السخرية من تصنيفات أوباما للإرهابيين تتسع: ساذجة وغير واقعية قواتنا الباسلة تعيد الاستقرار إلى جبل زغارو..وتحكم سيطرتها النارية على مناطق واسعة في ريف اللاذقية المصالحة الوطنية تتسارع في منطقة الكسوة.. وأهالي مسرابا يتصدون للإرهابيين
أعادت وحدات من الجيش والقوات المسلّحة الأمن والاستقرار إلى قرية زغارو، وأحكمت سيطرتها على جبل زغارو في ناحية ربيعة بريف اللاذقية الشمالي، فيما سلّم 44 مسلحاً من طيبة والمقيلبية في منطقة الكسوة في ريف دمشق ممن تورطوا بالأحداث الجارية أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة، بمساع من لجان المصالحة الوطنية، وتمت تسوية أوضاعهم بعد أن تعهدوا بعدم القيام بأي عمل من شأنه الإخلال بسلامة وأمن الوطن. وقبل أقل من عشرة أيام سلّم 55 مسلحاً من منطقة ببيلا أنفسهم وأسلحتهم إلى الجهات المختصة، في حين وصل عدد المسلحين الذين سلّموا أنفسهم خلال الشهر الماضي إلى 84 مسلحاً من بلدات التل ومعلولا وجبعدين وزاكية والطيبة والمقيلبية وعين البيضا، في عملية باتت تتكرر بصورة مستمرة في بلدات وقرى ريف دمشق. ونفذت وحدات من الجيش والقوات المسلحة عملية نوعية تمكنت خلالها من السيطرة الكاملة على قمة جبل زغارو الاستراتيجية، والمعروفة بقمة جبل علوش التابعة لناحية ربيعة التي تبعد نحو 30 كم إلى الشمال الشرقي من مدينة اللاذقية، ومن شأن السيطرة على هذه القمة الاستراتيجية، التي يبلغ ارتفاعها 406 أمتار عن سطح البحر، قطع طرق إمداد المجموعات الإرهابية المسلحة من قرية ربيعة، والسيطرة نارياً على مواقع وتجمعات الإرهابيين في قرى غمام الدغمشلية والزويك ودير حنا والقصب باتجاه خان الجوز وجبل النوبة وسلمى والقرى المجاورة لها، كما تمنع تسلل المسلحين إلى قرية البهلولية والقرى والمزارع التابعة لها، والسيطرة على طريق حلب اللاذقية في قرية كوع السكون.
وفي ريف دمشق، تمّ تدمير وكر لمجموعة إرهابية مسلحة في مزارع بلدة ميدعا بعمق الغوطة الشرقية، وإيقاع أفرادها قتلى، بينهم السعودي نواف سلمان محمد، والقضاء على أكثر من عشرين إرهابياً وتدمير أسلحتهم وعتادهم الحربي في مزارع النشابية، منهم زياد عدلوني ومحمود دالاتي.
وأسفرت عمليات لوحدات من الجيش والقوات المسلحة في بلدة سقبا ومزارع العب بمنطقة دوما عن مقتل عشرة إرهابيين، ومن بين القتلى حسان الهنداوي ونزار العلدوني وحسن الصفصفي، ومعروف المارديني وخالد الدعاس، وشادي سعد الدين جباوي.
من جهة أخرى، منع أهالي مسرابا مجموعات إرهابية مسلحة، معظم أفرادها من جنسيات غير سورية، من الدخول إلى بلدتهم، لكن الإرهابيين أطلقوا الرصاص الحي على الأهالي ما أدى إلى استشهاد أحد المواطنين وإصابة عدد آخر جروح بعضهم خطيرة.
وفي حلب وريفها، أحبطت وحدة من الجيش محاولة مجموعات إرهابية مسلحة التسلل باتجاه المناطق الآمنة بالأشرفية وقضت على أعداد من أفرادها وأصابت آخرين، فيما أوقعت وحدات أخرى أعداداً من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت آلياتهم في هنانو والشقيف والأرتيق وحندرات والمنطقة الصناعية وتل جبين وكفر حمرا وبابيص والجندول وسيفات والإنذارات وكفر صغير وباب الحديد وبستان الباشا والليرمون وبني زيد والحاضر وخان العسل ومعارة الأرتيق وألحقت في صفوفهم خسائر بالعديد والعتاد.
وفي إدلب، أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة قتلى ومصابين في صفوف ما يسمى “أحرار الشام” قرب بلدة سلقين، و”أحرار الزاوية” قرب بلدتي حيلة وعرى الجنوبي، و”صقور الشام” قرب بلدتي مارتين وعين شيب، و”جبهة ثوار سراقب” في محيط مدينة سراقب، ودمرت لهم سيارات مزودة برشاشات ثقيلة ومستودعاً للأسلحة والذخيرة ومستودعاً للمحروقات، واستهدفت أوكاراً لمتزعمي المجموعات الإرهابية قرب قرية كفرومة في معرة النعمان، وقضت على أعداد منهم، ومن القتلى غائب الصاخوري، ورمضان دياب، ومقداد باريش، فيما تصدّت وحدات ثانية لمجموعة إرهابية مسلحة حاولت الاعتداء على إحدى النقاط العسكرية في الحامدية، وأوقعت أفرادها قتلى ومصابين، ومن الإرهابيين القتلى متزعم ما يسمى “لواء صقور المعرة” المدعو ابراهيم دغيم المعروف بـ “أبو أصلان”، وأحمد بسام القدور ومصطفى عدنان الابراهيم وعبد الرحمن مصطفى البكور وأحمد موسى بركات.
