غزة تُذبح.. 70 شهيداً أغلبهم نساء وأطفال في مجزرة إرهابية في الشجاعية المقاومة تقتل 14 جندياً للاحتلال وتأسر آخر.. والعدو يخفي أعداد قتلاه ويتخبط في قراراته
وسط تواطؤ وصمت دولي مريب، لم يشأ العدو الإسرائيلي أن يمر عدوانه على غزة دون أن يرتكب مجزرة جديدة تضاف إلى سجله الأسود الحافل بالجرائم والارتكابات الوحشية بحق المواطنين الفلسطينيين، كما حصل في اعتداءاته على لبنان “قانا الأولى والثانية”، وارتكب مجزرة مروّعة في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، أسفرت عن سقوط أكثر من 70 شهيداً و210 جرحى غالبيتهم من النساء والأطفال، ولا يزال العشرات تحت الأنقاض، ومنعت سيارات الإسعاف والطواقم الطبية من الاستجابة لنداءات الاستغاثة، التي أطلقها الفلسطينيون من أهالي الحي.
وتشكل المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال بحق أهالي حي الشجاعية تصعيداً خطيراً في سير العدوان المتواصل على القطاع، حيث دفع القصف المدفعي الهمجي آلاف الفلسطينيين للهرب من منازلهم بعد ساعات من الرعب عاشوها، بينما كانت مدفعية الاحتلال تقصف منازلهم المحرومة من الكهرباء ومن دون أي طريق للنجاة.
وأشار مصدر فلسطيني إلى أن قوات الاحتلال أصابت خمس سيارات إسعاف وقتلت أحد المسعفين وهو فؤاد جابر، كما منعت الطواقم الطبية من إخلاء الجرحى والمصابين وتركتهم يموتون رغم مناشدات الصليب الأحمر الدولي.
وطالت جرائم قوات الاحتلال وسائل الإعلام، إذ منعتهم من نقل الحدث والجريمة واستهدفت جميع الصحفيين الذين حاولوا الوصول إلى مكان المجزرة في حي الشجاعية، حيث استشهد الصحفي خالد حمد، ومساء أمس استشهد ثمانية فلسطينيين جراء قصف طيران الاحتلال على شقة سكنية في حي الرمال.
من جهتها واصلت المقاومة الفلسطينية تصديها للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث أعلنت عن تنفيذ عدة عمليات نوعية ضد تجمعات قوات الاحتلال وآلياته وعناصره، الذين يحاولون التوغل في القطاع، واعترفت قوات الاحتلال بإصابة قائد لواء النخبة المسمى لواء غولاني وهو برتبة عقيد في اشتباكات مع المقاومين الفلسطينيين وسط قطاع غزة.
وأعلنت فصائل المقاومة أنها استهدفت بأكثر من 130 صاروخاً المستوطنات والتجمعات الإسرائيلية داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، مؤكدة تحقيق إصابات مباشرة فيها، فيما نفذت كميناً محكماً ضد قوة مؤللة للاحتلال توغلت مئات الأمتار شرق مدينة غزة ما أدى إلى مقتل 14 جندياً إسرائيلياً.
وذكرت كتائب القسّام في بيان أنها تمكنت من “استدراج قوة صهيونية مؤللة حاولت التقدم شرق حي التفاح على بعد 500 متر شرق مستشفى الوفاء إلى كمين محكم معد مسبقاً”، موضحة أنه بعد أن تقّدمت هذه القوة ترك المقاومون الفلسطينيون الدبابات لتدخل “حقل ألغام مكوّن من عدة عبوات برميلية” وبعد أن تبعتها ناقلتا جند إلى داخل الكمين تمّ تفجير حقل الألغام ما أدى إلى “تدمير القوة الإسرائيلية بالكامل”، ولفت البيان إلى أن المقاومين الفلسطينيين تقدّموا صوب ناقلات الجند وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها وعددهم 14 جندياً إسرائيلياً.
