للمكنة “عساكرها”؟!
تثبت دفة الاقتصاد المحلي أنها قادرة على التكيّف والتعايش مع الأمواج العاتية والظروف القاهرة، لا بل الوصول إلى درجة التحدي في إثبات الذات وتجاوز المحن التي تتعرض لها في أصعب وأحلك العقوبات والحصار والمنع والخسائر الحربية التي وصلت إلى مليارات الدولارات، وما الامتحان الأخير الذي لم تخرج منه بعد إلا دليل إثبات على أن الدولة التي تمتلك الإرادة والصمود والفعاليات التي تنتصر لصناعتها وزراعتها وتجارتها من تحت ركام المعامل والمصانع لن تكون إلا غالبة في موازين الربح والخسارة؟.
على جغرافية أهم الحواضن الصناعية في “عدرا وحسياء، والشيخ نجار” المحررة حديثاً ثمّة رسائل لمن يفهم ويستدل على أن للمكنة السورية قدرتها على الدوران من تحت الأنقاض بوجود رجال مال عاهدوا الجيش أن يكونوا معه في المعركة، فصدقوا وانتصروا ورفعوا شارة النصر كل من على ما تبقى من منشآته التي تشهد على فعلة “العناتر” السارقين والقتلة السفاحين والمخربين، هو دور وفعل لا يتقنه غير “السوري” الذي يعرف كيف تقلع عين “اللصوص” بالعزيمة والإصرار على النهوض من جديد ليزرع الحنق والغيظ في قلب حاقد قادم من خلف الحدود الشمالية؟!.
على هذه الأرض ما يستحق “التصنيع والإنتاج والتسويق والتصدير”، فجملة الأخبار المتداولة بين الأوساط الاقتصادية وأصحاب الأعمال والسلطات الحكومية التنفيذية تدور حول الانتفاض والتحرك المتسارع على أكثر من محور وقطاع لإعادة عجلة الأنشطة والأعمال إلى سكتها لأنها العمود الفقري لدعم عملية البقاء والاستمرارية الاجتماعية والسياسية قبل المصلحية والاقتصادية، وهنا مربط الفرس الذي توصل إليه الصناعي والتاجر ورجل الأعمال الوطني بغير توجيه أو قرار رسمي، فالواجب والأخلاق والضمير لا يتحركان “بأمر” بل بحسّ متجذر يولد “بلدياً” خالصاً لا مستورداً!!.
بالأمس كان العمل مكثفاً في حسياء وأخواتها، لتتشكل عملية خلق جديدة بعودة ميمونة للصناعيين وافتتاح منشآت قائمة وجديدة بعد دخول 277 منشأة صناعية الخدمة العام الماضي، وكذلك حال مزرعة فضلون التصديرية وغيرها في وقت سجلت سوق البورصة انضمام شركات تأمين ومصارف للعائلة المالية.
قد تكون الإشارات واضحة، لكن الخطوات أكبر من مجرد الإيحاء والدلالة، وما الموقف الذي خرج به صناعيو المدن الصناعية في حسياء والشيخ نجار بتأمين الحماية الذاتية للأرزاق عبر شركات جمعية بتمويل ذاتي إلا وثيقة على أن “الصناعي” بات جندياً في جيش الدفاع عن خطوط الإنتاج التي تلبس وتطعم وتؤمن مستلزمات الحياة بزمرة دم “دمشقية– حلبية– حمصية” العمل أسها وأساسها وجذرها التربيعي؟.
علي بلال قاسم