"مأزق إسرائيل" يوقظ "الجامعة" من سباتها أخيراً المقاومة تستخدم للمرة الأولى طائرات دون طيار.. وتـتـوعّـد الـعــدو بمـفـاجــآت عـسـكـريــة مـمــيـتـة
يواصل العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة، وذلك لليوم التاسع على التوالي، في ضوء تزايد الاعتراضات والمطالبات بأن يكون هناك جدول زمني للعملية، والتي تكلف يومياً 40 مليون دولار، وفيما واصلت المقاومة فرض قواعدها على المعركة بإعلانها عن استخدام طائرات بدون طيار، توعدت كتائب جهاد جبريل الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة في بيان لها أنها أعدت مفاجآت عسكرية مميتة للعدو الصهيوني جهزتها وحدة الهندسة إذا فكر هذا العدو بالاجتياح البري لغزة.
وقالت: إن عناصرها الاستشهاديين استعدوا لتكون أجسادهم قنابل حارقة بوجه جنود العدو الصهيوني في حال أقدم على تنفيذ عدوانه البري على قطاع غزة، وأشار إلى أن استشهاديي المقاومة يستلهمون بذلك في شهر رمضان المبارك روح المؤمنين الذين صبروا وانتصروا في غزوة الخندق.
سياسياً، وبعد انتظار ثمانية أيام من العدوان على الشعب الفلسطيني، أنشدت الجامعة العربية، أمس، معزوفتها الدائمة بالطلب والتمني والضغط والشجب والتنديد عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، حيث أملت من المجتمع الدولي حماية سكان قطاع غزة، مطالبة باتخاذ التدابير اللازمة للوقف الفوري لإطلاق النار وتوفير الحماية للفلسطينيين.
وطبعاً ذكرت في بيانها أن التصعيد العسكري الإسرائيلي الأخير ضد أبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة أصبح أمراً لا يجب الصمت تجاهه ويتطلب تدخل المجتمع الدولي، داعية إلى إلزام إسرائيل باحترام تعهداتها السابقة وخلق الشروط التي تسمح بإطلاق مسار تفاوضي جاد يؤدي إلى إنهاء الاحتلال الإسرائيلي.
ووصفت فصائل المقاومة اجتماع وزراء خارجية الدول العربية بأنه لا قيمة له، والجمعيات الخيرية تقوم بدور أفضل منهم، وقالت لو أرسل القادة العرب لنا ما أرسل لما يسمى “الربيع العربي” لتحررت فلسطين منذ زمن، وشددت في بيان على “أن صواريخ المقاومة غيّرت المعادلة وإسرائيل ستدفع ثمن عدوانها على فلسطين”، مؤكدة أن لا خطوط حمراء في الصراع مع “العدو التاريخي للشعب الفلسطيني”، وأن للمقاومة إمكانية الاستمرار في القتال لوقت مفتوح، إلا أن “إسرائيل بدأت تصرخ من اليوم الأول وهي في مأزق كبير وتريد التوصل إلى تهدئة معينة”.
ميدانياً استشهد فلسطينيان في قصف لطائرات الاحتلال الإسرائيلي على أنحاء متفرقة بقطاع غزة، ما يرفع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي المتواصل لليوم الثامن على التوالي إلى 177 شهيداً وجرح أكثر من 1230 آخرين.
وفي الضفة الغربية استشهد شاب فلسطيني برصاص قوات الاحتلال جنوب مدينة الخليل، فيما اعتقلت قوات الاحتلال 11 نائباً فلسطينياً ومحاضراً جامعياً وأسرى محررين خلال عمليات مداهمة واسعة في الضفة الغربية.
ورداً على العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة جددت المقاومة الفلسطينية استهداف مواقع ومستوطنات الاحتلال بصواريخها، والتي أثبتت فشل “القبة الحديدية” وأنها ليست إلا حبراً على ورق، فيما أعلنت عن تسيير عدد من الطائرات دون طيار للقيام بمهام خاصة داخل الكيان الإسرائيلي، بينما زعم الاحتلال الإسرائيلي إسقاط إحدى هذه الطائرات فوق مدينة أسدود الفلسطينية المحتلة.
إلى ذلك، تستمر الإدانات للعدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني، والذي لم تفلح قوة في العالم حتى الآن من لجمه، حيث أكدت المنظمات والشخصيات والأحزاب أن الإرهاب الإسرائيلي فاق كل الحدود، مطالبين بأن يقدّم للعدالة الدولية وإنصاف الشعب الفلسطيني الأعزل.
وأكد سفير سورية في لبنان علي عبد الكريم أن سورية ستبقى داعمة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ولفت إلى أن ما يجري اليوم في غزة هو عدوان إسرائيلي إجرامي يستفز مشاعر السوريين، مشيداً بالتصدي البطولي للمقاومة الفلسطينية لهذا العدوان، وشدد على ضرورة توحد كافة فصائل المقاومة وتخطي خلافاتها.
كما أكدت الحركة الوطنية الكردية للتغيير السلمي أن هذا العدوان يصنف ضمن القوانين الدولية وميثاق جنيف بالإبادة الجماعية لشعب أعزل، فيما اعتبر حزب العهد الوطني أن الجرائم الوحشية والمجازر الصهيونية بحق غزة جزء من سياسة ممنهجة استخدمها العدو الصهيوني منذ اغتصابه فلسطين ومحاولة تهويدها، وأشار إلى أن هذا العدوان كشف زيف ادعاءات العالم المتمدن والحضاري وعجزه عن اتخاذ موقف ضد العدوان الإسرائيلي، واستغرب تخاذل الأنظمة العربية، التي استشرست في التآمر على الشعب السوري البطل وعلى شعب العراق فيما تكتفي في قضية فلسطين بالدعوات الفارغة لمجالس لم يعد لها أي حضور يعتد به في المحافل الدولية.