وفي درعا، دمّرت وحدات من الجيش والقوات المسلحة وكراً للإرهابيين في بلدة الجيزة، وقضت على العديد منهم، أحدهم متزعم في “جبهة النصرة”، كما قضت على إرهابيين بينهم من جنسيات غير سورية شمال شرق السنتر في بلدة النعيمة، وأحبطت محاولة مجموعة إرهابية التسلل باتجاه شمال غرب مزرعة البيطار في بلدة عتمان.
وفي ريف الحسكة الجنوبي، استهدفت وحدة من الجيش والقوات المسلحة تجمعاً للإرهابيين وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين ودمرت ما بحوزتهم من أسلحة وذخيرة.
اعتقال فتاة هولندية
إلى ذلك، اعتقلت السلطات الهولندية فتاة تبلغ من العمر 15 عاماً بعد محاولتها السفر إلى سورية من أجل الانضمام إلى المجموعات الإرهابية المسلحة، وذلك في تطوّر خطير يكشف عمق الأزمة التي تتخبط فيها الدول الغربية التي دأبت منذ سنوات على دعم الإرهابيين وتمويلهم وتسليحهم من أجل القتال في سورية، وباتت الآن في مواجهة حاسمة مع مواطنيها الذين ينضمون بأعداد كبيرة إلى هذه المجموعات المتطرفة.
في الأثناء، سخر الكاتب البريطاني روبرت فيسك من الرؤية المزدوجة التي ينظر الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خلالها إلى الإرهابيين في سورية والعراق، فهو يطلق تسمية “المعارضة المسلحة المعتدلة” على الإرهابيين في سورية، ويحاول بشكل حثيث تقديم المزيد من الدعم المالي والعسكري والسياسي لهم، لكنه ينظر إلى هؤلاء الإرهابيين أنفسهم في العراق بشكل مختلف تماماً، ويعتبر وجودهم خطراً كبيراً على العالم بأسره ويتعهد بالمساعدة للقضاء عليهم.
وفي سياق مقال نشرته صحيفة الاندبندنت البريطانية، أكد فيسك أن الإرهابيين الذين تواصل الولايات المتحدة دعمهم وتمويلهم وتسليحهم منذ سنوات في سورية هم أنفسهم الإرهابيون الذين يقتلون ويشنون الهجمات ويحاولون تدمير العراق، وفي إشارة إلى التقسيم الأمريكي الغريب للإرهاب في المنطقة بين معتدل ومتطرف في محاولة لتبرير تقديم الدعم للعصابات الإرهابية في سورية والتي كان آخرها تقديم500 مليون دولار للإرهابيين في سورية التي أعلن عنها أوباما مؤخراً، تساءل فيسك عن هوية هؤلاء الإرهابيين الذين يطلق عليهم أوباما اسم “المسلحين المعتدلين” ويريد تدريبهم وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة والأموال، ولفت إلى أن هؤلاء الذين تريد الولايات المتحدة تسليحهم بمساعدة وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي آي ايه” وحلفائها في بريطانيا وقطر وغيرها من مشيخات الخليج ليسوا إلا “متطرفين” تابعين لـ “جبهة النصرة” أو ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” التابع لتنظيم القاعدة، وأوضح أن هؤلاء الإرهابيين الذين سيحصلون على الأسلحة الأمريكية الجديدة سيقومون ببيعها كما فعلوا في السابق لمن يدفع أكثر مقابل الحصول عليها، مشيراً إلى اعترافات وزير الدفاع البريطاني فيليب هاموند الأخيرة والمثيرة للسخرية بأن الأسلحة التي تمّ تقديمها لمن تصفهم واشنطن ولندن بـ “المسلحين المعتدلين” وقعت في يد الإرهابيين.
وسخر رئيس القسم الدولي في مجلة تيدين التشيكية بيتر بوداني من ادعاءات أوباما لتسليح المجموعات الارهابية المسلحة في سورية، واصفاً تصورات أوباما بهذا الصدد بالساذجة وغير الواقعية، وتساءل ساخراً: هل سيجري توزيع استمارات على “المسلحين” تضم أسئلة من نوع: هل تصنّف نفسك بأنك معتدل أم أقرب إلى المعتدل أم راديكالي قاعدي متطرف؟!، لافتاً إلى أن الكثير من الأمريكيين أنفسهم يشتبهون بأن أوباما يريد إبعاد الأنظار عن التطوّرات الدراماتيكية والمدمّرة التي تحدث في سورية حيث يقوم هذا التنظيم الإرهابي بإعدام المئات من الأسرى بشكل وحشي ويطبق أيضاً قوانين ظلامية ومتخلفة.