مصرع عـشرات الإرهابيين معظمهم من جبهة النصرة ومـا يسمى الجبهة الإسلامية في ريف دمشق.. وأهالي عدرا البلد يواصلون رحلة التحدي والعودة إلى منازلهم اعتقال خلية لـ"النصرة" في الإمارات.. وحملات في ألمانيا وإسبانيا لاعتقال شبكات التجنيد
يبدو أن الغرب وبعدما استشعر مخاطر ارتداد الإرهاب بدأ يراجع مواقفه مما يجري في سورية، وتشير الدلائل واعترافات المسؤولين الغربيين أنهم غير قادرين على ملاحقة الإرهابيين العائدين من القتال في سورية، وهذا ما دعاهم إلى محاولة الاتصال بالدولة السورية للحصول على معلومات استخباراتية حول تحركات المجموعات الإرهابية المسلحة وقياداتها.
إلا أن الدولة السورية التي حذرت مراراً وتكراراً من مخاطر دعم الإرهاب تجد أن الحل الوحيد لتطويق الإرهاب يبدأ أولاً بتجفيف منابعه في الخليج وتركيا ودول أخرى شاركت في الحرب الإرهابية على سورية، وثانياً اتخاذ قرار دولي واضح بضرورة التعاون الدولي لمكافحة الإرهاب وتقديم الدعم اللازم للحكومة السورية للمساعدة في القضاء على آفة الإرهاب التي باتت تهدد العالم بأسره، وتؤكد الوقائع أن الغرب بدأ يسير في هذا الاتجاه من خلال ملاحقته لشبكات تجنيد المرتزقة وكان آخرها ما حدث بالأمس في ألمانيا وإسبانيا ووصل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة التي أصدرت أحكاماً على أعضاء خلية تابعة لجبهة النصرة الإرهابية.
وسط هذه الأجواء يواصل الجيش العربي السوري مهمته الوطنية في ملاحقة فلول عصابات الغدر والتكفير ونفذ سلسلة عمليات ناجحة اتسمت بالسرعة والدقة أوقع فيها أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين معظمهم من جبهة النصرة وما يسمى الجبهة الإسلامية ودمر لهم أسلحة وذخيرة وآليات كانت لديهم.
وفي التفاصيل، دمرت وحدة من الجيش والقوات المسلحة أوكاراً لـ جبهة النصرة وأوقعت العديد من أفرادها قتلى ومصابين في المزارع على المحور الشرقي والشمالي لبلدة المليحة ومحيط شركة تاميكو لصناعة الأدوية ومن بين القتلى عدنان هرة وغسان بعيون ومصطفى خبية وعبد الغني النسرين ترافق ذلك مع تنفيذ عمليات مماثلة في مزارع النشابية بعمق الغوطة الشرقية أفضت إلى القضاء على العديد من الإرهابيين منهم كامل الجزار وقتيبة درويش ومجدي الخطيب.
وفي منطقة دوما دمرت وحدة من الجيش تجمعات للإرهابيين في مزارع عالية والعب وأردت إرهابيين قتلى من بينهم عبد الكريم المصري ومالك عوامة وخليل نويلاتي وآخرون مما يسمى الجبهة الإسلامية في منطقة عدرا البلد.
إلى ذلك تم القضاء على العديد من الإرهابيين وإصابة عشرة منهم في عملية لوحدة من الجيش في سهل الزبداني وتدمير سيارة بما فيها من أسلحة وذخيرة ومن بين القتلى عبدو جمعة وعمر الأشرفاني وشحادة شبارة وعماد زيتون وطلحت حمدان، ودمرت وحدة من الجيش أوكاراً لمجموعات إرهابية تابعة لـ جبهة النصرة في جرود بلدة قارة بمنطقة القلمون.
كما دكت وحدات من بواسل جيشنا أوكاراً للإرهابيين في مزارع خان الشيح حققت فيها إصابات مباشرة بين الإرهابيين في حين سقط آخرون قتلى ومصابين في اشتباكات جرت وسط مدينة داريا.
وفي سياق متصل وصل عدد المواطنين من أهالي بلدة عدرا البلد العائدين إلى منازلهم بعد أن هجرتهم المجموعات الإرهابية المسلحة منها في وقت سابق إلى 730 مواطناً في مشهد عكس قوة التحدي لديهم في مواجهة الإرهابيين الذين أخذوا بإطلاق النار عليهم مباشرة ما أدى إلى إصابة اثني عشر مواطناً بينهم أطفال.
