اقتصاد

دفاتر زيادة.. وشنططة!

على الرغم من أنها استكمال.. وأصبحت جزءاً من رواتب مستحقة تم قبض قيمتها (أي الرواتب) العام الماضي بواسطة دفتر معاشات تقاعدي، إلاّ أن دفاتر الزيادة التابعة لتلك الرواتب، لم يتحصَّل عليها المتقاعدون من المؤسسة العامة للتأمين والمعاشات، إلاّ بعد انقضاء أشهر من العام الحالي.. وهذا أولاً..!؟.
أما ثانياً، فقد فوجئ وكلاء المتقاعدين بأن عليهم تقديم إخراج قيد وتقديم صورة جديدة عن وكالتهم إلى المؤسسة كشرط لا جدال فيه لاستلام قيمة الزيادة، مع ملاحظة أن الوكالة تفقد صلاحيتها بعد يوم واحد من مرور سنة عليها، ولا يشفع لفقدان صلاحيتها بضعة أشهر، حتى لو كانت المؤسسة سبباً في ذلك نتيجة لنغمة: ” عُدْ غداً وارجع بعد أسبوع ثم بعد شهر” بحجّة عدم الانتهاء من الجرد والحسابات وإعداد الدفاتر، علماً أنه كان هناك قرار قبل الأزمة بالاكتفاء بتقديم إخراج قيد فقط مع نهاية كل عام، لكن المؤسسة لا تعلم بذلك القرار حسب زعمها..!؟.
وكما شرح لنا أحد الوكلاء، فإن قيمة تلك الزيادة لمجموع الرواتب الموكل باستلامها لموكله لا تتعدى 5088 ليرة سورية، ومع أن المؤسسة سلّمته دفتراً بها (هو بمنزلة دفتر شيكات يصرف مباشرة)، لكنه لم يفهم لماذا كان عليه أن يراجع المؤسسة أكثر من خمس مرات، وفي كل مرة يشهد ما لم يكن يتوقعه، ليخلص إلى أن المؤسسة لا تستطيع قانونياً صرف تلك الزيادة رغم الدفتر الذي أعطته إياه، لأن ذلك المبلغ يحتاج إلى أمر صرف لأنه منذ عام مضى، وأن محاسب المؤسسة هو من سيقبضه وليس البنك الذي يصرف دورياً الدفاتر منه..
معاناة وجهد وتضييع وقت، حلف صاحبنا أيماناً معظّمة أنه حتى تاريخه قد أنفق ما يقارب 3 آلاف ليرة كي يحصل على تلك الزيادة البالغة 5088 ليرة فقط، ناهيكم عن الورقيات وعمل عدد من الموظفين وفوقها نحو 8 تواقيع أرفقت بدفتر الزيادة كي تكون جاهزة للصرف!.
أمر لا مبرر له مطلقاً لسبب بسيط وقانوني أيضاً، وهو ما يطلق عليه بمصطلح (أصل الحق)، أي إن دفتر الزيادة هو ملحق بدفتر رواتب تم صرفه سابقاً، وبعبارة أوضح: دفتر الزيادة الذي ينطبق عليه القول: “تحصيل حاصل” هو حق تابع لأصل حق متمثل بدفتر المعاشات التقاعدي الذي تم صرفه سابقاً.
وبأصل الحق هذا الذي ينص عليه القانون – يسقط مبرر “شنططة” عباد الله وتحميل متقاعد مصاريف تقارب راتب شهر له للحصول على أحد حقوقه البسيطة من دون تلويع وتكليف..!؟.
أما المفارقة فهي في بطاقة الصراف التي لو كانت بحوزة المتقاعد أو وكيله فإنه لن يحتاج إلى كل ما ذكرنا، ولكانت الزيادة حُوِّلت “أوتوماتيكياً” عليها وتم صرفها من أقرب صراف!.
قسيم دحدل
Qassim1965@gmail.com