مخاوف واشنطن من "الإرهاب العابر للحدود" تتصاعد.. ولندن تشدد إجراءاتها الأمنية لافروف: محاربة الإرهاب "المهمة رقم واحد".. وتصنيف الإرهابيين إلى جيدين وسيئين أمر خطير
بعد إطلاق السلطات الأمريكية تحذيرات مشددة من قيام إرهابيين في مجموعات مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية واليمن بتصنيع قنابل يمكن تهريبها على متن الطائرات اضطرت السلطات البريطانية إلى تشديد إجراءاتها الأمنية في المطارات.
وطلبت الولايات المتحدة من حلفائها الأوروبيين تشديد الإجراءات الأمنية في المطارات الخارجية التي تسير رحلات مباشرة دون توقف إلى مدنها.
ويأتي هذا الطلب بعد إعلان مصادر أمنية أمريكية أنها تعتقد أن صانعي قنابل مما يسمى تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة في سورية واليمن يعملون معاً لتطوير متفجرات لا يمكن رصدها بأنظمة الفحص الموجودة حالياً في المطارات، وأشارت إلى أن القلق الرئيسي يتعلق بإمكانية أن تحاول جماعات مسلحة تفجير طائرات متجهة إلى الولايات المتحدة أو أوروبا بإخفاء قنابل مع إرهابيين أجانب يحملون جوازات سفر غربية ومكثوا وقتاً مع مجموعات إرهابية مسلحة في المنطقة.
وكان “جهادى بريطاني” أعلن، أمس، أن المملكة المتحدة تخشى من “المهارات الإرهابية” التي يمتلكها، في إشارة إلى تعزيز الإجراءات الأمنية في المطارات البريطانية، ونشر ناصر المثنى، 20 عاماً، الطالب بكلية الطب في كارديف، على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر، 15 صورة لما يبدو أنها عبوات ناسفة، بجانب تحذير شديد كتب فيه “يبدو أن المملكة المتحدة تخشى أن أعود مع المهارات التي اكتسبتها”، ويصف المثنى، في حسابه على تويتر، نفسه بأنه “جندي في الدولة الإسلامية” الإرهابية التابعة للقاعدة.
ويأتي نشر هذه الصور بعد أسبوعين من تصوير نفسه بجانب شقيقه الأصغر أصيل، ورياض خان من كارديف، ورقيب أمين من أبردين، في شريط فيديو يحث فيه الآخرين على الانضمام لـ “داعش” في سورية والعراق.
في الأثناء، تتوالى اعترافات الدول الغربية بضلوع مواطنيها في الجرائم اللاإنسانية التي تقترفها المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية المدعومة من جهات دولية، حيث كشفت مصادر مقربة من أجهزة الاستخبارات الإيطالية أن 12 إيطالياً قتلوا في سورية خلال قتالهم إلى جانب الإرهابيين، وقدّرت عدد الإرهابيين الإيطاليين المتواجدين حالياً في سورية بأربعين شخصاً بينهم امرأة ، مشيرة إلى أن المدعو جوليانو ابراهيم ديلنوفو هو آخر إيطالي قتل في سورية في حزيران 2013 بمنطقة القصير في حمص.
إلى ذلك، وفي إطار الإجراءات المكثفة التي أطلقتها الولايات المتحدة وحلفاؤها الأوروبيون في الآونة الأخيرة لحماية أنفسهم من الإرهابيين، الذين صنعتهم في الأساس وعمدت إلى إمدادهم بالسلاح والأموال والتدريب، اعتقلت السلطات الفدرالية الأميركية في دنفر عاصمة ولاية كولورادو الأميركية امرأة بتهمة تقديم الدعم المادي للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق، إضافة إلى تهمة التآمر لارتكاب جرائم ضد الولايات المتحدة.
ووفقاً للشكوى الجنائية التي تمّ تقديمها إلى المحكمة الجزائية الأمريكية في ولاية كولورادو فإن الممرضة شانون مورين كونلي، التي ولدت في عام 1996، حضرت تدريباً عسكرياً مع الجيش الأمريكي في وقت سابق من هذا العام قبل محاولتها السفر إلى سورية للقاء شخص عرّف عنه فقط بـ “واي إم”، والذي كان عضواً نشطاً فيما يسمى “داعش”، وجاء في وثائق المحكمة أن كونلي و”واي إم” تشاركا وجهة نظر بشأن التطرف تقوم على ضرورة المشاركة في “الجهاد العنيف” ضد أي شخص غير مؤمن، وقالا: إنهما قررا الانخراط في ذلك، وتابعت الوثائق: إن العملاء السريين اعتقلوا كونلي في مطار دنفر الدولي في نيسان الماضي أثناء استعدادها لركوب طائرة متجهة إلى ألمانيا قبل سفرها إلى سورية حيث كان من المزمع أن تكتسب كونلي مهارات إضافية عدا التدريب لتقديم الدعم “للمسلحين” والمحاربة بنفسها إذا لزم الأمر.
وأقرت كونلي في كانون الأول الماضي مع مكتب التحقيقات الفيدرالي أنها انضمت إلى الكشافة في الجيش الأمريكي للحصول على التدريب على التكتيكات العسكرية والأسلحة النارية بهدف التوجه إلى الخارج لخوض “الجهاد”، مؤكدة أنها تريد تنفيذ خطط تعلم أنها غير قانونية.
الإعدام لسورية لحيازتها صواعق تستعمل للتفجير
وفي بيروت، طلب القاضي عماد الزين قاضي التحقيق العسكري في المحكمة العسكرية اللبنانية عقوبة الإعدام في قرار اتهامي أصدره للموقوفة السورية “سامية. ش” لحيازتها صواعق تستعمل في عمليات التفجير كانت تنوي تسليمها إلى سوري آخر، وأصدر مذكرة بحث وتحر لمعرفة كامل هويتها، وأحالها أمام المحكمة العسكرية الدائمة للمحاكمة، بعدما أصدر مذكرة إلقاء قبض في حقها.
