محليات

نصيحة لوزارة الكهرباء

لا يمكن الاكتفاء بالشكوى من السرقات والتعديات على الشبكة العامة دون اتخاذ أي إجراءات فعالة للحدّ من الخسائر التي نتكبدها جراء الاستهلاك المجاني للطاقة الكهربائية. ولا يحتاج الأمر إلى معجزة لاكتشاف السارقين والمعتدين على الشبكة العامة وضبطهم بالجرم المشهود وإحالتهم إلى الجهات القضائية لمعاقبتهم وفق الأنظمة النافذة.
وفي هذا المجال ننصح وزارة الكهرباء بتوجيه دورياتها للقيام بجولة دقيقة على أعمدة الإنارة العامة أثناء انقطاع التيار الكهربائي خلال فترة التقنين، ولو فعلوا ذلك لاكتشفوا بسرعة السارقين!.
لقد تحوّلت أعمدة الإنارة إلى مصدر خصب للسارقين لاستجرار التيار حيناً لتغذية منازلهم، وحيناً آخر لتغذية الإنارة الخارجية للأبنية السكنية وخاصة في ضواحي دمشق الحديثة!.
وأبطال هذه السرقات هم غالباً نواطير الأبنية سواء بمبادرة ذاتية أو غالباً بتشجيع لجان الأبنية!
ولا يقصّر أصحاب البسطات في استجرار التيار سواء من الشبكة العامة مباشرة أو من خلال علب أعمدة الإنارة!.
وعلى الرغم من السرقات المكشوفة للعيان، فإن دوريات ضابطة وزارة الكهرباء مشغولة عن أي تحرك، ولاسيما أن الأسلاك الموصولة من أعمدة الإنارة عبر الحدائق والشرفات إلى الأبنية السكنية وإلى إشغالات الأرصفة هي بمثابة استهتار واستخفاف بهيبة وزارة الكهرباء.
ومع أن وزارة الكهرباء حريصة على إنارة الشوارع والطرقات خلال برامج التقنين وهذا أمر جيد فعليها أن تحمي هذه الأعمدة من السارقين الذين يتزايد عددهم يوماً بعد يوم!.
ولو كانت دوريات ضابطة الكهرباء تقوم بجولات دورية أو فجائية على أعمدة الإنارة لأمكنها اكتشاف السارقين بسهولة، لأن أدوات الإرتكاب واضحة للعين المجردة، بل لو كانت تفعل ذلك لما تجرّأ نواطير الأبنية ولجانها وأصحاب إشغالات الأرصفة على التعدي على أعمدة الإنارة والشبكة العامة بهذه الأساليب المفضوحة التي تتحدى الأنظمة النافذة!.
أما إذا كانت وزارة الكهرباء مشغولة عن تسيير الدوريات ولو انتقائياً فالأجدى أن تطبق التقنين على أعمدة الإنارة العامة أيضاً فتقطع التغذية عنها بالتوازي مع قطعها عن الأحياء!.
بالمختصر المفيد.. تتكبّد وزارة الكهرباء خسائر جمّة جراء سرقات التيار من أعمدة الإنارة العامة، لذا ننصحها بمراقبة هذه الأعمدة التي تشكل انتهاكاً فاضحاً لدعواتها الإعلامية للترشيد والتقنين.

علي عبود