“شذوذ” صحي في ورشات تصنيع الحليب
عندما نجد عيون الرقابة تغيب عن التجاوزات والمخالفات التي تجري في كواليس أو كانتونات المعامل الصغيرة وورشات تصنيع الألبان والأجبان المنتشرة بشكل واسع في مناطق وأحياء منطقة الزبداني، وقد تتسبّب هذه المخالفات في حدوث مخاطر صحية بحياة الناس، نكون هنا أمام حالة فاسدة أسهم فيها إلى حدّ كبير غياب الضمير لدى العامل والمراقب ورب العمل.. ومن ثم المسؤول بمختلف درجاته الوظيفية، وتحديداً ذلك الذي يضع العصبة السوداء على عينيه متجاهلاً الحقيقة التي يعلم بكل وقائعها علم اليقين؟.في واحدة من هذه الوقائع التي تدلّ على فساد الضمير ما شهدناه أمام باب أحد ورشات التصنيع، حيث يتمّ تفريغ الحليب من براميل بلاستيكية إلى داخل الورشة بواسطة خرطوم بلاستيكي طويل موصول بمحرك سحب كهربائي، ويقوم عامل وكأنه قد خرج من أحد تلك البراميل المطرزة بالأوساخ بنقل الخرطوم من برميل إلى آخر حتى الانتهاء من إفراغ الحمولة، وهذا المشهد وإن كان يدعو إلى كل حالات الاستهجان والاستفزاز لتلك الطريقة البدائية الشاذة صحياً في التعامل مع مادة حساسة جداً مثل الحليب، ومن الممكن أن تشكل عامل جذب واستقطاب للجراثيم وبالتالي انتشار الأوبئة والأمراض لدى المستهلك.. فإن ما يجري في الداخل خلال عمليات التصنيع يضع العقل في الكف سواء ما يتعلق بالنظافة أو ما يتعلق بتحقيق الشروط الصحية المطلوبة، بدءاً من المكان وانتهاء بالعاملين الذين تحيطهم عشرات علامات الاستفهام صحياً وفنياً وتعبوياً. وبالطبع هذه الحال تنسحب على عدد كبير من الورشات المنزلية التي تنشط بوضح النهار دون حسيب أو رقيب في ظل هذا الواقع المتردي. .ومع تزايد حدة النشاط المشبوه لتلك الورشات نقف لنتساءل: هل يعقل أن تكون الجهات المسؤولة صاحبة الحل والربط قد عجزت في إيقاظ الضمائر الرقابية، أم أنها- أي الجهات المسؤولة- بالأساس هي في سبات وتحتاج لمن يوقظ فيها الضمير لتعرف على أي كوكب تقف!!.
ريف دمشق- عبد الرحمن جاويش