وفي ريف إدلب قضت وحدات من الجيش والقوات المسلحة على تسعة إرهابيين ينتمون لما يسمى “لواء ذئاب الغاب” وأصابت آخرين خلال استهداف وكر لهم بالقرب من قرية جفتلك في ريف المحافظة ودمرت مدفع “جهنم” كان بحوزتهم، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات الإرهابيين في كل من مرعيان ومنطف وتلة كريمة وحققت إصابات مباشرة في صفوفهم، كما استهدفت تجمعات للإرهابيين في عين السودا وجسر بيت الرأس وحيلة وشمال معترم والنيرب ومفرق بسليا وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين ودمرت أدوات إجرامهم.
وفي حلب وريفها استهدفت وحدات من الجيش مجموعات إرهابية مسلحة في أحياء حلب القديمة وبني زيد وبلاس وهنانو والجندول وحندرات والعويجة والبريج وكفرحمرا وجنوب الوضيحي والإنذارات ومارع وتل جبين وعزان وحريتان وعبطين ومريمين والليرمون وأوقعت في صفوفها قتلى ومصابين.
وفي ريف حمص، قضت وحدات من جيشنا الباسل على عدد من الإرهابيين وأصابت آخرين ودمرت أدوات إجرامهم في كيسين وعز الدين في الرستن ومحيط أم شرشوح وتلة أبو السناسل في تلبيسة وفي الطيبة بالحولة والصوانة.
وفي درعا وريفها استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعاً للإرهابيين جنوب غرب الجمرك القديم وتجمعاً آخر في محيط بناء الإعلاميين ومحيط جامعي الحمزة والعباس وأوقعت في صفوفهم قتلى ومصابين، وأحبطت وحدات أخرى محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل إلى شمال مزرعة الغزلان ببلدة عتمان وأوقعتهم بين قتيل ومصاب كما استهدفت تجمعات الإرهابيين في بلدة انخل وفي محيط جامع الرحمن في بلدة النعيمة وتل الثريا وقضت على أعداد منهم وأصابت آخرين.
شهداء وجرحى جراء اعتداءات إرهابية على حمص وإدلب
من جهة أخرى استشهدت مواطنة وأصيب 23 آخرين جراء تفجير إرهابي بسيارة مفخخة أمس في حي وادي الذهب بحمص، ووقع التفجير الإرهابي بالقرب من حلويات الفردوس في سوق تجاري يشهد عادة حركة نشيطة للمواطنين والسيارات وألحق أيضاً أضراراً مادية بالمكان.
وفي إدلب استشهد مواطنان وأصيب آخرون جراء اعتداء إرهابي بقذائف محلية الصنع على المنطقة الواقعة بين شارع الثلاثين والكورنيش من الجهة الغربية للمدينة، وأوضح مصدر في قيادة الشرطة أن إرهابيين أطلقوا 8 قذائف على المنطقة ما أدى إلى استشهاد رجل وزوجته وإصابة عدد من المواطنين ووقوع أضرار مادية في المكان. وفي ريف دمشق أصيب ثلاثة مواطنين بجروح جراء اعتداءات إرهابية في منطقتي حرستا والتل.
أهالي المخيم يترقبون نجاح المبادرة ليعودوا إلى منازلهم
من جهة ثانية يكاد حلم العودة إلى مخيم اليرموك لا يفارق قلوب ساكنيه وعقولهم وينتظرونه كبداية للطريق المؤدي إلى أرض فلسطين وإلى حين العودة يحاولون لملمة ذكريات وأحلام احتضنتها بيوته وشوارعه وأحياؤه التي دمرتها وسرقتها المجموعات الإرهابية التكفيرية وبعثرت صورها للمتاجرة بهم وبالقضية الفلسطينية.
وداخل المخيم ينتظر الأهالي الصامدون في منازلهم إنهاء الحصار الذي يفرضه المسلحون ليتمكنوا من تأمين حاجاتهم الأساسية واستعادة حياتهم الطبيعية وخارجه ينتظر المهجرون العودة إلى أحياء سرق منها التكفيريون الفرح والحياة قبل أن يسرقوا الأثاث والأموال ويجمع حلم عودة المخيم لأصحابه من في الداخل والخارج كما يجمعهم أمل العودة إلى فلسطين.
ويبقى الأمل معلقاً على نجاح المبادرة التي تم الاتفاق عليها برعاية الدولة السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الـ 14 والتي تتضمن إخلاء المخيم من السلاح والمسلحين وإنهاء معاناة استمرت لأكثر من سنة ونصف السنة من التهجير القسري لسكانه من سوريين وفلسطينيين من قبل المجموعات التكفيرية الذي يعيد للأجيال الجديدة قصة تهجير عصابات الهاغانا الصهيونية للفلسطينيين عام 1948.