وكان القضاء اللبناني طلب استمرار توقيف الفلسطيني “م.ج” بجرم الانتماء إلى تنظيم “جبهة النصرة” الإرهابي بهدف القيام بأعمال إرهابية والقتال إلى جانب التنظيم في سورية.
الاحتلال يواصل تقديم الدعم للإرهابيين
ونقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي إرهابيين اثنين مصابين من أفراد المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية إلى مشفى نهاريا في الجليل بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 بغية معالجتهما ثمّ أعادت نقلهما إلى داخل الأراضي السورية، وقال موقع والا: إن المشفى عالج حتى الآن 300 مصاب.
ويواصل كيان الاحتلال الصهيوني تقديم الدعم اللوجستي والعسكري للمجموعات الإرهابية المسلحة في سورية، إضافة إلى نقل المئات من مصابي تلك المجموعات إلى العديد من مشافيه، التي خصصها لمعالجة الإرهابيين، ومن بينها أحدث وأهم المشافي والمخصصة لكبار مسؤوليه، الأمر الذى يدل بوضوح على مدى الاهتمام الكبير والرعاية الكاملة التي توليها حكومة الاحتلال للإرهابيين ومتزعميهم في سورية.
التنسيق لمحاربة الإرهاب والتطرف
إلى ذلك، أكد وزيرا الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره المغربي صلاح الدين مزوار أن لدى البلدين تطابقاً مطلقاً في المواقف حول ضرورة تعزيز الجهود الدولية والتنسيق لمحاربة الإرهاب والتطرف في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وأشار لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره المغربي في موسكو إلى أن روسيا مقتنعة بضرورة زيادة الجهود في جميع الاتجاهات لرفع الفعالية في محاربة الإرهاب، التي يجب أن تكون المهمة رقم واحد وأن تمدد الإرهاب في شمال إفريقيا والشرق الأوسط والأحداث الأخيرة في العراق يظهر مدى خطورة قيام بعض الدول بتصنيف وتقييم الإرهابيين إلى جيدين وسيئين، مشدداً على أن أي تجاهل لهذه التطوّرات في المنطقة قد ينعكس سلباً على من يتبع هذا النهج من التقييمات، وقال: “لقد نظرنا من زاوية أولويات محاربة الإرهاب بالذات إلى ما يحدث في المنطقة، من ضمنها الأحداث في سورية والعراق وليبيا والمغرب ومنطقة الساحل الإفريقي.
من جانبه أكد مزوار وجوب مكافحة المجموعات الإرهابية، وعدم إعطائها الشرعية، والرد عليها بكل ما نملكه من إمكانات، وأكد أن حل الأزمات بطرق عسكرية أصبح غير فعال اليوم ويصب في مصلحة الإرهابيين.
وفي السياق، أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية حسين أمير عبد اللهيان أن الأزمة التي تمر بها سورية والعراق وتفشي الإرهاب في هذه المنطقة ناجمان عن السياسات الخاطئة لبعض الدول الإقليمية والدولية، وقال خلال لقائه في طهران مساعد وزير الخارجية الإيرلندي بري روبنسون: إن السياسات الخاطئة لبعض الدول الإقليمية والدولية ألحقت الكثير من الأضرار بأمن المنطقة والعالم، معتبراً نهج بعض الدول في استخدام التطرف والإرهاب أداة لتغيير الأنظمة السياسية كارثة كبرى وعنصراً لعدم الاستقرار في المنطقة والعالم، ونبّه إلى أن ظاهرة الإرهاب لن تنحصر بالمنطقة وستكون لها تداعيات عالمية، داعياً إلى ضرورة اتخاذ إجراء جاد لمكافحة الإرهاب والتطرف.
من جانبه أكد روبنسون دعم بلاده للحل السياسي في سورية ومعارضة إرسال السلاح إليها، مشيراً إلى ضرورة مكافحة الإرهاب ودعم المسيرة الديمقراطية في العراق، معتبراً في نفس الوقت نمو التطرف والإرهاب في المنطقة هاجساً مشتركاً، وأشار إلى “تجربة الإرهاب المرة” في بلاده وضرورة مواجهة هذا التهديد، مشدداً على ضرورة أن تتمثل سياسة الاتحاد الأوروبي في التصدي الجاد للإرهاب والتطرف.
من جهته أكد وكيل وزارة الخارجية الإيرانية مرتضي سرمدي أن الدول الإقليمية والدولية التي عبأت كل طاقاتها وأدواتها السياسية والاقتصادية والتسليحية “لإسقاط” الحكومة السورية أقرت اليوم بعد ثلاثة أعوام من الأزمة بخطئها الاستراتيجي، وبأنه لا حل عسكرياً للأزمة في سورية، وقال خلال لقائه روبنسون: إن الدول التي تنفق مبالغ باهظة لتنفيذ مخططاتها بتأجيج العنف في المنطقة ستشهد عودة الإرهابيين إليها من سورية والعراق، وتهديد وتعريض أمنها للخطر، مشيراً إلى أن المعلومات المتوفّرة تشير إلى أن هذه الدول ما زالت من خلال سوء إدراكها لأوضاع وظروف العراق تكافئ الإرهابيين وتلتف على الديمقراطية والقانون.
وأكد روبنسون خلال اللقاء معارضة بلاده الجادة للإرهاب والعنف، وقال: إنه لا يمكن تصوّر حل عسكري للأزمة في سورية.