وكانت المقاومة الفلسطينية أعلنت تنفيذ عملية ضد قوات الاحتلال شرق رفح انتهت بمقتل خمسة جنود إسرائيليين واستهدفت بقذائف الهاون وصواريخ غراد عدداً من مواقع العدو في الأراضي المحتلة، كما أكدت مقتل ستة جنود إسرائيليين آخرين في عملية مماثلة نفذتها خلف خطوط الاحتلال شرق محافظة وسط قطاع غزة في موقع أبو مطيبق العسكري.
وأعلنت المقاومة أسر جندي إسرائيلي يدعى شاؤول ارون في عملية حي التفاح، مشددة علة أنها هي التي ستخلق مخرجاً وستفرض تنازلات على “إسرائيل”.
ومع دخول اليوم الخامس عشر للعدوان الإرهابي على غزة، نفّذت المقاومة الفلسطينية خمس عمليات نوعية ضدّ جنود الاحتلال أدت إلى سقوط عدد من القتلى بين صفوفه.
واعترفت قوات الاحتلال بمقتل 13 من جنودها خلال عدوانها البري الذي تشنه على قطاع غزة، وقالت متحدثة باسم جيش الاحتلال: إن 13 جندياً من لواء غولاني للمشاة قتلوا، فيما قالت الإذاعة الإسرائيلية: إنه لا يزال 65 جندياً جريحاً يُعالجون في مختلف المستشفيات، حالة سبعة منهم خطيرة.
واعترفت وسائل إعلام الاحتلال بإصابة أربعة جنود إسرائيليين في قطاع غزة ونقلهم إلى مشفى تل هاشومير، كما اعترفت قوات الاحتلال بمقتل اثنين من عسكرييها بينهم ضابط، ليرتفع عدد جنود الاحتلال القتلى الذين أقر بهم جيش الاحتلال منذ بدء العدوان البري إلى خمسة بينهم ضابطان.
وأدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجزرة الجديدة التي ارتكبتها قوات الاحتلال في الشجاعية، وأكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة أن الرئيس عباس وجه نداء إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة وفرض وقف إطلاق النار، وأعلن عباس الحداد لمدة ثلاثة أيام على أرواح شهداء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وآخرهم شهداء مجزرة الشجاعية التي ارتكبتها حكومة الاحتلال بدم بارد.
وأدانت الخارجية المصرية التصعيد الأخير للعدوان الإسرائيلي، كما جددت في بيان صحفي وقوف مصر حكومة وشعباً إلى جانب الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها، فيما ناشدت اللجنة الشعبية العليا السورية لدعم الشعب الفلسطيني ومقاومة المشروع الصهيوني الشرفاء في الوطن العربي والعالم لنصرة غزة وأهلها في مواجهة العدوان الصهيوني الشرس الهادف إلى تقطيع أوصالها وقتل كل ما هو حي فيها وفي غيرها من المدن والبلدات الفلسطينية، وقالت في بيان: “إن غزة تُذبح اليوم وتتعرض لعدوان مفتوح في زمن ما يُسمى “الربيع العربي” زمن الدمار والخراب وتآمر بعض الحكومات العربية على شعبها وصمت المجتمع الدولي وضلوع حكومات دول في تغطية العدوان الصهيوني وحمايته من الإدانة.
ودعماً للشعب الفلسطيني في مواجهته للعدوان الصهيوني على غزة، وتأكيداً على وحدة الدم والأرض والقضية والمصير، نظمت القوى والفصائل والهيئات والفعاليات والشخصيات الفلسطينية في سورية “ملتقى الوفاء لغزة”، وذلك في مقر المجلس الوطني الفلسطيني بدمشق، وأشار أمين سر تحالف فصائل الثورة الفلسطينية خالد عبد المجيد إلى أن أبناء الشعب الفلسطيني في غزة يكتبون اليوم مستقبلهم المشرق في سجل الأمة العربية من خلال مواجهتهم للعدوان الصهيوني الغاشم وتحديهم لجرائمه البشعة على الرغم من قلة الإمكانيات مقارنة بآلة البطش الصهيونية المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية، ولفت إلى أن الحرب الصهيونية الظالمة على أهلنا في غزة أفرزت تغيّراً في موازين القوى مع الاحتلال الاسرائيلي بعد أن طالت صواريخ المقاومة الفلسطينية جميع “المغتصبات الصهيونية” لتؤكد من جديد استمرار نبض المقاومة وإصرارها على استعادة حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية والانتقام لأطفالنا ونسائنا، الذين يُستهدفون يومياً من قبل طائرات الاحتلال ودباباته.
