المقاومة تقصف تل أبيب وتفجّر دبابة وتعطب أخرى في بيت حانون 77 شـهيداً وأكـثر من80 جـريحـاً فـي الـيـوم الـسـادس عشـر للـعـدوان الإسرائيلي على القطاع.. واستهداف ممنهج للمشافي وسيارات الإسعاف
في اليوم السادس عشر من العدوان الإسرائيلي السافر على قطاع غزة، صعّد جيش الاحتلال وتيرة القصف الجوي وتكثيف محاولات الاقتحام البري في ظل زيادة خطورة الأوضاع الإنسانية واستهداف قوات الاحتلال الممنهج للمشافي وسيارات الإسعاف. في غضون ذلك وبعد يومين من المماطلة والإنكار والهروب من المواجهة أقر جيش الاحتلال الإسرائيلي بأن فصائل المقاومة أسرت جندياً إسرائيلياً قبل يومين في الشجاعية، هذا الإعلان المتأخر جاء ليؤكد المأزق الذي وصلت إليه حكومة العدو وأنها يوماً بعد آخر تغرق في غزة جراء الصمود الأسطوري للمقاومة وشعبنا الفلسطيني العزل والمحاصر.. مغامرة حكومة نتنياهو والخسائر الكبيرة التي يتكبدها جيش الاحتلال جعلت عائلات الجنود الإسرائيليين تطالب بإخراج أبنائهم من غزة” .. غزة المقاومة والتي أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان شلح ” أن أداء المقاومة في الميدان هو الذي يرسم المعركة مع العدو الصهيوني” وليس خطط وعنتريات نتنياهو وعصابته، وهذا ما أكده رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق اللواء عاموس يدلين بالقول: إن الأهداف التي وضعت لعملية “الجرف الصامد” محدودة ومتواضعة ومخطئ من يعتقد أن غزة ستكون نزهة”، فالمقاومة ورغم الإرهاب غير المسبوق الذي تقوم به إسرائيل، إلّا أنها صامدة وتمسك بزمام المبادرة واللحظة المناسبة لتنفيذ عملياتها، فكان قصف تل أبيب أمس رسالة واضحة بمدى إمكانيتها وقدراتها، لذا نرى أن حملة التباكي الدولية التي تقودها عدد من الدول الكبرى وعملاؤها في المنطقة ما هي إلّا وسيلة لتخفيف الضغط على إسرائيل لتخليصها من ورطتها وانتزاع ما عجزت آلة الحرب الإرهابية من إنجازه، ولكن هذا لن يمر على المقاومة، فالشروط واضحة وصريحة فك الحصار وفتح المعابر وإلّا حرباً طويلة ومواجهة مفتوحة حتى النصر.
إلى ذلك واستمراراً للجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين المدنيين، فقد ارتفع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى نحو 650 شهيداً و4000 جريح، أغلبهم من الأطفال والنساء والشيوخ بعد استشهاد 77 فلسطينياً وإصابة أكثر من ثمانين آخرين أمس.
وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية “وفا” أن قوات الاحتلال قصفت مدن القطاع من رفح جنوباً وحتى بيت حانون شمالاً من البر والبحر والجو بشكل عنيف.
ودمرت قوات الاحتلال في عمليات القصف ثلاثة مساجد هي مسجد شهداء الأقصى في شارع الوحدة بمدينة غزة ومسجد الفاروق في مخيم الشابورة برفح وأحد المساجد الأثرية في دير البلح، بينما دمر الاحتلال عدداً من المنازل في جباليا وغزة ودير البلح، كما قصفت مدفعية الاحتلال بقذائفها محيط مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح وسط قطاع غزة.
ورداً على العدوان الإسرائيلي السافر واصلت المقاومة الفلسطينية قصف مواقع ومستوطنات الاحتلال بالصواريخ وقذائف الهاون موقعة العديد من الإصابات بين المستوطنين الإسرائيليين، كما نفذت سرايا القدس عملية نوعية بتفجر دبابة صهيونية بعبوة ناسفة أرضية بمنطقة الثلاجات شرق بيت حانون، وقصفت أسدود وعسقلان بـ4 صواريخ جراد، كما أطلقت السرايا صاروخ “مالوتكا” لأول مرة صوب بناية تعتليها القوات الخاصة الإسرائيلية شرق البريج وحققت إصابة للهدف بصورة مباشرة.
وذكرت وكالة “معا “الإخبارية الفلسطينية أن المقاومة الفلسطينية قصفت تل أبيب بصاروخين أم 75 ومستوطنة أسدود بخمسة صواريخ غراد، كما قصفت “سيديروت” بـ 3 صواريخ ناصر6 وشاعر هنيغف بـ4 صواريخ 107، كما قصفت المقاومة موقع رعيم بـ4 صواريخ 107 وعاودت قصف حشودات عسكرية بموقع إسناد صوفا بصاروخي 107، كما أعلنت المقاومة الفلسطينية مسؤوليتها عن تفجير عبوة شواظ 3 بدبابة ميركافا 4 إسرائيلية شرق التفاح وإصابتها بشكل مباشر.
وفي سياق متصل أعلنت المقاومة أيضاً مسؤوليتها عن قصف مستوطنات ومواقع الاحتلال العسكرية المحاذية لقطاع غزة برشقات صاروخية متنوعة وخاضت اشتباكات مسلحة وعنيفة مع قوات الاحتلال الإسرائيلية المتوغلة على أكثر من جبهة من جبهات القتال في بيت حانون وحي التفاح والبريج والقرارة وصوفا وشرق رفح وأوقعت في صفوفها إصابات وخسائر فادحة واستهدفت ناقلة جنود إسرائيلية، إضافة إلى تفجير العبوات الناسفة في إطار ردها على مجازر الاحتلال المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني. وقصفت المقاومة الفلسطينية أيضاً مستوطنة نتيف عتسرا بصاروخين من طراز 107، كما قصفت الحشودات العسكرية بموقع “زكيم” بثلاثة صواريخ /107/ ومستوطنة “نير اسحاق” بصاروخين 107.
بالمقابل اعترفت مواقع إعلام العدو الإسرائيلي أن أربعة مستوطنين إسرائيليين أصيبوا جراء سقوط صاروخ في مستوطنة يهود القريبة من “تل أبيب”، في حين أصيب 5 آخرون بالهلع والصدمة، وسقط هذا الصاروخ في القصف الصاروخي على مستوطنة غوش دان.
وفي ظل القيود الصارمة التي تفرضها سلطات الاحتلال على وسائل الإعلام الإسرائيلية لإخفاء حجم خسائرها في العتاد والأرواح والتي تتجلى بالتفاوت الكبير في أعداد القتلى والجرحى بين وسيلة وأخرى، أفادت صحيفة هآرتس أن جيش الاحتلال سمح لوسائل الإعلام بنشر خبر فقدان أحد جنوده في حي الشجاعية وبإعلان إصابة قائد وحدة إيغوز المقدم وولف كيدر بجروح خطيرة في القطاع ومقتل جنديين كانا معه.
وفي سياق متصل طالب المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير رياض منصور المجتمع الدولي مجدداً باتخاذ إجراءات عاجلة لوضع حد للعدوان الإسرائيلي ولجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مع الإفلات التام من العقاب.