اخترقت هواتف 30ألف ضابط وجندي للاحتلال.. وقصفت للمرة الأولى "جبل الكرمل" المقاومة الفلسطينية ترفض "التهدئة" إلا بشروطها.. والعدو يتخبط ويستجير
حاولت إسرائيل عبثاً التخلص من الورطة الكبيرة الذي زجت نفسها بها بالعدوان على غزة، وتلقفت المبادرة المصرية بسرعة وعقدت الاجتماعات ووو… لتعلن أنها ناقشتها ودرستها وفي النهاية أعلنت الموافقة عليها، ولكن ما كانت تعتبره فرصة الهروب أحبطته المقاومة وأجهضته بالمهد وأعلنت رفضها المبادرة، “مع التأكيد على أهمية الدور المصري في إنجاز أي اتفاق”، واستمرارها في عملياتها حتى تستجيب للشروط التي وضعتها، أي المقاومة، وأي حديث غير ذلك هو مضيعة للوقت.
رد المقاومة جاهز وسريع حيث اخترقت سرايا القدس للمرة الثانية هواتف 30000 جندي وضابط إسرائيلي ووجهت لهم رسائل تحذير، كما قامت بقصف مستوطنات الاحتلال بصليات من الصواريخ مستهدفة مواقع تحشّد عسكري إسرائيلي في قاعدة زيكيم العسكرية بـ 3 قذائف هاون 120، وذكرت وكالة معا أن المقاومة الفلسطينية قصفت مواقع الاحتلال في حيفا بصاروخ آر160 وقصفت مستوطنة روحوفوت في الضواحي الجنوبية لتل أبيب بـ 5 صواريخ من نوع سجيل55، كما قصفت عسقلان في النقب المحتل بـ 3 صواريخ من نوع قسّام، وقصفت مستوطنة نير عوز بـ 6 صواريخ 107 وأسدود بـ 8 صواريخ من نوع غراد، واعترف الكيان الصهيوني لأول مرة بأن صفارات الإنذار دوت في جبل الكرمل، إضافة إلى مناطق شمال وشرق وغرب حيفا وزيخوت يعكوف وكيبوتس داليا ومجدو.
من جهتها استأنفت “إسرائيل” غاراتها على قطاع غزة مستهدفة مناطق متفرقة منه، ما أدى لاستشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، ما يرفع عدد ضحايا العدوان إلى أكثر من 190 شهيداً، بينهم أطفال ونساء ومسنون، وأكثر من 1400 جريح إضافة إلى تدمير منازل وممتلكات الفلسطينيين. وأصيب عشرات الفلسطينيين بحالات اختناق وبالرصاص الحي والمعدني المغلف بالمطاط خلال قمع قوات الاحتلال لهم في أماكن متفرقة من محافظة الخليل بالضفة الغربية.
إلى ذلك عكست وسائل الإعلام الإسرائيلية حالة التخبط وعدم التوازن التي تعيشها سلطات الاحتلال، فبعد أن كانت تهدد منذ أيام باجتياح القطاع براً للقضاء على المقاومة الفلسطينية، وجدت نفسها مضطرة للموافقة على المبادرة المصرية أمام ضربات المقاومة الفلسطينية، التي نجحت باستهداف عمق كيان الاحتلال بشكل يفوق التوقعات، مما خلق حالة هلع غير مسبوقة في صفوف المستوطنين.
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت عن نائب وزير الحرب الإسرائيلي داني دانون قوله: إن موافقة حكومته على وقف إطلاق النار هي “بمثابة صفعة لكل إسرائيلي وأن أي عملية تجميل لا يمكنها أن تصحح خطأ من هذا النوع”، في حين وصف وزير الإسكان الإسرائيلي أوري أريئيل الموافقة على وقف إطلاق النار “بوصمة العار لأن الردع الإسرائيلي لم يتحقق وكلمة حسم بدت وكأنها كلمة فظة” وفق ما نقلت عنه صحيفة هآرتس.
وكانت مصر أعلنت عن مبادرة لوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، الذي يشهد منذ يوم الاثنين الماضي عدواناً مفتوحاً من قبل الاحتلال، وذكرت وزارة الخارجية المصرية في بيان لها أن المبادرة تتضمن “وقف إسرائيل جميع الأعمال العدائية على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، مع التأكيد على عدم تنفيذ أي عمليات اجتياح برى لقطاع غزة أو استهداف المدنيين، على أن تقوم المقاومة الفلسطينية في القطاع بإيقاف جميع أعمالها تجاه إسرائيل جواً وبحراً وبراً وتحت الأرض والتأكيد على إيقاف إطلاق الصواريخ بمختلف أنواعها والهجمات على الحدود أو استهداف المدنيين”.
إلى ذلك طالب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور مجدداً المجتمع الدولي باتخاذ جميع التدابير الممكنة بشكل عاجل لتوفير الحماية الفورية للسكان المدنيين الفلسطينيين، وخاصة في قطاع غزة المحاصر من العدوان العسكري الوحشي الذي تشنه قوات الاحتلال وجرائم الحرب وأعمال الإرهاب التي ترتكبها ضد الشعب الفلسطيني.
ولفت السفير منصور إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يواصل عدوانه على السكان المدنيين ويقوم باتخاذ تدابير العقاب الجماعي في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس المحتلة ومن بينها شن الغارات العسكرية العنيفة على المدن والقرى الفلسطينية واعتقال واحتجاز الفلسطينيين وكذلك استخدام القوة المفرطة ضد السكان المدنيين الفلسطينيين بما في ذلك ضد الذين يتظاهرون احتجاجاً على جرائم الاحتلال بحق إخوانهم وأخواتهم في قطاع غزة.
وطالب السفير منصور المجتمع الدولي بالتحرك فوراً ووضع حد للعدوان الإسرائيلي الهمجي ضد السكان المدنيين الفلسطينيين في جميع أنحاء فلسطين المحتلة ولا سيما في قطاع غزة، واعتبر أن البيان الصادر عن مجلس الأمن في الثاني عشر من الشهر الجاري فشل بشكل واضح في إرغام سلطة الاحتلال على وقف عدوانها العسكري والالتزام بالدعوات إلى وقف إطلاق النار، مؤكداً أن المطلوب هو عمل جماعي أكثر جدية بما في ذلك من قبل مجلس الأمن للمطالبة بوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية وحماية أرواح المدنيين.