مستوطنون يغتالون بدم بارد فتى فلسطينياً ويحرقون جثته "انتفاضة ثالثة" تلوح في الأفق.. وقوات الاحتلال تصعّد من إجرامها
لا شك أن ما حدث أمس للفتى محمد حسين أبو خضير من قتل وتنكيل وحرق لجثته يذكّر بما حدث للفتى محمد الدرة من اغتيال وحشي، والذي كان الشرارة لانتفاضة فلسطينية ثانية، فما حدث سيكون بلا شك بداية انتفاضة فلسطينية ثالثة.
واندلعت أمس مواجهات عنيفة بين جنود الاحتلال وشبان فلسطينيين في مخيم شعفاط في القدس المحتلة، في أعقاب استشهاد الفتى الفلسطيني محمد حسين أبو خضير بعد خطفه وحرقه على يد مستوطنين متطرفين.
وحمّل أحمد الطيبي مسؤولية التحريض على الفلسطينيين وعلى دمهم لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نفسه ووزرائه، الذين أمعنوا في الأيام الماضية بالتحريض على الشعب الفلسطيني بأكمله لأنهم لم يعتبروا أن دم الفلسطينيين مساو لدم سائر البشر، وأوضح أن “السيارة التي خطفت أبو خضير كانت متوقفة في نفس المكان قبل يومين لخطف طفل آخر في التاسعة من عمره أثناء وجوده مع أمه، مضيفاً: كل ثلاثة أيام منذ 13 سنة يسقط طفل فلسطيني شهيد، وخلال الأسبوعين الأخيرين سقط أكثر من ثمانية شهداء، وتوجه لوالدة الشهيد محمد أبو خضير قائلاً: “إن دمه أهم من “إسرائيل” كلها، وأهم من كل التطورات التي تريد أن تقول للعالم: إن دم المخطوفين المستوطنين الثلاثة أهم من كل الشعب الفلسطيني”.
مسعود غنايم أسف بدوره “للحملة الدموية المسعورة” التي تشنّ ضد العرب الفلسطينيين والتي مازالت مستمرة، وطالب الفلسطينيين كسلطة وقيادات وشعب أن يقفوا وقفة موحدة متعالية على الخلافات من أجل صدّ هذه الهجمة الدموية.
وعن الخطوات السياسية التي يمكن للجانب الفلسطيني، المتمثل بالقيادة الفلسطينية وبالسلطة الوطنية الفلسطينية، أن يقوم بها من أجل صدّ هذه الهجمات، قال: علينا التوجه إلى الأمم المتحدة ولكل المؤسسات الدولية من أجل إدانة “إسرائيل” ومطالبتها بدفع الثمن، ليس من أجل أبو خضير فحسب، بل من أجل قتل الأطفال الفلسطينيين، مكرراً مطالبته الأمم المتحدة وكل الهيئات الدولية “بمعاقبة إسرائيل على هذه الجرائم”.
وشنت سلطات الاحتلال، فجر أمس، حملة اعتقالات، شملت 40 ناشطاً فلسطينياً في مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، ومن بينهم الأسير المحرر في صفقة “وفاء الأحرار” خالد غيظان من بلدة قبيا، والناشطة في شؤون الأسرى بشرى الطويل، والشقيقان يوسف وصدام محمد دار موسى من بلدة بيت لقيا، ورسمي أبو عليا وخليل البرفيلي وأسيد قديح وعمر الناهض ومسلم عبد اللطيف.
وأفادت وسائل إعلام بإصابة 40 فلسطينياً بشظايا ورصاص الاحتلال، فيما سادت حالة من التوتر الكيان الصهيوني، حيث ذكر موقع “يديعوت أحرونوت” أن الشرطة أوقفت حركة القطارات الخفيفة في القدس تخوفاً من اندلاع مواجهات.
ورأى المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي داوود شهاب أن ما يجري في الضفة الغربية والقدس هو إرهاصات لانفجار فلسطيني في مواجهة “إسرائيل” وما ترتكبه من جرائم، مضيفاً: إن جذور الانتفاضة ودوافعها ما زالت قائمة وموجودة في ظل الاعتداءات المتواصلة والاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى، وقال: نحن نتحدّث عن تأجيج وتصعيد للانتفاضة والمواجهات بين أبناء الشعب الفلسطيني ودولة الاحتلال كلها، مؤكداً أن المستوطنين هدف مشروع للشعب والمقاومة الفلسطينيين، فهؤلاء المستوطنون لا وجود لهم على أرضنا ولا ينبغي أن يأتي أحد ليجرّم استهدافهم، وأكد أن “إسرائيل” مستمرة من إحراق المساجد والاعتداء على الفلسطينيين وممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية.
يذكر أنه منذ بداية اختفاء المستوطنين والعثور عليهم سقط ثمانية شهداء ونحو 600 أسير حصيلة الحملة الإسرائيلية في غضون أسبوعين، لكن لسان حال الفلسطينيين يؤكد صمودهم.