تنسيق أمريكي إسرائيلي بشأن العدوان على سورية
وفي سياق آخر أعلن وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل استمرار بلاده بالوقوف إلى جانب إسرائيل ودعمها لها على الرغم من العدوان الإسرائيلي الأخير على مواقع داخل أراضي الجمهورية العربية السورية ومواصلة الكيان الصهيوني دعمه المباشر للمجموعات الإرهابية المسلحة في منطقة فصل القوات وخارجها. وبما يدلل على التنسيق المباشر بين الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن العدوان على سورية نقلت الإذاعة الإسرائيلية عن البنتاغون قوله إن وزير الحرب الإسرائيلي موشيه يعلون أطلع هيغل في اتصال بينهما الليلة الماضية على آخر التطورات في منطقة فصل القوات مع سورية واتفقا على مواصلة العمل معاً إزاء ما وصفاه بالقضايا الأمنية التي يواجهانها.
الغرب يراجع مواقفه
كشفت مصادر متابعة أن الشيء الأساسي الذي لوحظ من خلال “منتدى اوسلو”، الذي شاركت فيه الدكتورة بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية بدعوة من وزير الخارجية النرويجي بورج برانداه، أن هناك مراجعة من الدول الغربية لمواقفها من سورية وما يجري في المنطقة، وبينت المصادر أن المنتدى لفت أنظار العالم إلى أن ما يجري في المنطقة خطير، والجميع يشعر أن هناك تضليلاً في المعلومات والآراء التي تنقل بعيداً عن الواقع، لافتة أن ما حصل في العراق مؤخراً أثار المزيد من المخاوف لدى الغربيين الذين يبحثون الآن عن حلول لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط، الأمر الذي قد يؤسس لمرحلة جديدة مبنية على تعاون الغرب مع سورية والعراق ودول أخرى في المنطقة لمواجهة الإرهاب.
وأضافت المصادر:إن العديد من المشاركين أكدوا على دور سورية المحوري في المنطقة، معتبرين أن ما يتعرض له السوريون من إرهاب أمر غريب لم يعرفوه من قبل وهو يستهدف كل الحضارة الإنسانية، داعين كل الدول إلى التعاون مع بعضها لاجتثاث هذا الإرهاب.
وفي السياق، تقوم أجهزة الأمن في دول غربية وعربية بسلسلة من العمليات الاستباقية لاحتواء الخطر الإرهابي الداهم إلى هذه الدول، بعد دعمها للمجموعات الإرهابية في سورية، حيث أصدرت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا في الإمارات أحكاماً قضائية بحق خلية إرهابية تابعة لتنظيم القاعدة ترتبط بـ “جبهة النصرة” الإرهابية في سورية، وهي مكوّنة من سبعة إرهابيين من جنسيات عربية، وذلك في خطوة تعبر عن مدى القلق الكبير الذي ينتاب الحكومات من خطورة ارتداد الإرهاب الذي دعمته وموّلته في سورية إلى داخل أراضيها.
ووجهت المحكمة إلى متهمين اثنين تهم إنشاء وإدارة مواقع إلكترونية ونشر معلومات عليها عن تنظيم القاعدة الإرهابي بقصد الترويج لأفكاره واستقطاب أعضاء جدد له وإلحاقهم بالجبهات القتالية لتنفيذ أعمالهم الإرهابية خارج الإمارات.
وتتراوح الأحكام التي صدرت حضورياً بحق ثمانية متهمين، وغيابياً بحق متهم فار، بين السجن المؤبد وسبع سنوات والإبعاد عن الدولة بعد تنفيذ العقوبة المقضي بها والبراءة لمتهمين اثنين.
إلى ذلك، وجه مدعون عامون ألمان اتهامات بالإرهاب إلى رجل يبلغ من العمر عشرين عاماً بتهمة الانضمام إلى صفوف ما يسمى “تنظيم دولة العراق والشام” الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة في سورية والتآمر لتنفيذ هجوم إرهابي، وأوضح ممثلون عن الادعاء الاتحادي الألماني أمس أن اتهامات وجهت إلى الشاب المدعو كريشنيك لانضمامه إلى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي والتآمر لتنفيذ هجوم إرهابي وذلك بعد تلقيه تدريبات على استخدام الأسلحة وحصوله على سلاح ناري ومشاركته في القتال إلى جانب المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية.
