بالتعاون مع رجال العشائر وآلاف المتطوعين.. الجيش يطهر العظيم العراق يحذّر من عواقب ارتداد الإرهاب على الغرب.. ويطالب بتجريم داعميه
فيما تتواصل العمليات العسكرية للجيش العراقي في مناطق غرب وشمال البلاد للقضاء على الإرهاب والإرهابيين، حذّر وزير الخارجية العراقي من عواقب ارتداد الإرهاب الذي يتعرض له العراق وسورية على الغرب والعالم برمته، وقال هوشيار زيباري في حديث لمجلة دير شبيغل الألمانية: إنه طالما أن الإرهابيين ينشطون في صحراء العراق وسورية فإنهم قد يبدون بعيدين عن الغرب، لكن تلك هي الطريقة التي تعامل بها الناس من قبل مع أفغانستان وبعدها نجح الإرهابيون في ضرب نيويورك.
وأكد وزير الخارجية العراقي على أن بلاده ورغم “التهديد المميت” الذي تتعرض له من قوى التطرف والإرهاب فإنها لن تنهار كدولة وكنظام سياسي، مستبعداً أن تكون الأوضاع في بلاده تتجه صوب الحرب الأهلية، قائلاً: إن هذا السيناريو لن يحدث إلّا في حالة انهيار كل شيء وأن الدولة العراقية لن تنهار، مؤكداً إيمانه بالوحدة الوطنية العراقية وصلابتها.
يأتي حديث زيباري في وقت أعلن فيه العراق عزمه مطالبة الأمم المتحدة بمحاسبة الدول التي تدعم إرهابيي تنظيم داعش بالسلاح والمال، وقال عادل الخضير مدير عام دائرة العلاقات والتعاون الدولي في وزارة حقوق الإنسان العراقية في بيان: إن العراق يعتزم مطالبة الأمم المتحدة برفع دعوى ضد الدول الداعمة للإرهاب، وهي دعوى جاءت بناء على طلب تقدمت به إحدى منظمات المجتمع المدني العراقية إلى الوزارة، لأن المجموعات الإرهابية تقتل الأبرياء من الأطفال والعراقيين العزل فضلاً عن قيامها بإعدام 1500 جندي في محافظة الموصل شمال غرب العراق، وأكد أن عمليات الاغتصاب التي اقترفتها تلك العصابات الإرهابية تجاه النساء العراقيات، وإعدام الشباب، إضافة إلى تهديم العديد من العتبات المقدسة والآثار، فضلاً عن تهجير آلاف الأسر من مناطق سكناها في المحافظة، كفيلة بتجريم الجهات الداعمة لهم.
وكان العراق طالب منذ أيام المجتمع الدولي بتطبيق استراتيجية مكافحة الإرهاب التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة.
وتكشف العديد من التقارير الإعلامية والاستخباراتية تورط نظام آل سعود وأنظمة إقليمية أخرى في الجرائم والتفجيرات الإرهابية التي ترتكبها العصابات الإرهابية في العراق وسورية عبر دعمها للإرهاب والإرهابيين بالمال والسلاح وتحريضهم على ارتكاب المجازر وتدمير البنى التحتية في البلدين وإزهاق أرواح المواطنين الأبرياء، متجاهلة أن هذا الإرهاب سيرتد عليها.
وتشن القوات المسلحة العراقية بالتعاون مع رجال العشائر وآلاف المتطوعين حملة عسكرية لتطهير المناطق التي دنستها المجموعات الإرهابية، حيث تمكنت من فرض سيطرتها على مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين بشكل كامل، وهي في تقدم مستمر للوصول إلى نينوى وتطهيرها من الإرهابيين.
وفي هذا السياق، طهر الجيش العراقي عدة مناطق في محيط ناحية العظيم بمحافظة ديالى، موقعاً قتلى وجرحى في صفوف عصابات “داعش” الإرهابي، وصادر كميات كبيرة من السلاح والذخيرة، فيما قتل العشرات منهم في عمليات بعدة مناطق من البلاد بينهم سعوديون وشيشان.
فقد قتل 82 إرهابياً استهدفتهم القوة الجوية العراقية باستخدام أول دفعة من طائرات سوخوي في قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين، وأعلن زحفه باتجاه محافظة صلاح الدين عبر توجيه ضربات بالمدفعية لمواقع داعش لفسح المجال أمام تقدم قوات المشاة.
وفي محافظة سامراء، أكد قائد العمليات اللواء الركن صباح الفتلاوي، أن القوات المسلحة عازمة على إنهاء وجود الإرهابيين في محافظة صلاح الدين لتصل منها إلى تحرير مدينة الموصل.
كما شن سلاح الجو العراقي هجمات على الإرهابيين من جماعة داعش في عدة مناطق بينها قضاء الشرقاط شمالي محافظة صلاح الدين ومنطقة جرف الصخر شمال غرب الحلة، ما أدى إلى سقوط العشرات من القتلى في صفوفهم، ومن بينهم سعوديون وشيشانيون.
وتمكنت القوات الأمنية كذلك من القضاء على متزعم داعش يشغل منصب ما يسمى والي صلاح الدين خلال العمليات الأمنية لتطهير المناطق المحيطة بجامعة تكريت، فيما أعلن عن مقتل 88 عنصراً من داعش وحرق 12 من سياراتهم في المدينة.
ونفى المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة قاسم عطا، الأنباء التي تحدثت عن انسحاب قوات الحدود العراقية من الحدود مع السعودية، وقال في مؤتمره الصحافي اليومي: إن بعض وسائل الإعلام الكاذبة تناقلت خبراً مفاده انسحاب قوات حرس الحدود المنتشرة على الشريط الحدودي مع السعودية، مضيفاً: لا صحة لهذا الخبر والقوات العراقية موجودة على طول الشريط الحدودي بين العراق والسعودية باستثناء بعض الأشخاص الذين يتقاضون الرشاوى لينسحبوا.