صمت "جامعة العربي" "المتواطئ" يتواصل.. وأمريكا تدعو الفلسطينيين إلى التهدئة! مئات الشهداء والجرحى في اليوم الثاني للعدوان.. والمقاومة تهدد طيران العدو بأسلحة نوعية عـبـاس يـطــالـب مـجـلـس الأمـن بـعـقـد جلـسـة طـارئـة: مــا يـحـدث جـريـمــة إبـادة جـمـاعـيـة
ارتفاع متزايد في أعداد الشهداء والجرحى الفلسطينيين من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث لا تكاد تمر دقيقة واحدة دون أن تنقل وكالات الأنباء خبراً عاجلاً يزف شهيداً جديداً على طريق تحرير فلسطين من الكيان المغتصب، ورغم كل الألم والدمار من جراء العدوان المتواصل لم يخرج “عربان الحرية والاعتدال” للدفاع عن حرية شعب عربي منتهكة منذ 66 عاماً، وما تزال، وعن حقه في العيش وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس، بل على العكس كان السكوت علامة رضا وقبولاً على هذه المجازر، التي تُرتكب على مدار الساعة، أما دولياً فقد ساوت أمريكا بين الجلاد والضحية، ودعت الفلسطينيين إلى ضبط النفس وعدم التهور والانجرار وراء العنف؟!.
أما المقاومة فلم تنتظر إدانة من هنا أو تهليل من هناك، بل فرضت شروطها على المعركة ووسعت دائرة استهدافها للمواقع الصهيونية، وفق استراتيجية واضحة ومدروسة أربكت الاحتلال، الذي أعلن عن حصول محاولات لاستهداف طائراته بواسطة صواريخ من غزة، في تطوّر نوعي جديد على أرض المعركة، لتفرض معادلة جديدة، إما التهدئة بشروطها وإلّا الحرب المفتوحة.
السلطة الفلسطينية بدورها وعلى لسان رئيسها محمود عباس دعت المجتمع الدولي، وخاصة الرباعية الدولية ومجلس الأمن الدولي، إلى تحمّل مسؤولياتهم في تأمين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، فهذه المجازر ضدنا لم تتوقف طيلة سنوات الاحتلال، موضحةً أن ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس ليس حرباً بين جيشين، فالشعب الفلسطيني شعب أعزل يعيش تحت الاحتلال.
فقد استشهد 48 فلسطينياً وجرح أكثر من 300 أمس بينهم نساء وأطفال وأصيب العشرات بجروح في اليوم الثاني للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، فيما استأنفت المقاومة الفلسطينية قصفها للمستوطنات الإسرائيلية بعشرات القذائف الصاروخية رداً على العدوان السافر، وأعلنت مصادر طبية فلسطينية عن استشهاد الفلسطيني رفيق الكفارنة إثر قصف دراجته في شارع المنشية في بلدة بيت لاهيا، وإصابة آخر بجروح، وصفت بالخطيرة، كما استشهد فلسطينيان أحدهما طفل، الشاب الفلسطيني حاتم محمد أبو سالم والطفل أمير عريف، في غارتين للعدو استهدفتا منزلاً في بيت حانون ومجموعة شباب في حي الشجاعية، واستشهد أربعة فلسطينيين، بينهم رضيعان وامرأة، نريمان عبد الغفور ومحمد ملكة ووالدته هناء، في قصف استهدف حي الزيتون ومدينة خان يونس، واستشهدت المواطنة سحر حمدان وطفلها إبراهيم في قصف على بلدة بيت حانون.
كما أغارت طائرات الاحتلال على منزل يعود لعائلة صلاح أبو العطا عند مفترق سوق الجمعة في حي الشجاعية بعدد من الصواريخ ما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل، وعادت الطائرات لتستهدف أراضي زراعية خالية شمال قطاع غزة ووسطه وجنوبه وشرق مدينة غزة في حي الشجاعية.
ورداً على العدوان السافر الذي تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة استأنفت المقاومة الفلسطينية قصفها للمستوطنات الإسرائيلية بعشرات القذائف الصاروخية، وأعلنت المقاومة الفلسطينية قصفها لمطار نيفاتيم العسكري بصاروخي إم 75، مشيرة إلى أنها المرة الأولى التي تستهدف فيها هذا المطار الذي يبعد عن غزة نحو سبعين كيلومتراً، وأضافت في بيان آخر: إنها قصفت “تل أبيب” بأربعة صواريخ من الطراز نفسه.
وواصلت المقاومة الفلسطينية عملية البنيان المرصوص، التي أعلنت عنها، مستهدفة مستوطنة نير عوز بعشرة صواريخ من طراز 107-0، وأشارت مواقع إعلامية إسرائيلية إلى سماع أصوات خمسة انفجارات في منطقة في مدينة “تل أبيب” ومحيط مطار بن غوريون بعد سماع دوي صفارات الإنذار، في حين سقطت في وقت سابق ثلاثة صواريخ على منطقة أشكول ومنطقة شاعر النقب ولحقت أضرار مادية في عدة مركبات، فيما أغلقت شرطة الاحتلال طريق 431 من مفرق القدس المحتلة نحو جنوب فلسطين المحتلة.
واعترفت سلطات الاحتلال بسقوط 225 صاروخاً أطلقت من قطاع غزة على جنوب ووسط فلسطين المحتلة.
من جانبه قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن أهلنا في قطاع غزة يتعرضون لعدوان إسرائيلي مبيت وغاشم، وأضاف في كلمة متلفزة: إن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يمثل جريمة إبادة جماعية، مبيناً أن المسنين والأطفال والعائلات الفلسطينية في قطاع غزة باتوا هدفاً لصواريخ الاحتلال الإسرائيلي، وقال: إن السلطة الفلسطينية اتصلت بكل الأطراف المعنية وطالبت مجلس الأمن الدولي بعقد جلسة فورية لمناقشة العدوان الإسرائيلي على الفلسطينيين، مشيراً إلى أن هناك تحركات فلسطينية أيضاً تجاه مختلف المنظمات الدولية كالأمم المتحدة ومنظمة التعاون الإسلامي والجامعة العربية لإيقاف شلال الدم وإنهاء مأساة الفلسطينيين، وأشار إلى زيف ادعاءات الكيان الصهيوني بأنه يدافع عن نفسه، مبيناً أن الاحتلال إنما يدافع عن مشروعه الأساسي المتمثل بالاستيطان، وأن العدوان الذي يشنه لا يستهدف فصيلاً فلسطينياً واحداً وإنما الشعب الفلسطيني بأسره.