"غاز بروم" تفرض نظام الدفع مقدّماً مقابل الغاز لـ "كييف" موسكو تطالب بكبح الفاشيين الجدد في أوكرانيا
عقب تخلف كييف عن تسديد ديونها الهائلة، وانتهاء المفاوضات من دون التوصل إلى اتفاق، قررت روسيا اشتراط الدفع مسبقاً لمواصلة تسليم الغاز لأوكرانيا، ما سيؤدي إلى وقف الإمدادات عن كييف، مؤكدة أنها ستستمر في تزويد أوروبا بالغاز.
وأعلنت مجموعة غاز بروم الروسية في بيان أنه مع انتهاء المهلة المحددة لكييف لتسديد ديون تبلغ مجموع 4.5 مليار دولار فإن المجموعة وبموجب العقد الساري انتقلت إلى نظام دفع مسبق لإمدادات الغاز، مضيفة: لم يتم تسديد أي مدفوعات لشهر حزيران، واعتباراً من صباح أمس فإن الشركة الأوكرانية لن تتلقى سوى الكميات التي تدفع ثمنها، من دون أن تحدد العواقب الفورية لهذا القرار.
ووصف رئيس الحكومة الروسية دميتري ميدفيديف الموقف الأوكراني حول القضية بأنه “يوحي بالابتزاز”، فيما قال رئيس الحكومة الأوكرانية ارسيني يتسانيوك: إن روسيا تتحمّل مسؤولية فشل المفاوضات، مدعياً أن موسكو تتعمد خلق المشاكل لأوكرانيا في الشتاء المقبل، وقال: القضية لا تخص الغاز، إنه مخطط روسي لتدمير أوكرانيا”، على حد تعبيره.
وفي سياق منفصل، طالبت وزارة الخارجية الروسية كييف باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير أمن البعثات الدبلوماسية الروسية في أوكرانيا، محمّلة سلطات البلاد كامل المسؤولية في هذا المجال.
وقالت في بيان: نطالب كييف باتخاذ الإجراءات اللازمة لتوفير أمن السفارة وكذلك القنصليات العامة في أوديسا وخاركوف ولفوف من أجل ضمان العمل الاعتيادي للبعثات، مؤكدة أن مقر السفارة في كييف تضرر مؤخراً نتيجة الأفعال المخالفة للقانون ولم ترد عليها قوات الأمن الأوكرانية بشكل مناسب، كما أشارت إلى أن “مظاهرات استفزازية” جرت أمام القنصليتين الروسيتين في مدينتي خاركوف وأوديسا أمس.
من جهته، اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن مهمة كبح المتطرفين والفاشيين الجدد في أوكرانيا تتطلب اهتماماً خاصاً من قبل المجتمع الدولي، وقال عقب لقائه نظيره البيلاروسي فلاديمير ماكي: إنه على خلفية الأحداث الأخيرة ومن ضمنها الهجوم المقزز على السفارة فإن ذلك يتطلب من المجتمع الدولي اهتماماً خاصاً لكبح المتطرفين والفاشيين الجدد، معرباً عن أمله بأن يتغلب منطق العقل، وأن يقوم كل من يستطيع التأثير على الوضع بالعمل على التهدئة وجلبه إلى المسار السياسي ووقف العملية العسكرية.
وفيما يخص تصريحات مسؤولي سلطات كييف عن نية إغلاق الحدود بشكل كامل مع روسيا الاتحادية قال: أنا لا أفهم جيداً عما يدور الحديث عنه وما القصد من ذلك، ونحن نريد أن نعرف، مؤكداً أن موسكو ومينسك مهتمتان بوقف حمام الدم في أوكرانيا وبدء الحوار الوطني وترفضان سياسة العقوبات الأحادية وتعتبران أنها “غير بناءة”.
وكان لافروف وجه مذكرة أول أمس إلى نظيرته الأوكرانية يطالب فيها بمعاقبة المسؤولين عن أعمال الشغب قرب السفارة الروسية في كييف وبتعويض عن الأضرار الملحقة بمبنى السفارة.
من جهته، أعلن مدير إدارة السياسة الإعلامية في مقاطعة روستوف الروسية سيرغي تيورين أن أكثر من 70 ألف لاجئ أوكراني وصلوا خلال الشهر الأخير إلى المقاطعة وبقوا على الأراضي الروسية، موضحاً أنه بحسب المعطيات فإن “أكثر من 122 ألفاً من سكان جنوب شرق أوكرانيا دخلوا مقاطعة روستوف، بينهم 70 ألفاً لم يعودوا إلى مدنهم، مشيراً إلى أن البعض منهم ذهبوا إلى أقاربهم ومعارفهم أو إلى المخيمات في روسيا، مضيفاً: إنه خلال يوم وصل أكثر من 13 ألف لاجئ إلى الأراضي الروسية، لافتاً الى أن عدد النازحين كان سابقاً لا يتجاوز 400 شخص يومياً.