تونس في حالة تأهب قصوى تحسّباً لهجمات "الجهاديين" العائدين من سورية
رفعت السلطات الأمنية التونسية من درجة التأهب تحسباً لهجمات الجماعات الإرهابية، وانتشرت وحدات من التدخل الخاص وفرق مقاومة الإرهاب وسط العاصمة، فيما تمّ الدفع بتعزيزات أمنية إلى مداخل المدن والأحياء الشعبية، وذلك بعد تواتر معلومات تفيد بأن الجماعات المتشددة المسلحة تستهدف تونس وتخطط لتنفيذ هجمات قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها في خريف 2014.
كما شددت الأجهزة الأمنية عمليات المراقبة في المطارات وفي المقرات الحكومية وحول مقرات البعثات الدبلوماسية وكذلك في المساحات التجارية الكبرى ومرائب السيارات والساحات العامة.
وعلى الرغم من الاستعدادات للانتخابات، التي يفترض أن تستحوذ على اهتمام التونسيين، فإن موضوع الإرهاب ومكافحته، يحتل خلال هذه الفترة صدارة اهتمام السياسيين والإعلاميين والخبراء وغالبية التونسيين، في مناخ مشحون بالترقب والحذر، خاصة بعد أن نفذت “كتيبة أنس بن مالك” التابعة لتنظيم القاعدة “غزوة” على مقر حزب حركة نداء تونس في قرية قربص الساحلية، ورأت الأجهزة الأمنية، وكذلك الأحزاب السياسية، أن تلك الغزوة هي مؤشر على مخطط خطير ضبطته الجماعات المسلحة لإرباك المشهد السياسي، وربما استهداف الانتخابات وعملية الانتقال الديمقراطي بعدما تأكدت تلك الجماعات من أنها منبوذة من مختلف فئات المجتمع ولا مكان لها في تونس الديمقراطية.
وخلال الأسابيع الماضية، كشفت تقارير أمنية وتسريبات إعلامية عن أن عشرات التونسيين يتولون مراكز قيادية في الجماعات الإرهابية العالمية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وفي الجماعات التي تنشط في مالي وفي ليبيا، ومن أبرز الأسماء أبو محمد التونسي وأبو أسامة التونسي وعبدالله التونسي ومروان التونسي وأبو بكر التونسي وعبد الكريم التونسي.
وتقول الأجهزة الأمنية: إن الإرهابيين التونسيين تجاوزوا المراحل الأولى للتجنيد والتدرب على القتال، وأصبحوا قيادات إما لخلايا أو داخل الجماعات الإرهابية المعروفة، ونسجوا علاقات وثيقة مع قيادات سعودية وليبية بهدف التنسيق وتأسيس جماعة تونسية موحدة تجمع المقاتلين التونسيين الموزعين على الجماعات الإرهابية مثل “داعش” والقاعدة وأنصار الشريعة.
وتحدثت تلك الأجهزة عن لقاءات جمعت تونسيين يتولون مراكز قيادية في أتون الإرهاب العالمي مع كل من أمير جماعة أنصار الشريعة سيف الله بن الحسين، الموجود حالياً في ليبيا، وأمير تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، وبايعوا أبو بكر البغدادي، ما يعني أن “داعش” حصلت على تأشيرة من تنظيم القاعدة لتستبيح بلدان المغرب العربي، وفي مقدمتها تونس، طالما أن آلاف المقاتلين التونسيين في صفوف “داعش” يسعون إلى تنفيذ هجمات داخل بلادهم.
وبحسب اعترافات عناصر إرهابية تونسية عائدة من سورية والعراق تمّ إيقافها مؤخراً، فقد توصل تنظيم القاعدة في بلاد المغرب وتنظيم “داعش” إلى إنشاء تنظيم يُدعى تنظيم الدولة الإسلامية في المغرب “دامس” وتتكون قياداته من عناصر تونسية وليبية وجزائرية.
وتحدّثت الاعترافات عن مخطط للإرهابيين التونسيين يهدف إلى تكوين شبكة من الخلايا داخل البلاد مزوّدة بالسلاح والمال، تكون مهمتها تنفيذ هجمات تستهدف المقرات الحكومية ومقرات الأحزاب العلمانية ومقرات البعثات الدبلوماسية.
وقال “جهادي” تونسي عائد: إن عناصر قيادية تونسية في الدولة الإسلامية تسللت مؤخراً إلى داخل البلاد، فيما تتحين عناصر أخرى الفرصة للدخول، مضيفاً: إن عدداً هاماً من القيادات موجود في 4 معسكرات تدريب في ليبيا تحت إمرة سيف الله بن حسين الملقب بـ “أبو عياض” والمختار بالمختار.
ويرى الخبراء في الجماعات الإرهابية أن المقاتلين التونسيين الذين تمرسوا على القتال يسعون اليوم إلى إنشاء تنظيم خاص بهم يتولون قيادته بأنفسهم، ويضيفون: إن الإرهابيين التونسيين الذين يدورون في أتون الإرهاب العالمي يشكلون خطراً حقيقياً على تونس التي لا تملك لا التجربة ولا العتاد لمواجهة مقاتلين شرسين.