في الأثناء، أكد خبراء وباحثون أمنيون إسبان أن عمليات تجنيد أشخاص في إسبانيا ودول أوروبية أخرى وإرسالهم للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق شهدت “تنامياً وارتفاعاً ملحوظاً” في الآونة الأخيرة.
وأوضح الخبراء والباحثون في مجال مكافحة الإرهاب في إسبانيا في تقرير أن معدل تجنيد وإرسال الأشخاص ارتفع مؤخراً إلى أكثر من 40 شخصاً شهرياً، بعد أن كانت التقديرات تشير إلى أنه حتى شهر تشرين الأول من عام 2013 تم إرسال ما يقارب 30 شخص شهرياً كمعدل وسطي بينهم أطفال ونساء ورجال من إسبانيا إلى سورية ومالي والعراق، وأشاروا إلى أن أجهزة الأمن الإسبانية نبهت إلى إعادة إحياء وانتعاش عمليات تجنيد أشخاص في إسبانيا وبعض الدول الأوروبية وإرسالهم إلى مناطق النزاعات والحروب، وخاصة إلى العراق بعد الحملة والهجمة الشرسة التي أعلنها تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي ضد الدولة العراقية.
وحذر الخبراء والباحثون من الخطر الكبير الذي يشكله تنامي عمليات التجنيد، والتي تهدد الأمن والأمان في إسبانيا والعالم، داعين إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية واللازمة لمنع انتشار التطرف، وخصوصاً أن بقاء و استمرار الجماعات المتطرفة يعتمد بشكل رئيسي على شبكات التجنيد، ولفتوا إلى أنه في السابق كان يتم اصطياد الأشخاص لتجنيدهم في المساجد ودور العبادة والمنتديات والمؤتمرات التي كانت تقيمها الجماعات المتطرفة في إسبانيا، ولكن في السنوات الأخيرة قامت هذه الجماعات باتباع طرق ووسائل جديدة لاصطياد فرائسها وضحاياها وتجنيدها لصالحها وذلك من خلال وسائل الإعلام والانترنت والمنتديات الفكرية الجهادية ومواقع وشبكات التواصل الاجتماعي التي تنشر الأفكار والمواضيع والنشاطات والأعمال الإرهابية المتطرفة.
وأضاف الخبراء والباحثون: إن الحكومة الإسبانية تسعى إلى تجريم كل من يتلقى تعاليم التطرف ولكن ذلك صعب جداً لأنه ليس من السهل التكهن ومعرفة من يخطط ويريد ارتكاب عمل إرهابي قبل ارتكابه كما أن الغالبية العظمى ممن تجندوا وذهبوا من إسبانيا للقتال في سورية عبر تركيا لم تكن هناك أي مذكرة تجريم أو ملاحقة سابقة بحقهم.
وفي سياق متصل أكد المحلل السياسي التشيكي اوندرجيه كوسينا أن ما يجري في سورية حرب دولية تشن عليها يدافع فيها الجيش العربي السوري عن مبادئ الدولة العلمانية بوجه متطرفين قدموا من مختلف دول العالم، وقال في حديث أدلى به لموقع أوراق برلمانية الالكتروني التشيكي أمس: إن الجيش العربي السوري يتفوق في الميدان فيما أظهرت الانتخابات الرئاسية الأخيرة أن أغلبية السوريين يقفون إلى جانب الرئيس بشارالأسد، ورأى أن سورية والعراق يمثلان الآن ما يمكن تشبيهه بالأواني المستطرقة المرتبطة ببعضها البعض، لذا فإن المصلحة المشتركة لدمشق وبغداد وطهران هي إلحاق الهزيمة بما يسمى تنظيم دولة العراق والشام الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة، وأكد أنه في كل مكان يصله الجيش الأمريكي فإن العشب لا يعود للنمو لمئة عام لاحقة الأمر الذي يمكن مشاهدته أيضاً في ليبيا، ورأى أن ما يسمى بالربيع العربي أدى إلى نشر الفوضى والانكماش الاقتصادي وعكر الاستقرار وزاد من تأثير المتطرفين، وتدل موجات الإرهاب المتوالية في كل من سورية ولبنان والعراق وغيرها على المستوى الذي وصل إليه السعار الغربي المتآمر ومن يلتحف بعباءته وهو سعار يزاوج بين سياسة النفاق والفوضى والإرهاب ما يوضح أنه جزء من نهج تقوم عليه سياسة الاستعمار والتآمر ويلجأ إليه أصحابه خاصة حين يشعرون باليأس ويعبر عن حالة الإفلاس التي تعانيها سياستهم.