استحقاقات مستعجلة لتحقيق التعافي السياحي المبكّر …
لأجل أن يكون القطاع السياحي في مقدمة القطاعات المتعافية من الأزمة وآثارها، كما أعلن عن هذا التعافي السياحي المبكر المنتظر وزير السياحة المهندس بشر رياض يازجي خلال زيارته مؤخراً إلى محافظة اللاذقية، فإن عملاً كثيراً متراكماً ينتظر القائمين على هذا القطاع وشركائهم في صناعة وتسويق المنتج السياحي، وما أكثرهم في غير قطاع إداري وخدمي واقتصادي.
ولأن سياحتنا تعدّ الأشد تأثراً وتضرراً بالأزمة بكل المقاييس- ولا أدل على ذلك من تراجع الإيرادات والعائدات وتعطّل الاستثمارات وانخفاض معدلات الارتياد – فإن التعافي المرتقب لا يمكن أن يحقق السبق ويخرج من عباءة الوزارة لوحدها ما لم تتشارك معها القطاعات الأخرى، لأن المنتج السياحي صناعة وطنية تساهم فيها الفعاليات الاقتصادية والأهلية والشركات، وتدخل فيها الوزارات والمحافظات والمؤسسات.
كما أن هناك شراكة مع غرف السياحة في صناعة القرار وتقديم التسهيلات للمنشآت والمستثمرين وأصحاب الفعاليات السياحية، وهذه الشراكة لم تكن بالمستوى المطلوب ما قبل وخلال الأزمة، ولم يرتقِ دورها إلى مستوى الآمال، رغم التحديات الجسيمة التي تواجه القطاع السياحي، وهنا تكمن ضرورة تطوير التشريعات السياحية وتحديثها، بما يكفل اجتراح الحلول وبما يسهم في بلسمة آثار الأزمة بحزمة تسهيلات ضمن تشريع موحّد يحلّ التشابكات والتداخلات وينهي العشوائية في العملية الاستثمارية، ويكون إطاراً مناسباً لتنظيم الإجراءات والحدّ من التداخلات، ويكفل تحقيق التكامل والتنسيق بين مختلف الجهات وفق قاعدة تشريعية مدروسة وواضحة والبناء على المقومات الإيجابية المتاحة.
وبالقدرة على ترجمة وتحقيق ما تقدم لن يكون هنالك أي مبرر للتقصير والتأخير، الأمر الذي من شأنه أن ينعكس على التخطيط السياحي الأمثل والتوسع المستمر في المشروعات، وإجراء جدولة للمشاريع وبرامج تنفيذية لتقييم نسب العمل فيها مع التوجه نحو تحقيق تنوّع في أنماط وأشكال الاستثمارات السياحية، وإيلاء السياحة الشعبية حيّزاً واسعاً من المشروعات.
اللاذقية – مروان حويجة