مجلس الأمن يتبنى بالإجماع قراراً يقضي بتسريع إيصال المساعدات الإنسانية الجعفري: المطلوب أولاً وقف الإرهاب ودعم مسار المصالحات الوطنية تشـوركين: احترام سيادة واستقلال سـوريـة والالتزام بعدم التسييس
تبنى مجلس الأمن الدولي أمس بالإجماع قراراً يقضي بتسريع وتيرة إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية وبالسماح للقوافل الإنسانية المتوجهة إلى سورية بعبور الحدود.
وأكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة الدكتور بشار الجعفري أن هناك من استخدم الإرهاب الخلاق كأداة لتأزيم الوضع الإنساني في سورية وتنفيذاً للأجندات التدخلية للسيادة السورية.
وقال الجعفري إن سورية حريصة على التعاون البناء مع الأمم المتحدة وإشراك الوكالات والمنظمات للاستجابة للاحتياجات الإنسانية وتم ترخيص 96 منظمة أهلية سورية و16 منظمة غير حكومية معنية في الشؤون الإنسانية مؤكداً أن السبب الرئيسي للنزوح والتهجير هو الإرهاب المدعوم خارجياً وبالتالي فإن وقف الإرهاب هو الشرط لتخفيف معاناة السوريين، مضيفاً إن قمة المفارقة أن يتم تصنيف منظمة إرهابية تحت بند الإرهاب وبالمقابل يتم التغاضي عن ممارساتها الإرهابية، وأشار إلى أن سورية تعول على دور فعال وحيادي وموضوعي من قبل الأمم المتحدة بعدم تسييس المساعدات الإنسانية.
وشدد مندوب سورية الدائم على أن المطلوب أولاً وقبل كل شيء لتحسين الوضع الإنساني في سورية وقف الإرهاب ودعم مسار المصالحات الوطنية التي ساهمت بشكل ملموس في تحسين الوضع في المناطق التي تمت بها ودعم الحوار السوري الوطني الشامل وخيارات الشعب السوري وتطلعاته.
من جهته لفت المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين عقب التصويت إلى أن القرار يعكس عناصر الترتيبات لإيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية مشدداً على ضرورة اتباع مبادئ الأمم المتحدة وعدم تسييس المساعدات الإنسانية والالتزام بسيادة واستقلال سورية بينما يتم تنفيذ آليات إيصال المساعدات الإنسانية.
وقال إن الوضع في سورية في غياب الحل السياسي يزداد سوءاً.. وهذا القرار يدعو الأطراف السورية إلى وقف العنف وتطبيق اتفاق جنيف والالتزام بالقرارات الدولية وفق القانون الإنساني وشرعة حقوق الإنسان وعدم تنفيذ الأعمال الإرهابية إذ هناك الكثير من الجرائم الإرهابية التي تحصل في سورية من قبل التنظيمات الإرهابية التي تزداد عنفاً، ولفت إلى أن القوافل الإنسانية ستأخذ بعين الاعتبار المبادئ الأممية بتقديم المساعدات الإنسانية وذلك يشمل احترام سلامة أراضي واستقلالية سورية وهذا يعني أنها ستعمل بشكل غير منحاز وبموجب مبدأ التمثيل الجغرافي المتوازن.
وأشار تشوركين إلى أنه لا يمكن حل المشكلة الإنسانية إلا من خلال الحل السياسي وقال: نريد أن نركز على ضرورة استكمال واستئناف الحوار السوري بناء على بيان جنيف ونأمل بأن تبدأ جميع الأطراف بالعمل على هذا الموضوع والجانب الروسي يعبر عن جهوزيته للعمل مع الشركاء الإقليميين كما عملت بالنسبة لمسألة السلاح الكيميائي في سورية وبالتالي هذا خير دليل على أن هذه المقاربات البناءة من شأنها أن توصل إلى النتائج.
وكان الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والمغتربين قال في مقال نشرته صحيفة البناء اللبنانية أن سورية ستتعاون مع الأمم المتحدة في المجالات الإنسانية شرط ألا يمس ذلك سيادتها ووحدة شعبها وسلامتها الإقليمية وضمان عدم وصول المساعدات الإنسانية إلى المجموعات الإرهابية المسلحة وشرط أن يتم التعاون مع الحكومة السورية لإيصال هذه المساعدات إلى السوريين الأبرياء أينما كانوا، موضحاً أن سورية التي تحترم الشرعية الدولية والتزاماتها التعاقدية تتطلع دائماً إلى دور فاعل ونزيه للأمم المتحدة ينسجم مع ميثاقها ودورها.