المشروع الصهيوأمريكي تدعمه أنظمة عربية الاسم صهيونية المضمون والسلوك القيادة القطرية: سورية لن تتنازل عن مبادئها ولن تنحرف بوصلتها مهما اشتدت الخطوب
أدانت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي المجازر المروعة التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة، مؤكدة أنها تأتي في سياق عملية إبادة جماعية ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، الذي كان طوال سبعة عقود ضحية الإرهاب والقتل الأيديولوجي الممنهج على أيدي كيان، هو في جوهره ومضامينه وسلوكه عصابة قتل وإرهاب خارجة عن أي قانون أو شرعة دولية، نشأ وتوسع على حساب شعب آمن وجد نفسه في مواجهة إرهاب دولة لا تجد من يردعها أو يوقف عدوانها المستمر على ذلك الشعب.
وقالت القيادة في بيان لها أمس بمناسبة يوم القدس وتنديداً بالعدوان الصهيوني الإرهابي على غزة: إن أبناء الشعب الفلسطيني ولاسيما في غزة المقاومة يتعرضون إلى عدوان إرهابي صهيوني على مرأى ومسمع دول العالم وشعوبه، وتستعمل آلة القتل الصهيونية فيه كل ما ترتبت ونشأت عليه من إجرام وسفك الدماء وانتهاك للمحرمات والمقدسات والقيم الإنسانية، ولعلها ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يمارس قادة العدو تلك الأفعال الإجرامية وذلك القتل الأيديولوجي الممنهج هذا السلوك الإجرامي في طبعهم وطباعهم، مستغربة التواطؤ بين المجرم وحماته وداعميه وشركائه في الجريمة ألا وهو الغرب الاستعماري الذي طالما تشدق علينا وعلى شعوب كثيرة بحديثه عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب، تلك العناوين البراقة والجذابة التي يطلقها، في حين أنه يمارس سلوكاً عملياً يناقض ذلك تماماً، مكرساً ثنائية خطاب منافق يعكس أزمة أخلاقية يعيشها هو بالدرجة الأولى.
وأضاف البيان: إنه مع استمرار وتوسع دائرة العدوان وارتفاع أعداد الشهداء والجرحى ومشاهد الدمار التي لم تستثن أحداً من شرورها وآثارها، مع ذلك كله نرى ردود فعل خجولة تصدر من عواصم دول كبرى ومنظمات دولية يفترض أنها معنية بالسلم العالمي واحترام حق البشر في الحياة واحترام سيادة الدول، وردود الفعل هذه لا تعدو كونها تمثل الحد الأدنى المطلوب من مؤسسات يعول عليها المجتمع الدولي الكثير في إطار الحفاظ على أمن وحياة السكان الآمنين، موضحة أن المؤامرة على الشعب الفلسطيني هي جزء من مؤامرة على دول وشعوب المنطقة خطط لها الغرب الاستعماري منذ عدة عقود ونفذت حلقاتها وسيناريوهاتها على مراحل وضمن ظروف تمّت تهيئتها بتنسيق وتعاون مع قوى إقليمية شكلت الغطاء السياسي لها، وفي أوقات كثيرة كل أشكال الدعم المادي واللوجستي، مؤكدة أن موقفاً فلسطينياً موحداً ومقاومة حقيقية تمثل الرد المناسب والمطلوب على ذلك العدوان الهمجي، فهذا العدو المتغطرس لا يفهم إلا لغة القوة ولن تردعه كل بيانات الإدانة والشجب والاستنكار، لا بل إنها تزيده غيّاً وصلفاً وهمجية، لأن ما اعتاد إطلاقاً أن يراعي أو يستمع إلى هكذا بيانات أو إدانات أو حتى قرارات تصدر عن أي هيئة دولية، ولعل الأمثلة عديدة في هذا المجال، فهذا العدو لم ترده وتردعه إلا المقاومة الوطنية اللبنانية وتجبره على الانسحاب من جنوب لبنان، وكذلك سعيه لوقف إطلاق النار في تموز عام 2006 عندما تلقى هزيمة غير مسبوقة على أيدي أبطال المقاومة الوطنية اللبنانية المدعومة من سورية، حاضن المقاومة ومركز ثقلها ورأس حريتها.
وقالت: إن الرد النوعي وبكل أنواع الأسلحة المتوفرة وضرب أعماق ذلك الكيان هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يوقف تلك المجزرة الإرهابية، وكل ما عدا ذلك يعني الاستمرار في سفك الدم الفلسطيني من عدو لا يجد نفسه إلا في القتل والإرهاب والتوسع والتآمر، مشيرة إلى أن هذا العدوان الإرهابي الذي ينتهك كل المحرمات يذكرنا دائماً بالانتهاكات المستمرة للعدو الصهيوني لمقدساتنا في القدس، ولاسيما المسجد الأقصى وغيره من مقدسات إسلامية ومسيحية اعتاد العدو الصهيوني تدنيسه ضارباً عرض الحائط بمشاعر مئات الملايين من المؤمنين في كافة أنحاء العالم، ولعل يوم القدس الذي نحييه هذه الأيام مناسبة نذكر فيها بأن فلسطين كلها أراض مقدسة، وستبقى فلسطين بالنسبة لنا في حزب البعث العربي الاشتراكي في نهجنا وطبائع شعبنا العربي السوري بوصلة نضالنا على الرغم من كل ما جرى ويجري على الساحة العربية والفلسطينية من اختراقات وخروج عن المبادئ والنهج وخط المقاومة الذي تمثل سورية بجيشها وشعبها وقائدها نواته وذراعه القوية وعقله المفكر.
وختمت القيادة بيانها بالقول: إن ما يجري في المنطقة من إرهاب وقتل وتدمير تمارسه عصابات إرهابية مسلحة متحالفة تماماً مع الإرهاب الصهيوني ومتفقة معه في الهدف، ويصب مجمل سلوكها الإرهابي في مصلحة العدو الصهيوني والقوى الاستعمارية يمثل التجلي الأبرز للمشروع الأمريكي الصهيوني، الذي تدعمه وترعاه دول وأنظمة عربية الاسم صهيونية المضمون والسلوك، مؤكدة أن سورية الشعب والجيش والقيادة السياسية كانت وستبقى في الصف المتقدّم من محور المقاومة لا تتنازل أو تفرط بمبادئها ولن تنحرف بوصلتها مهما اشتدت الخطوب، وسيكون الانتصار حليف المدافعين عن حقوق الشعوب وكرامتها وسيادة أوطانها وفي مقدمتها الشعب العربي الفلسطيني.
من جانبه، قال اتحاد الفلاحين العرب في بيان: إن يوم القدس العالمي يأتي هذا العام والكيان الصهيوني يتابع مخططاته لهدم معالم المدينة بما في ذلك الأقصى الشريف بحثاً عن الهيكل المزعوم، وإقامة المستوطنات، وكل ذلك يتم ولجنة القدس المنبثقة عن مؤتمرات القمة العربية تغط في نوم عميق، متجاهلة ما تشهده مدينة كنيسة القيامة ومعراج النبي العظيم من عمليات قتل وإراقة لدماء الفلسطينيين، ودعا العرب وجميع المنظمات والنقابات والمؤسسات والشرفاء من أبناء الوطن لإعلاء صوتهم والتعبير عن غضبهم تجاه العدوان الوحشي الإسرائيلي وكل من يقف وراءه، مؤكداً ثقته بأن النصر قادم، وأن يوم القدس العالمي سيكون بشارة الانتقال من حالة العجز إلى حالة الفعل.