5000 سعودي يقاتلون في صفوف "داعش".. وحكومة أردوغـان تؤمّن نقلهم مع أسلحتهم وذخيرتهم إلى سورية
بين إخوانية “السلطان” رجب طيب أردوغان في تركيا، ووهابية آل سعود في مملكة الرمال، تنمو طفيليات القتل والإرهاب في سورية والمنطقة، وتتجهز بكل وسائل الدعم المادي والعسكري واللوجستي، لتستمر في أعمالها البربرية تجاه شعوب المنطقة، لكن كل المعطيات والوقائع والشواهد التاريخية تدل على أن الإرهاب، الذي دعمته الدول الغربية، وحلفاؤها الإقليميون “تركيا ومشيخات وممالك الخليج، وغذّته لا بد أن يرتد عليها وتنال نصيبها من شظاياه ولهيبه هي وأتباعها ممن تورطوا في سفك الدم السوري.
الحقائق على الأرض تتكشف تباعاً، وفيما أكدت تقارير أمنية تورط حكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا بالإجرام الذي تمارسه عناصر التنظيمات الإرهابية المختلفة في سورية، أشارت إلى أن هناك نحو 5500 شخص من دول الخليج انضموا إلى صفوف “داعش”، بينهم أربعة آلاف شخص من السعودية.
ووفق معلومات أمنية، حصلت عليها صحيفة “ايدينليك” التركية، فحكومة أردوغان بالتنسيق مع جهاز الاستخبارات التركي تؤمّن عمليات نقل الإرهابيين مع أسلحتهم وذخيرتهم من قرية أطمه السورية الواقعة مقابل بلدة بوكولمز التابعة لمدينة الريحانية في اسكندرون الى بلدة اقجة قلعة الحدودية عبر الحافلات عن طريق استخدام مسار أضنة غازي عنتاب ومن ثم إلى مدينة تل أبيض، وأكدت الصحيفة أن الإرهابيين الذين يتم نقلهم يتبعون لما يسمى “مجموعة أحرار الشام” الإرهابية ومجموعات إرهابية مختلفة منضوية في صفوف تنظيم “داعش” الإرهابي التابع لتنظيم القاعدة.
وكشفت قوات الأمن هذا الحادث خلال عملية تفتيش نفذتها على طريق اضنة غازي عنتاب، حيث عثرت على ذخيرة نسيها الإرهابيون داخل الحافلات التي تمّ توقيفها على الطريق، وأكد سائقو الحافلات في إفاداتهم لجهات التحقيق نقلهم الإرهابيين من بوكولمز الى بلدة اقجة قلعة.
وأوضحت الصحيفة أن عملية توقيف شاحنات جهاز الاستخبارات التركي، التي كانت تنقل السلاح والذخيرة للمجموعات الإرهابية في سورية، أثار الجدل في تركيا نتيجة الخلاف بين جهاز الاستخبارات التركي وقوات الدرك والمدعين العامين الذين أوقفوا الشاحنات المحملة بالسلاح والذخيرة، بينما تمّ التستر على عملية نقل إرهابيي “داعش” عبر الحافلات إلى سورية.
ورغم محاولة أردوغان التستر على هذه الحقيقة خشية انكشافها، فقد أكد مسؤولون يحققون في هذه القضية أن مسؤول شركة السياحة والنقل التي نقلت الإرهابيين إلى سورية عبر حافلاتها أبرز للمدعي العام عقداً وقعته الشركة مع جهاز الاستخبارات التركي، مشيراً الى أن الشركة أدت المهمة الموكلة لها وفقاً لهذا العقد.
في الأثناء، أكد ثيودور كاراسيك مدير معهد الدراسات العسكرية للشرق الأدنى والخليج للبحث والتطوير أن السعودية تحتل المرتبة الأولى في عدد الأشخاص الذين انضموا إلى صفوف تنظيم “دولة العراق والشام”، حيث بلغ عددهم نحو أربعة آلاف سعودي، بينما يبلغ عدد الذين انضموا إلى التنظيم من باقي دول الخليج ما بين ألف وألف وخمسمئة، وأشار إلى أن هذه الأعداد مرجحة للزيادة خلال الأشهر المقبلة.
وكان مسؤولون عراقيون أكدوا أن نظام آل سعود يواصل تجنيد الإرهابيين والتحريض على تنفيذ العمليات الإرهابية في العراق التي تؤدي إلى قتل المزيد من العراقيين بشكل يومي تقريباً بتفجيرات إرهابية دموية.
وأصدر نظام آل سعود قراراً بمعاقبة كل من يشارك في أعمال قتالية خارج السعودية بالسجن، وهو أمر فسره المراقبون على أنه تشجيع للإرهابيين في سورية والعراق على مواصلة القتال وتهديد لهم بعدم الخروج أو العودة إلى بلدهم الأصلي. إلى ذلك، كشف تقرير أوروبي داخلي أن هناك حالة استنفار وحراكاً أوروبياً، يشمل أجهزة الاستخبارات والشرطة والقضاء، لتطويق ظاهرة الإرهابيين المتطرفين الغربيين في سورية، ويركز التقرير، الذي أعده جيل دو كيرشوف المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب بالتشاور مع جهاز الخارجية الأوروبية وسلم في حزيران الماضي إلى وزراء الداخلية الأوروبيين، على العمل الجاري مع دول المنطقة في هذا المجال، وأظهر التقرير ضيق الأوروبيين من قطر، إذ بدا واضحاً أنها ترفض التعاون، والمحادثات معها لم تؤد إلى شيء، بينما تمّ وضع خطوط عريضة لمشاريع يمكن التعاون فيها مع العواصم الأخرى لتطويق تهديد “الجهاديين”، لكن بالنسبة إلى قطر كان الرصيد “صفراً”، كما لفت إلى قضية تمويل الجماعات الإرهابية، وقال: إنها باتت مشكلة أساسية ومثار خلاف وجدل مع دول الخليج، وأوضح أن المباحثات مع المسؤولين الخليجيين لم تصل إلى نتيجة حاسمة.