حصاد مزدوج.. الأول يتعلق بالانتماء والثاني بالربحية رجال أعمال: بلدنا سورية هي المطرح الاستثماري الواعد لرساميلنا وإعادة الإعمار واجب وطني
لم تتوانَ الحكومة منذ عام تقريباً عن بث الرسائل المتتالية لكل السوريين من رجال أعمال ومستثمرين في المغترب للعودة إلى سورية للمساهمة في إعادة الإعمار وإنشاء وتوطين الاستثمارات والصناعات، ليؤكد أعضاء الحكومة في كل مناسبة أتيحت لهم، توفير كل عوامل الجذب للاستثمار لمن يرغب بإقامة مشاريع مهما كانت طبيعتها، وقد يكون الأهم بالنسبة لقيادة الدولة عودة السوريين إلى حضن الوطن.
ودون أدنى شك، المرحلة الراهنة التي تمر بها البلاد، تفرض وبقوة على كل رجل أعمال سوري وطني المساهمة في إعادة بناء وإعمار سورية، كما توجب على الحكومة والقطاعات الوطنية المشاركة في رسم السياسات الاقتصادية والتنموية المرحلية والاستراتيجية من أجل تجاوز هذه المرحلة والانطلاق إلى مرحلة التطور والنمو والبناء والاستقرار، وهو هدف وضعته الحكومة ضمن أولوياتها، حسب التأكيدات المستمرة لرئيس مجلس الوزراء الدكتور وائل الحلقي، منطلقة من عملية إصلاح حقيقية تحقق تكافؤ الفرص والعدالة وإقامة مشاريع وصناعات صغيرة ومتوسطة، وتطوير التشريعات والقوانين التي تلبّي طموحات التاجر والصناعي والمستثمر.
رئيس الحكومة كان يوضح في جميع اللقاءات التي جمعته بالمستثمرين، أن الوطن هو أفضل مكان للاستثمار، واعداً بتقديم جميع التسهيلات لمساعدة رجال الأعمال في الخارج على توطين استثماراتهم ومشاريعهم في سورية والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني.
دعوة صادقة
وعود الحكومة السورية الجادة بتقديم جميع التسهيلات والمزايا للاستثمار، ووصول رجال الأعمال إلى التمييز بين عطايا الوطن الحقيقية ونفاق وخداع حكومات دول عربية وأجنبية معادية للشعب السوري، هدفت منذ بداية الأحداث إلى إخراج الرساميل السورية إلى ديارها دون أن تمنحها أيّ تسهيلات مغرية تذكر. .قضايا عديدة دفعت الكثير من المستثمرين السوريين في الخارج إلى تجميد مشروعاتهم هناك وأخذوا بالتفكير جدياً في العودة إلى حضن وطنهم الأم الدافئ سورية، ودعا رجل الأعمال السوري المعروف ياسر الجبان الذي لم يغادر سورية واستمر بالعمل، دعا جميع المستثمرين السوريين في الخارج إلى العودة والمشاركة في تلبية استحقاقات المرحلة المقبلة، لافتاً في تصريح لـ”البعث” إلى أن سورية هي المطرح الاستثماري الواعد لرساميلهم، إضافة إلى أن استثماراً كهذا هو واجب وطني، أي ثمة حصاد مزدوج في المسألة، الأول: يتعلق بالانتماء، والثاني: بالربحية وهذا أقصى حدود الجدوى المفترض أنها جاذبة لرأس المال.
وطني بامتياز
جرعات تفاؤل منقولة من أوساط قطاع الأعمال لجهة الاستعداد لإعادة الإعمار، بثها الجبان في العديد من تصريحاته الصحفية، مشيراً إلى أن بحوزة رجال الأعمال السوريين الوطنيين داخل البلاد كتلاً مالية كبيرة من شأنها تحقيق زخم حقيقي على مستوى إعادة الإعمار، ووصف الجبان مشروع إعادة الإعمار بالمشروع الوطني السوري بامتياز، مؤكداً باسم رجال الأعمال السوريين الجهوزية التامة للمشاركة من أجل إعادة سورية إلى ما كانت عليه من ازدهار ونماء بل تحقيق قيم مضافة على هذا المستوى.
الجبان الذي يدير استثمارات عقارية في دروشا بريف دمشق ويعفور والجديدة والدرخبية، بيّن أن المواطنين السوريين الذين اختاروا هذه الضواحي للسكن ما زالوا -رغم مغادرتها- حريصين على التواصل وتسديد التزاماتهم تعبيراً عن تمسّكهم بأرضهم دون أن يغادروا البلاد، ووصف رجل الأعمال هؤلاء بالمواطنين الشرفاء، لافتاً إلى أن المصالحات الوطنية من شأنها إحياء المناطق التي تجري فيها، وأنه بمجرد أن تجري المصالحة تعود الحياة إلى مجاريها وعجلة الاقتصاد إلى الدوران.
مجرد هواجس
هواجس رجال الأعمال المتعلقة بواقع الاستثمار والمحفزات المطلوبة والتوصّل إلى رؤى مشتركة، لم تثنِ الكثير منهم ممن زار بلده سورية مؤخراً، عن التأكيد أنهم سيكونون شركاء في بناء سورية المتجدّدة والدفاع عنها، معبّرين على لسان رئيس أكبر تجمّع لرجال الأعمال السوريين في الخارج، المهندس خلدون الموقع رئيس وفد تجمّع رجال الأعمال السوريين في مصر، عن استعدادهم لتوفير البيئة المناسبة لمن هو خارج القطر كي يعود من خلال مساعدة أصحاب المشاريع الصغيرة على توسعة مشاريعهم وتقديم العون اللازم لمن ليس لديه أي مشروع، وقال الموقع في تصريح سابق لـ”البعث”: “إن المطلوب من الشخص نشاطه وإنتاجه سواء كان داخل أم خارج البلد، فالإنسان الوطني المخلص لبلده يمارس وطنيّته أينما كان”.
ثروة وطنية
السوريون في الخارج بكل مكوناتهم وأطيافهم يشكلون ثروة وطنية وقومية مهمة، حيث يعلق عليهم وطنهم الآمال الكبيرة والواعدة، من خلال مساهمتهم في تنمية قدراته العلمية والاقتصادية والاجتماعية والتنموية، إضافة إلى أهمية دور كل مغترب سوري في تعزيز التواصل بين المغترَبات والوطن الأم سورية.
دمشق – سامر حلاس