نقطة ساخنة نيوب الليث..
في كل يوم تخرج علينا منظمة دولية “مأمورة، مسيّسة، منقادة” سمّوها ما شئتم، و”تفقع فتيشة” ترمي من خلالها، إلى خلق حالة نفسية محبطة لرجال الأعمال والمستثمرين في داخل سورية وبالعالم وللمواطنين السوريين، تحرّضهم على عدم الاستثمار أو التعامل مع الشركات التجارية والبنوك الوطنية، بحجج واهية منها أن مؤشر النمو الاقتصادي في تراجع مستمر، وأن سورية أصبحت دولة “فاشلة” اقتصادياً، وذلك حسب ادّعاءاتها المغرضة التي لا أساس لها من الصحة؟!.
بصراحة أكثر، ما فشلوا في تحقيقه على أرض الواقع يحلمون بالوصول إليه الآن، في مخيّلتهم كأضعف الإيمان، فحتى الخيال استعصى عليهم تحقيقه، ومن شدّة حقدهم وغيظهم لم تعُد تسعفهم العبارات حتى أطلقوا مفردة “فاشلة” كالطير الذي يرقص مذبوحاً من الألم.
نعم وبكل اقتدار حوّلت القيادة السورية اقتصادها خلال الأعوام الثلاثة الماضية إلى اقتصاد حرب، وعرفت كيف تدير دفة المركب فأعطت الأولوية لتأمين المواد الأساسية كالوقود والغذاء، وتفادت الحكومة ما رغب وخطط له المتآمرون من شبح الانهيار الاقتصادي، خطط بدأت خارجية بعقوبات غربية جائرة منعت سورية من تصدير النفط الذي كان يشكل مصدر الدخل الأساسي لها، وتجميد أرصدة الدولة في الخارج، ولجأ أعداء سورية عبر أدواتهم الإجرامية في الداخل إلى تدمير الاقتصاد عبر استهداف أكثر القطاعات إنتاجاً وعائدية للاقتصاد، وإلى إثارة الذعر في نفوس الكثير من اللاعبين الاقتصاديين لحثهم على مغادرة البلاد؟!.
وبفضل السياسات الاقتصادية الحكيمة السليمة من ضغط للنفقات وترشيدها (الحدّ من النفقات الجارية)، والعمل ما أمكن على تحقيق استقرار في سعر صرف الليرة، عوّضت الدولة ما نتج عن العقوبات من تراجع في الإيرادات.
غير أنهم كانوا -أي المتآمرين- دون أن يدروا يحفّزون المسؤولين السوريين الشرفاء المخلصين على إبداع سيناريوهات لمواجهة مؤامرات أنتجت اقتصاداً جديداً نسمّيه اقتصاد الحرب، أوضاع مستجدّة دفعت السوريين إلى التأقلم مع الظروف القاسية، في تكاتف لا مثيل له في التاريخ الحديث بين القيادة والشعب، وباعتراف اقتصاديي الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية “مكرهين لا أبطالاً”، أن سورية لا تزال تقف على رجليها اقتصادياً وأنها في ظل سياساتها الاقتصادية “الانكماشية” لا يمكن توقّع انهيار اقتصادها في المستقبلين القريب والبعيد.
هو تخبّط في التصريحات بين من يتولّى قيادة تلك المنظمات “تنفيذياً” وبين ملّاكها وأصحابها الحقيقيين “الخفيين”، وننصح المواطن السوري المتابع لتصريحات هؤلاء بأنه: إذا رأى نيوب الليث بارزة.. فلا يظنن أن الليث يبتسم.
Samer_hl@yahoo.com