“الحرامي” ملاحقاً وابتكارات التوفير ونقل الماء الوجع اليومي؟!
لم تعد أحدث ابتكارات النساء في توفير المياه تنفع، فلا الجلي والغسيل في الأوعية بعيداً عن الصنبور والغسالة الأتوماتيك ولا الاستغناء عن الشطف بكوب ماء لمسح الأرضيات ولا الحمام بعبوة كولا فارغة بدلاً من الدش ولا تدوير المياه لاستعمالها في أكثر من غرض.. كلها أفلحت في حل الضائقة المائية التي باتت معاناة شبه دائمة مؤخراً، ويستغرب أهالي درعا عدم وجود حلول إسعافية مناسبة لمثل هذه الظروف الاستثنائية ولاسيما حفر آبار داعمة ضمن المدينة بشكل سريع، في ظل عدم وجود خزانات بيتونية كافية يتمّ الضخ إليها ومن ثم التوزيع إلى المنازل بما يؤمن الضغط المناسب ولجميع طبقات الأبنية، ويضمن العدالة في الحصول على أهم مادة لحياة الإنسان ويمنع العبث بالشبكات ويوفر الكهرباء اللازمة للمضخات المنزلية، كما يوفر الوقود اللازم لتشغيل المولدات من أجل الضخ أثناء انقطاع الكهرباء وما أكثره في ظل التقنين والأعطال، ويتساءل المواطن عن سبب عدم الكشف على بعض الشبكات والتحويلات التي تعاني خللاً ما.
الجدير ذكره أن مؤسسة المياه تعيد أسباب المشكلة إلى انقطاع التيار الكهربائي والتعديات الحاصلة على خطوط الضخ الرئيسية، وقد بادرت مؤخراً بالتعاون مع جهات مختلفة إلى مصادرة المضخات المسمّاة (الحرامي) وتعاقدت مع صهريج صغير خاص لإسعاف بعض الأسر المقطوعة من المياه، كما أن جهات عامة أخرى بدأت وبتوجيه من المحافظة تسيير صهاريجها في الأحياء لسدّ جزء ولو يسير من الاحتياجات، لكن مجمل هذه الإجراءات لم تجد نفعاً حتى الآن والمعاناة مستمرة على أشدها وحمل البيدونات من مكان لآخر على الأكتاف والرؤوس لأفراد الأسرة كبيرهم وصغيرهم لجلب المياه بات المشهد اليومي المألوف، وما يأمله المواطن إيجاد حلول ناجعة بأسرع وقت ممكن لهذه المشكلة المضنية، خاصة وأن شراء المتر المكعب الواحد إن وجد يكلف أكثر من 1200 ليرة سورية وهو لا يكفي في أيام الصيف اللاهبة أسرة مكونة من خمسة أفراد أكثر من ثلاثة أيام في أحسن حالات التقنين.
درعا- البعث