وسط تدابير مشددة من "شرطة أردوغان".. الأتراك يحيون ذكرى مجزرة سيواس: مرتكبو المجزرة ومرسلو السلاح إلى القاعدة في سورية "متطرفون"
وسط تدابير أمنية مشددة، احتشد عشرات الآلاف من المواطنين الأتراك أمام جمعية حاج بكتاش ولي الثقافية في الأناضول لإحياء الذكرى الـ 21 لمجزرة سيواس، التي راح ضحيتها أكثر من 33 مواطناً، إثر إحراق مجموعة متطرفة فندق ماديماك بمدينة سيواس، الذي كان يُقيم فيه المشاركون في فعاليات بير سلطان ابدال في 2 تموز عام 1993.
وانتشر 2500 شرطي، إضافة إلى قوات الدرك، بالقرب من مبنى فندق ماديماك القديم، بينما أغلقت جميع المحال التجارية المجاورة للفندق.
وقال الكاتب والشاعر التركي هدايت قره كوش، الذي نجا من المجزرة سيواس: إن الذين يعادون العلم والفن وتنوّر الإنسان الخلّاق ما زالوا يجرون وراء سفك الدماء، لافتاً إلى أن الذين أحرقوا فندق ماديماك في سيواس وقتلوا 33 مثقفاً تركياً ينتمون إلى مجموعة داعمة لما يُسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي، الذي يرتكب جرائم القتل في سورية والعراق حالياً، وأكد في مقابلة مع صحيفة يورت التركية أن أولئك المتطرفين قطعوا رأس الضابط والمعلم مصطفى فهمي كوبيلاي في عام1930 وارتكبوا المجازر في تشوروم ومراش، وقتلوا الناس الذين وضعوا العلامات على أبواب منازلهم ومارسوا العنف ضد جميع الذين لا يحملون فكرهم المتطرف، وأضاف: “مشروع الشرق الأوسط الكبير” يقف وراء الفوضى التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وتتولى “إسرائيل” دور الشرطي في المنطقة ويحاولون تفتيت دولها، مشيراً إلى أن عناصر تنظيم “داعش” المرتبط بتنظيم القاعدة الإرهابي الذين يقطعون رؤوس الناس ويشربون دماء البشر أتوا حالياً إلى تركيا.
وأشار إلى أن مرتكبي مجزرة سيواس هم أنفسهم من أرسلوا ألفي شاحنة محملة بالسلاح والذخيرة إلى تنظيم القاعدة والمجموعات المتربطة به أمثال “جبهة النصرة” و”دولة العراق والشام” الإرهابيتين خلال السنتين الأخيرتين ويتغذون من المصدر نفسه.
في الأثناء، استنكرت صحيفة جمهوريت التركية ترشح رئيس حكومة حزب العدالة والتنمية رجب طيب أردوغان للانتخابات الرئاسية في تركيا في الوقت الذي لا تزال الاتهامات موجهة إليه، معتبرة أن أردوغان يسعى إلى التحصّن بدرع القصر الرئاسي قبل أن يُبرئ نفسه والمقربين منه من الاتهامات الموجهة لهم، وقالت: إن أردوغان أكد أنه لن ينفصل عن أعضاء حزبه وسيتصرف بالتعاون مع حزب العدالة والتنمية والحكومة في حال فاز بالانتخابات الرئاسية، كما ادعى أنه سيكون رئيساً للجميع.
وشددت على أن أردوغان استهدف الرؤساء الأتراك السابقين بما فيهم الرئيس الحالي عبد الله غول، واعتبرهم غير شعبيين وتابعين لحكم الوصايا.
وكان أردوغان ذكر في كلمة ألقاها خلال حفل أُقيم للترويج لمرشح حزب العدالة والتنمية في الانتخابات الرئاسية أن “فترة الوصايا المظلمة ستزول مع انتخاب رئيس الجمهورية الـ 12 من قبل الشعب”، دون أن يستثني الفترة التي شغل فيها الرئيس التركي الحالي عبد الله غول منصب الرئيس.
وانتقدت الصحيفة تصريحات أردوغان وتهكماته التي لم يسلم منه حتى حليفه غول، لافتة إلى أن أردوغان كان أثار غضب غول من خلال استخدامه عبارة “رئيس جمهورية متعرّق من العمل والجهد”، في وقت سابق، ثم عاد وأكد على هذه العبارة خلال الكلمة التي ألقاها فيما بعد قائلاً: إن “منصب رئاسة الجمهورية لن يكون محطة استراحة بالنسبة لي أبداً وسنواصل كفاحنا بإصرار وعزم أكبر”.
وكان حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أعلن ترشيح زعيمه أردوغان للانتخابات الرئاسية القادمة المقررة في العاشر من الشهر القادم، رغم الفضائح المالية والسياسية والإجراءات القمعية التي ارتكبها أردوغان ضد الشعب التركي وأجهزة القضاء ومؤسسات الدولة ووسائل التواصل الاجتماعي وغير ذلك من الإجراءات التي كانت تهدف إلى تعزيز سلطاته في البلاد.
يُشار إلى أن رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كيليتشدار أوغلو اعتبر ترشح أردوغان للانتخابات الرئاسية القادمة إساءة للجمهورية التركية، وأنه شخص معزول ومكانته تزعزعت في الغرب والشرق.