"جهاد النكاح" يثير الرعب في ألمانيا.. وبريطانيا تتحوّل إلى أرض خصبة لـ "القاعدة" طهران: أمريكا والدول الغربية تستخدم الإرهاب أداة لتمرير أهدافها في سورية والعراق
لم تعد قضية عودة الإرهابيين، الذين سهّلت العديد من الدول الأوروبية خروجهم لسفك دماء الشعوب في أماكن متعددة من العالم، ومنها سورية، تثير رعب أوروبا فقط، وإنما بدأت إفرازات وتداعيات هذه الظاهرة، وخاصة ما يسمى “جهاد النكاح” وغيرها، تزيد من حدة المخاوف الأوروبية حول التداعيات المحتملة لعودة “مجاهدات النكاح” اللواتي يعدن وهن حوامل، مستفيدات من القوانين الأوروبية في منح الجنسية لجيل جديد من الإرهابيين، الذين سيترعرعون في أوروبا ويحملون جينات الإرهاب بالوراثة.
وفي هذا الإطار كشفت قوات الأمن الألمانية عن مخاوفها من استخدام الجماعات الإرهابية استراتيجية زواج الفتيات الأوروبيات المراهقات من إرهابيين في سورية، وخاصة بعد اكتشاف مواقع إلكترونية وصفحات للتواصل الاجتماعي تعبر فيه الفتيات عن حلمهن ورغبتهن بالذهاب إلى سورية والزواج من إرهابيين، إضافة إلى الكشف عن دور المساجد ورجال الدين في أوروبا في تجنيد النساء وجمع التبرعات والمساعدات المالية والعينية لإرسال الفتيات المراهقات إلى سورية للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية.
وقرع المكتب الفيدرالي لحماية الدستور ناقوس الخطر من هذا التهديد الخطير، الذي ازداد شيوعاً وانتشاراً في المجتمع الألماني، بعد أكثر من حادثة تغادر فيها المراهقة منزل والديها بحجة قضاء عطلة الخريف وتسافر إلى سورية بوثائق شخصية مزوّرة لتلتحق بالإرهابيين لممارسة الأفعال الشائنة تحت عنوان “جهاد النكاح”.
وأشارت التقارير الأمنية الألمانية إلى التحاق أكثر من 20 فتاة ألمانية بالإرهابيين في سورية لممارسة “جهاد النكاح”، مضيفة: إن العدد يزداد أكثر فأكثر، الأمر الذي يثير مخاوف المجتمع الألماني.
واعتبرت تقارير الجهات الأمنية الألمانية أن الخطر الأكبر لهذه الظاهرة هو عودة الفتيات وهن حوامل من الإرهابيين، ومطالبتهن بحقهن بجمع الشمل العائلي، الذي يسمح للإرهابيين بالدخول إلى أوروبا بحجة التحاقهم بزوجاتهم وعوائلهم، وبالتالي تسهيل تنفيذ عمليات وهجمات إرهابية في ألمانيا، لذلك فإن الحكومة الألمانية تحاول جاهدة منع وردع الفتيات الألمانيات من الذهاب إلى سورية، من خلال وضعهن تحت المراقبة الأمنية والملاحقة القضائية والقانونية، وإدانة كل من تتهم بالمساعدة وتسهيل تنفيذ أعمال إرهابية.
في الأثناء، تتنامى ظاهرة التطرف عند الشباب المؤيد لتنظيم “داعش” في بريطانيا، إذ ترتفع “الرايات السوداء” في بعض المدن البريطانية، فيما تشير التقديرات إلى تزايد أعداد المقاتلين البريطانيين في صفوف التنظيمات المتطرفة، وسط مخاوف أمنية من عودتهم إلى البلاد وارتكابهم أعمالاً إرهابية.
