حكواتي الفن على مسرح القباني برؤية بصرية
كان مسرح القباني المكان الذي انطلق منه الفنان رفيق سبيعي في تقديم العديد من المسرحيات المأخوذة عن الأدب العالمي، ولهذا فهو يحمل الكثير من الخصوصية لأن سبيعي يستذكر من خلاله الأيام القديمة التي حاول فيها أن يثبت وجوده كفنان له مكانته. وفي هذه الأيام يستضيف ذلك المسرح عمليات تصوير البرنامج التلفزيوني “حكواتي الفن” لمؤلفيه سعيد العبد الله ورفيق سبيعي ومخرجه أسامة شقير، وطبعاً يبقى لحضور عمليات التصوير لإحدى حلقات البرنامج وما يرافقها من عمليات نكهة خاصة تضيف على متعة مشاهدة البرنامج عندما يعرض على الشاشة الصغيرة، أقول هذا الكلام من منطلق الإحساس الذي انتابني بعد حضوري تصوير إحدى حلقات البرنامج، وبالطبع كان لابد أثناء ذلك من اللقاء مع مقدم العمل الفنان سبيعي ومخرجه شقير للحديث عن أهميته وخصوصيته، فالبرنامج منذ أكثر من 15 عاماً في الإذاعة، وهذا معروف لكل متابعيه، لكن بناء على رغبة القائمين إدارة التلفزيون العربي السوري آنذاك طلب من كادر العمل تحويل البرنامج إلى برنامج تلفزيوني كما يقول سبيعي، لكن الظروف الروتينية التي كانت سائدة حالت دون تنفيذ تلك الفكرة، وحالياً تنفذ رغم الظروف لأننا مؤمنون بها وسيكون لهذا البرنامج متابعون كثر كما يقول سبيعي، لأنه يقدّم فكرة عن الفن في سورية وغيرها من الأقطار العربية الأخرى بأسلوب ممتع، إضافة لكون جمهور التلفزيون أكبر من جمهور الإذاعة وسيكون ضمن البرنامج تجسيد لمشاهد من أعمال الفنانين الذين سيتحدث عنهم سبيعي، وربما تزداد أهمية وخصوصية هذا النوع من البرامج في هذه الآونة بالذات لأن الجيل الشاب لا يعرف الكثير عن هذه القامات الفنية الكبيرة التي خدمت الحركة الفنية.
وفي هذا المجال يرى سبيعي أن ما سيطرحه في البرنامج سيكون إحياء للذاكرة وتقديم فكرة حقيقية عن دمشق التي كانت تعاني في مرحلة ما من التزمت الديني، لكن رغم ذلك ظهرت شخصيات متنورة وقفت ضد التزمت وقدمت فنها رغم كل شيء، ومن أولئك رائد المسرح أبو خليل القباني.
ويسعى برنامج “حكواتي الفن” للجمع بين المتعة والفائدة عبر تقديم المعلومة بطريقة محببة، كما يقول مخرج البرنامج أسامة شقير، الذي بدا متعباً بعد الانتهاء من تصوير الحلقة، خاصة وأن البرنامج سيتضمن مشاهد درامية توثّق لمراحل محددة في حياة الفنانين الذين سيتم الحديث عنهم، إضافة للمشاهد الأرشيفية المنتقاة من أعمالهم، ويبقى لفنان كرفيق سبيعي خصوصيته في تقديم هكذا برنامج، خصوصاً أنه عاصر العديد من هؤلاء الفنانين، وهذا سيساهم في إضفاء شيء من روحه وتجاربه، كما يؤكد شقير الذي يعيش التجربة الأولى في التعامل مع رفيق سبيعي الإنسان والمهني الملتزم كما يصفه، وعلى الرغم من أن غالبية البرامج تتسابق لتعرض على شاشات رمضان كون فسحة المشاهدة أكبر، إلّا أن لشقير وجهة نظر مختلفة تدفعه للتأكيد بأن عرض البرنامج بعد رمضان سيمنحة حيزاً أكبر للمتابعة في زحام المسلسلات والبرامج خلال الشهر الفضيل، وتبقى لهذا النوع من البرامج أهميتها، خصوصاً أن غالبية الجيل الشاب يجهل الكثير عن فناني وطنه الذين كان لهم الدور الهام في وصول الفن السوري إلى ما وصل إليه من تطور.
جلال نديم صالح