات المتحدة “المجزرة المروّعة”، داعية العراقيين إلى الوحدة لمواجهة هذا التنظيم.
ولم يتم الإعلان رسمياً في بغداد عن هذا الحادث، كما لم يتمّ التحقق من مصدر مستقل من هذه الوثائق ومضمونها ولا من عدد الذين تمّت تصفيتهم.
وطالبت منظمة حشد المعنية برصد جرائم الإبادة الجماعية، مكتب المستشار الخاص للأمم المتحدة المعني بمنع جريمة الإبادة الجماعية إلى البدء بإجراء تحقيقات حول الجرائم التي ارتكبها مسلحو داعش في الموصل وتكريت وطبيعتها.
وأكدت بعثة الاتحاد الأوروبي في العراق كذلك، أن تنظيم داعش أقدم على إحراق عدة كنائس في الموصل، وقام بترويع الأهالي، فيما قام باغتصاب خمس فتيات في الساحل الأيسر من المدينة.
من جهته، أكد جهاز مكافحة الإرهاب في الموصل، في وقت لاحق، أن مسلحي تنظيم داعش الإرهابي قتلوا 24 شخصاً بينهم أطفال بالقرب من تل عبطة في الموصل.
يأتي ذلك في وقت أعلنت فيه مصادر عسكرية وحكومية عراقية مختلفة عن تمكّن القوات العراقية من قتل 300 إرهابي في بلدة تلعفر، وطرد العناصر الإرهابية من محافظة بابل، والقضاء على خمسمئة إرهابي عربي وأجنبي، كاشفة عن وجود استخبارات أربع دول بالعراق تعمل على تأجيج الأوضاع وتخريبها في البلاد، مضيفة: إن التوجه الأوروبي والأمريكي هو جعل العراق اسفنجة لامتصاص الإرهابيين من مختلف دول العالم، حيث نجح هذا التوجه بسحب الانتحاريين والمسلحين إلى العراق من إسبانيا وهولندا وأمريكا وعدد من الدول العربية.
وكشفت عن اتفاق سري تمّ بين مخابرات أربع دول إقليمية وعدد كبير من وسائل الإعلام على تدريب الإرهابيين، مشيرة إلى أنه تمّ الاتفاق على تدريب الإرهابيين وتسليحهم بهدف “الإساءة إلى العراق والإطاحة بالنظام الديمقراطي فيه”، مؤكدة أن العراق لديه الأدلة والإثباتات بتورط تلك الدول ومخابراتها من خلال اعترافات الإرهابيين وتدريب القناصين وتوفير فرص عمل لهم في أوروبا تحت هذا الغطاء ومن خلال جوازات السفر.
وأكد قائد القوات الأمنية في قضاء تلعفر اللواء أبو الوليد أنه مستمر بمقاتلة عناصر داعش، مشيراً إلى أنه سيتم تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل من داعش خلال ساعات قليلة.
وكانت مصادر أمنية عراقية أفادت، في وقت سابق، بأن القوات الأمنية العراقية تمكنت من القضاء على أكثر من مئة إرهابي بعد إحباط هجوم استهدف قضاء تلعفر، كما تمكنت من القضاء على مئات آخرين في أربع محافظات شملت صلاح الدين والأنبار وكركوك وديالى.
وكشف محافظ بابل صادق مدلول السلطاني عن تطهير المحافظة وخلوها من إرهابيي داعش، بعد العملية الأمنية الواسعة التي نفذها الجيش العراقي في المنطقة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 إرهابياً واعتقال 12 آخرين، وحرق أكثر من سبع سيارات تابعة لهم كانت محمّلة بالسلاح، وقال: إن المحافظة أصبحت آمنة بالكامل وخالية من عناصر “داعش”، مشيراً إلى أن القوات الأمنية صدّت هجوماً كبيراً على جرف الصخر، وتمكنت من طرد الإرهابيين باتجاه صحراء الأنبار.
وفي محافظة ديالى، أفاد مصدر أمني في شرطة المحافظة أنه ضمن العمليات العسكرية التي يخوضها الجيش للقضاء على الإرهاب في المحافظة تمكنت القوات الأمنية من قتل القيادي في تنظيم داعش “أبو أيوب الصومالي” ومساعده.
وحقق الجيش العراقي المدعوم بأفواج من أبناء العشائر انتصارات كبيرة خلال اليوم الأول من معارك التحرير التي أذن رئيس الوزراء نوري المالكي بانطلاقها، حيث قضي على قرابة 350 إرهابياً في الموصل وتكريت وسامراء وديالى خلال معارك تمهيدية لخوض معركة تطهير الموصل.
وفي محافظة الأنبار، تمكنت القوات الأمنية والعشائر المساندة لها من السيطرة على أجزاء كبيرة من الكرابلة والرمانة بقضاء القائم غرب الأنبار، فيما بدأت عملية مشتركة مع العشائر لتطهير قضاء راوة من مسلحي داعش.
وتزامنت الهجمة الإرهابية التي يتعرض لها العراق مع موجة تضليل إعلامي ونشر للشائعات والأكاذيب، ونفى المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد العميد سعد معن في مؤتمر صحفي الأنباء التي بثتها بعض وسائل الإعلام عن مهاجمة الإرهابيين لمطار بغداد، مؤكداً أن المطار آمن وحركة الطيران فيه طبيعية بالنسبة لوصول الطائرات ومغادرتها.
في الأثناء، توعّد رئيس الوزراء نوري المالكي، في كلمة له خلال زيارته لمقر الفرقة 17 جنوب بغداد، بمحاسبة كل من ألقى سلاحه بعقوبة عسكرية تصل إلى الإعدام، وقال: تم معرفة المؤامرة في أي دولة تمت وعرفنا الخونة من السياسيين والضباط، وسنكشفها وسنعمل على تطهير العراق من هؤلاء، لافتاً إلى أن بعض السياسيين يشمتون إذا قتل جندي وإذا حصل تفجير، وأضاف: إن حربنا مفتوحة وطويلة مع الإرهاب، والذي حصل في الموصل لم يكن متوقعاً، مشيراً إلى أن الانتكاسة حصلت في نينوى، لكنها لم تستمر، وهناك بحر من الرجال سيزحف لإنهاء هذا الموقف.