إذاً الخطر يقترب من بريطانيا، وعليه قرعت أجهزة الاستخبارات البريطانية جرس الإنذار ووضعت أمر متابعة “الجهاديين البريطانيين” على رأس أولوياتها الأمنية، ودفع دخول التطرف إلى الساحة الداخلية البريطانية الرئيس الأميركي باراك أوباما، وفق تقرير لصحيفة “ميل أون صنداي”، إلى إرسال وحدة خاصة من ضباط “سي أي إيه” إلى لندن للتحقيق بتصاعد نشاطات المتطرفين، خوفاً من أن تتحوّل بريطانيا إلى “أرض خصبة للإرهاب”.
إلى ذلك وجهت المحكمة القضائية في ويست منستر البريطانية اتهامات إلى عادل الحق بتوفير التمويل للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، واعتقلت السلطات البريطانية الحق مع امرأة في الـ 43 من العمر خلال عملية تفتيش نفذتها لمنزل في نتونغهام هامبشاير في الخامس من حزيران الماضي.
وفي سياق متصل كشفت الاستخبارات النرويجية محاولتها إلقاء القبض على شخص نرويجي المولد متهم بانضمامه لتنظيم “داعش” التابع لتنظيم القاعدة في سورية، وقال المتحدث باسم الاستخبارات النرويجية مارتن بيرنسين: إن الوكالة ترغب باستجواب باستيان فاسكويز، الذي يشتبه بأنه قام في وقت سابق بتهديد حياة رئيس الوزراء النرويجي وأعضاء من العائلة المالكة قبل هروبه من النرويج.
وفي هذا الصدد كشفت وسائل إعلام ناطقة باللغة الألبانية مقتل شخص من مقدونيا بعد انضمامه إلى مجموعة إرهابية مسلحة في سورية، وذكر موقع بلقانيان انسايت أن باشكيم نيلا البالغ من العمر 33عاماً قتل في سورية.
وتشير تقديرات غير رسمية إلى أن بيلا هو ثامن مقدوني ألباني يقتل في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، فيما قتل نحو 30 من ألبان مقدونيا وكوسوفو وألبانيا وصربيا حتى الآن في سورية.
واعتقلت الشرطة في جنوب كوسوفو الأسبوع الماضي ثلاثة أشخاص بتهمة تجنيد الألبان لصالح المجموعات الإرهابية وإرسالهم إلى سورية، وضبطت العديد من أجهزة الكمبيوتر وبطاقات الهاتف المحمول ومسدسات وبزات عسكرية وجوازات سفر ومواد دعائية، وكشف خبراء أن الجزء الأكبر من الإرهابيين الذين ينطلقون من منطقة البلقان ويتجهون إلى سورية يتمّ تجنيدهم في أوروبا الغربية ويدخلون الأراضي السورية عبر تركيا.
وفي سياق متصل انتقد محمد جواد لاريجاني أمين لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية الإيرانية سياسة المعايير المزدوجة للدول الغربية، وخاصة أمريكا، حيال موضوع مكافحة الإرهاب في المنطقة، مؤكداً أن أمريكا وبعض الدول الغربية التي تدعي مكافحة الإرهاب تستخدم الإرهاب كأداة لتمرير أهدافها في سورية والعراق، وعبّر خلال لقائه في طهران أمس المدير العام في وزارة الخارجية البلجيكية وين درسل عن أسفه نظراً لتحوّل الدول الأوروبية إلى ملاذ آمن للإرهاب، رغم أن القوانين الدولية ترى أن مكافحة الإرهاب تعد التزاماً على جميع دول العالم.
من جانبه أعرب درسل عن قلقه إزاء انتشار ظاهرة الإرهاب وضرورة التعاون لمكافحة هذه الظاهرة المقيتة، وقال: إن الآلاف من الإرهابيين الأوروبيين موجودون حالياً في سورية بينهم عدة مئات من البلجيكيين، ولفت إلى أن الجميع في أوروبا قلق من عودة هؤلاء الإرهابيين إلى الدول الأوروبية وهم يحملون تجارب خطيرة في هذا الصدد.