على حساب مؤشرات التنمية والرقعة الزراعية مشروع السدات المائية لا يزال في طور الإنجاز المؤجل بتنفيذ لا يتجاوز الربع من أصل 100؟!
لم يأخذ مشروع السدات المائية مسار الإنجاز المخطط له رغم أهميته في تنمية مساحات واسعة من المناطق الريفية في محافظة اللاذقية، من خلال إدخال مساحات واسعة في الاستثمار الزراعي، ولاسيما في المناطق الجبلية والهضابية الأشد احتياجاً لهذه السدات لتكون شرايين تنموية حيوية حقيقية تسهم في تمكين المزارعين من استثمار أراضيهم ومن تربية الثروة الحيوانية ومن الحصول على مصادر دخل داعمة لمعيشتهم.
قضية ملحة
قضية لم تغب عن المؤتمرات الفلاحية والنقابية وعن لقاءات الفعاليات المحلية مع المعنيين في الوزارات ذات العلاقة والمحافظة خلال الفترة الماضية لما لها من أهمية متعددة الجوانب والأبعاد، وخاصة بعد ما شهدناه من تراجع في الهطل الشتاء الماضي ونقص في الكميات المطلوبة لمختلف أوجه النشاط البشري والاقتصادي، علماً أن وزارة الزراعة رصدت مبلغ 3 مليارات ليرة منذ العام 2009 لإنشاء هذه السدات في المناطق الريفية الجبلية والحراجية بالإمكانات والمقومات المتاحة.
كان مفترضاً
المشروع يتكوّن من 100 سدة مائية بحجم تخزيني متوسط 50 ألف م3 للسدة الواحدة وكان من المفترض تنفيذها كاملة على مدى خمس سنوات بمعدل 20 سدة في العام الواحد، يستفيد منها المزارعون، إضافة إلى تحسين الزراعة في المحافظة وتأمين مناهل مياه للمجتمع السكاني المحلي المجاور للغابات ولتطوير النشاط البشري الزراعي والتنموي في محيط هذه السدات والمناطق المحاذية لها، وإيجاد تنمية زراعية واعدة في المساحات غير المشمولة بشبكات وأقنية الري، بما يسهم في إعادة إحياء هذه المساحات التي تشكل نسبة لا بأس بها من أراضي محافظة اللاذقية وتحقيق إمكانية الحصول على الاحتياجات الضرورية المطلوبة من موارد المياه واستخدامها في إخماد حرائق الحراج بزمن قياسي بعد توفرها في مواقع قريبة من موقع الحريق.
لا يتجاوز الربع
ورغم ذلك كله فإن المنفّذ منها لا يتجاوز ربع المخطط له وربما أقل من ذلك، لأن عدداً منها لايزال في طور الدراسة المستفيضة، مع أن الدراسات الميدانية التي قامت بها مديرية الزراعة وفق ميزان استعمال الأراضي بيّنت وجود مساحات واسعة من الأراضي القابلة للزراعة، منها ما هو بور ومنها مزروع بمحاصيل بعلية والباقي قيد الاستصلاح، وخصوصاً في المناطق الهضابية والجبلية، حيث معظمها لا تشملها مشروعات الري الحكومية كالسدود أو غيرها.
فوات المنفعة
ولما كانت معدلات الهطول عالية في هذه المناطق، فإن إقامة سدات مائية جبلية يجعل منها مشروعاً حيوياً وهاماً ومتكاملاً يحقّق الوظيفة التنموية المبتغاة، كما أن من شأن هذه السدات عند إقامتها أن تحقق التوسع في رقعة الأراضي المستثمرة زراعياً، وزيادة الإنتاج الزراعي من خلال تحويل الزراعات من بعلية إلى مروية، والاستفادة من المياه في المواقع الحراجية عند نشوب الحرائق واستخدامها في عمليات الإخماد والإطفاء، كما تساهم في التخفيض من الهجرة باتجاه المدينة وفي تشجيع السياحة البيئية وإدخال أصناف جديدة ومتنوعة للمناطق الزراعية، والتشجيع على نمو الثروة الحيوانية من خلال توفير المياه اللازمة، وزيادة إنتاجية المحاصيل العلفية، ونشر تربية الثروة السمكية، وتطوير وتنمية التنوع الحيوي، كما تمكّن هذه السدات من ري الغراس الزراعية والحراجية، وتأمين مصدر مائي لها في الأوقات الحرجة، والاستفادة من المياه في المواقع التي تنتشر فيها الغابات الطبيعية. كما تلعب دوراً حيوياً بالغ الأهمية من خلال الحفاظ على مياه الأمطار وعدم ضياعها وتغذية المياه الجوفية بدلاً من انتهائها في البحر والوديان، ما يزيد من فرص العمل ويرفع مستوى دخل الأسر الريفية وتشجيع السياحة وتحسينها من خلال إيجاد استراحات بيئية ومتنزهات طبيعية حول هذه السدات، كما يزيد من فرص العمل للسكان المحليين وتحسين مداخيلهم.
اللاذقية- مروان حويجة