مركز الانطلاق شاهد… وعلى باب السرفيس يسقط الاحترام!
مخطئ من يعتقد أن مشكلة المرور في دمشق وليدة الأزمة أو آنية تنتهي بانتهاء الظروف، بل هي امتداد سابق زاد منه النزوح وموجات التهجير. فالانتظار الطويل عند موقف الباص والسرفيس تحت شمس الصيف الحارقة والذي قد يتجاوز الساعة أحياناً، أفقد المواطن كل قدرة أو نشاط، وتبقى الصورة تحت جسر الرئيس شاهداً على التعب والملل، فعشرات الناس من الأطفال والنساء والشباب يتراكضون وراء السرفيس أملاً بالحصول على مقعد، وتختفي الكلمات ويسقط الاحترام عند باب سرفيس مشروع دمر – المساكن، وقدسيا – ضاحية ومشروع دمر، والمشهد لا يختلف في البرامكة، فعند سرافيس مزة جبل، وجديدة عرطوز والسومرية يبقى التدافش وسوء التعامل السلاح الوحيد لكسب المكان، كل ذلك مع الشكاوى من تلاعب السائق بالتعرفة التي تزداد بتأخر الوقت، فتعرفة الساعة السابعة تختلف عن العاشرة، فضلاً عن المسافة الطويلة التي يقطعها بعض مَن تملكهم اليأس ورأوا في المشي من جسر الرئيس إلى ساحة الأمويين أو من الجسر إلى ساحة السبع بحرات تحقيقاً للهدف المنشود بلقاء (المنقذ) أي السرفيس..؟.
وتبرز إحدى المشكلات التي تسبّبت بالازدحام، وهي لجوء أصحاب السرافيس إلى الطلبات الخارجية حيث لوحظ في الفترة الأخيرة ازدياد عدد مكاتب السفر في المزة ومساكن الحرس.
السؤال الملح: لماذا لا تضبط إدارة المرور هذه الحالة وتحاسب السائقين من خلال تجسيد دور شرطي المرور وترسيخ هيبته على الأرض؟، في ظل عدم القدرة على توفير وسائط نقل وشراء باصات جديدة، في الوقت الذي يبقى فيه المواطن وحده مَن ينتظر.
دمشق – نجوى عيده