داعش" يستبيح المراقد الدينية والعشائرية والكنائس الجيش العراقي يحبط محاولة الهجوم على مصفاة بيجي
” تمكنت القوات المسلحة العراقية من توجيه ضربات موجعة، أمس، لعصابات ما يسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي في العديد من المدن العراقية، أسفرت عن مقتل مئة وثلاثين إرهابياً، بينهم ثلاثة من كبار قيادات التنظيم أحدهم “مسؤول تلعفر الأمني”، والقبض على خمسة عشر آخرين.
وقال المتحدث باسم القيادة العامة للقوات المشتركة العراقية العميد سعد معن: إن قوة مشتركة مدعومة بطيران الجيش شنت هجوماً على مواقع الإرهابيين في منطقة البوعجيل في محافظة صلاح الدين، وتمكنت من القضاء على سبعة وعشرين إرهابياً، وأضاف: إن طائرات القوة الجوية نفذت ثلاثاً وستين طلعة جوية على مقار ومراكز تجمعات الإرهابيين في مناطق تلعفر والحضر والبعاج، وتمكنت من القضاء على 75 إرهابياً، أغلبهم من جنسيات غير عراقية بينهم أبو مصطفى الفلسطيني وأبو يعقوب السعودي.
وتمكنت القوات الأمنية من القضاء على تسعة عشر إرهابياً وإصابة أربعين آخرين في مناطق القرة غول وعرب جبور وشاخة واحد في القاطع الجنوبي للعاصمة العراقية بغداد، فيما تمكنت من إحباط محاولة جديدة للعصابات الإرهابية لاقتحام مصفاة بيجي النفطية شمال مدينة تكريت ومن القضاء على عشرة من إرهابييها.
كذلك تمكنت القوات الأمنية من القضاء على 43 إرهابياً خلال عملياتها العسكرية في بعقوبة بمحافظة ديالى وتكريت في محافظة صلاح الدين، وقتلت ما يسمى بأمير التنظيم شمال ديالى الإرهابي “عقيل سمر” والمكنى بأبي سلام العرباوي أثناء قيامه بجولة استطلاع ليلية قرب مخيم العراق الجديد.
وقلل وزير الداخلية العراقي السابق والنائب الحالي عن ائتلاف دولة القانون جواد البولاني من تهديدات متزعم تنظيم الدولة الإسلامية “أبو بكر البغدادي” في إعلان ما يسمى “دولة الخلافة”، قائلاً: من خلال تجربتنا الأمنية مررنا بمثل هذه الأسماء الشريرة وكان مصيرها إما السجن أو القتل ولا تتعدى المزاعم التي يطلقونها سوى الضجيج الإعلامي، الذي سرعان ما ينتهي تحت ضربات القوات الأمنية العراقية، وأضاف: إن واقع الحال يؤكد أن الشعب العراقي بمختلف مكوناته رافض لمثل هؤلاء الإرهابيين وينبذهم ويطالب الحكومة والأجهزة الأمنية بتشديد الضرب على مواقعهم وحواضنهم، مبيناً أن الإرهابيين لا مكان أو مستقبل لهم في العراق باعتبار أن الشعب العراقي يرفض هذه الجهات المتطرفة والإرهابية لكونها غريبة وأجنبية عن البلد، مؤكداً أن الشعب متكاتف مع القوات المسلحة في مواجهتهم.
في الأثناء، يواصل تنظيم داعش أعماله الإجرامية بحق العراقيين، حيث كشف مصدر أمني عن جريمة جديدة ارتكبتها العصابات الإرهابية في مدينة الموصل تتمثل بتوطين عوائل الإرهابيين الأجانب في منازل المهجرين من المسيحيين بالموصل، مبيناً أن المعلومات الاستخبارية الميدانية تؤكد وجود نية لدى التنظيم الإرهابي بنقل نحو 500 عائلة من ذوي من يعرفون بالمهاجرين، وهم عناصر إرهابية من جنسيات أجنبية قدموا للقتال في سورية وتمّ تزويجهم وتكوين عوائل لهم ليضمن هذا التنظيم الإرهابي استمرار ولائهم له.
وأفاد رجل دين مسيحي، أن مسلحي داعش اقتحموا كنسية مار بهنام في منطقة الخضر، جنوب شرق الموصل واستولوا على الدير وطردوا رجال الدين منه، وأضاف: إن المسلحين قالوا لرجال الدين هناك إنه لم يبقى مكان لكم بيننا وعليكم المغادرة فوراً، موضحاً أن القساوسة حاولوا أخذ بعض حاجياتهم، لكنهم منعوهم، وقالوا لهم: تخرجون بملابسكم وترحلون من هنا مشياً على الأقدام.
وفي سياق متصل، أعلن قائد عمليات الأنبار في الجيش العراقي الفريق الركن رشيد فليح، أمس، قيام عناصر من تنظيم “داعش” بتفجير مرقد ومزار لشيخ عشيرة في مدينة رواة غرب الأنبار.
وكانت جماعة علماء العراق كشفت عن مقتل 28 مواطناً ونزوح أكثر من 3000 عائلة مسيحية من مدينة الموصل، داعية إلى ضرورة التحرك على الاتحاد الأوروبي والمنظمات الدولي.
في السياق، أكد رئيس الوزراء نوري المالكي وقوف الحكومة العراقية إلى جانب المسيحيين الذين تعرضوا لجريمة التهجير، قائلاً عقب استقباله رئيس كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في بغداد المونسيور بيوس قاشا: إن الحكومة العراقية تقف إلى جانب المسيحيين الذين تعرضوا لجريمة التهجير على يد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل.
ونقل البيان عن المونسيور بيوس قاشا قوله: إن المسيحيين سيبقون متشبثين بوطنهم وأبناء مخلصين ومتآخين مع بقية أبناء الشعب العراقي.
من جهته، اعتبر ديوان الوقف الإسلامي في العراق أن ما يتعرض له أبناء المكوّن المسيحي في مدينة الموصل من قتل وتهجير “عمل بربري”، وفيما طالب بنصرة المسيحيين وتنظيم تظاهرات تضامناً معهم، دعا الحكومة إلى اعتماد أسلوب القوة والرد السريع مع المجاميع المسلحة.
كما واصلت الكتل والنخب السياسية العراقية تنديدها بالجريمة التي ارتكبتها داعش في مدينة الموصل وطالبت المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني ورجال الدين بشجب واستنكار ما تتعرض له العوائل العراقية في الموصل والتحرك بسرعة لإغاثتهم وتأمين أماكن إيواء لهم.