إلى ذلك، أعلن أمين اللجنة السياسية لاجتماع ترويكا البرلمانات الإسلامية عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني كاظم جلالي أن اجتماع ترويكا البرلمانات الإسلامية سيعقد اليوم في طهران بمشاركة سورية بوفد يرأسه رئيس مجلس الشعب محمد جهاد اللحام ورؤساء برلمانات 8 دول بهدف بحث العدوان الوحشي للكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وتقديم المساعدات الإنسانية له، وأدان جلالي صمت المنظمات الدولية إزاء جرائم الاحتلال ودعم العديد من دول العالم للكيان الصهيوني، وقال: إن الأكثر ألماً وقساوة أن المحافل المرتبطة بالدول الإسلامية مثل منظمة التعاون الإسلامي التزمت الصمت أيضاً.
وأدانت الحكومة الفنزويلية العدوان الإسرائيلي والغارات الجوية التي تشنها قوات الاحتلال على قطاع غزة ووصفتها بأنها بداية مرحلة أعلى من سياسة الإبادة الجماعية، وأكدت في بيان أن فنزويلا ترفض الحملات المثيرة للسخرية التي تحاول مقارنة قوات الاحتلال الإسرائيلي بالجانب الفلسطيني والمساواة بينهما، مضيفاً: من الواضح أنه لا يمكن المقارنة من الناحية الأخلاقية بين فلسطين المحتلة التي تُرتكب بحقها المذابح وبإسرائيل المحتلة المتفوقة عسكرياً، والتي لا تراعي القانون الدولي.
وتظاهر مئات الأتراك في منطقة تقسيم بمدينة اسطنبول تنديداً بالعدوان الإسرائيلي الوحشي المستمر على قطاع غزة، مطالبين حكومة حزب العدالة والتنمية بقطع جميع العلاقات مع كيان الاحتلال، معتبرين أن تركيا تموّل القنابل التي تقتل الأطفال الفلسطينيين من خلال علاقاتها التجارية مع هذا الكيان، كما نظمت مجموعات ثانية مظاهرة احتجاجية أمام القنصلية الإسرائيلية في اسطنبول، وألقى المتظاهرون الحجارة والبيض باتجاه المبنى، وردت عناصر شرطة أردوغان بالغازات المسيّلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، فيما احتشد أكثر من ألف مواطن تركي أمام القنصلية الأمريكية في أضنة للتنديد بالعدوان الإسرائيلي وقامت مجموعة من المتظاهرين باختراق حاجز الشرطة ورشق مبنى القنصلية بالحجارة.
ودعت منظمات المجتمع المدني والأحزاب العلمانية التي نظمت المظاهرات الثلاث إلى مقاطعة بضائع الدول التي تشرعن الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، وشجبت صمت الدول الإسلامية تجاه العدوان الإسرائيلي على غزة.
واحتشد أكثر من عشرين ألف متظاهر من الاسكتلنديين وأبناء الجاليتين العربية والإسلامية في الساحة الرئيسية في مدينة غلاسكو تضامناً مع غزة، فيما تجمع الآلاف في الساحة الرئيسية من مدينة منهاتن ليعبروا عن مشاعرهم حيال الدعم الأميركي للعدوان على القطاع، وبصوت واحد صاح هؤلاء: أوقفوا قتل الأطفال في غزة، وأوقفوا الدعم للمعتدي. فهذه جريمة بحق الإنسانية وليس فقط بحق الفلسطينيين.