معصوم رئيساً للعراق.. والجبوري يدعوه لتكليف مرشح الكتلة الأكبر بتشكيل الحكومة "داعش" ينسف مرقد النبي دانيـال.. ومـقـتـل 60 سـجـينـاً فـي هـجـوم إرهابي
انتخب البرلمان العراقي، أمس، فؤاد معصوم رئيساً جديداً للعراق، خلفاً للرئيس المنتهية ولايته جلال الطالباني، وقد أدى معصوم اليمين الدستورية أمام رئيس المحكمة الدستورية.
وقال رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري، بعد انتهاء عملية فرز الأصوات: إن العدد الكلي للمصوتين بلغ 269 صوتاً، الصحيحة منها بلغت 228 والباطلة 41 صوتاً، وأوضح أن فؤاد معصوم حصل على 211 صوتاً، فيما حصل منافسه حسن الموسوي على 17 صوتاً، وتابع: وبذلك نعلن فؤاد معصوم رئيساً لجمهورية العراق.
الجدير بالذكر أن البرلمان العراقي عقد جلسته صباح أمس لاختيار رئيس الجمهورية، وجاء التصويت على معصوم بعد انسحاب جميع منافسيه، حيث أعلنت النائبة عن ائتلاف دولة القانون حنان الفتلاوي، التي حصلت على 37 صوتاً في الجولة الأولى، انسحابها من التنافس “احتراماً لرغبة” رئيس وأعضاء التحالف الوطني، وطالبت معصوم بموقف واضح من قضايا وحدة العراق وكركوك والنفط، كما أعلن النائب عن التحالف المدني فائق الشيخ علي سحب ترشيحه من التنافس بعد حصوله على 10 أصوات بالجولة الأولى.
وينصّ الدستور العراقي على انتخاب رئيس الجمهورية خلال 30 يوماً من أول جلسة لمجلس النواب، ويتولى الرئيس تكليف رئيس التكتل الأكبر في مجلس النواب بتشكيل الحكومة خلال 15 يوماً من انتخابه، أما رئيس الوزراء فيختار أعضاء مجلس الوزراء خلال 30 يوماً من انتخابه.
ومعصوم شخصية أكاديمية سياسية عراقية معروفة بالاعتدال، وتتجنب الصدامات مع الكتل والأحزاب والتنظيمات، ويتمتع بعلاقات طيبة مع التيارات السياسية والاجتماعية والدينية، خصوصاً المرجعيات الدينية.
وطالب الجبوري بحسم ملف المرشح لرئاسة الوزراء، قائلاً: ندعو السيد الرئيس إلى تكليف الكتلة النيابية الأكثر عدداً فوراً لتقديم مرشحها وحسم هذا الموضوع لحساسية الوضع والموقف.
يأتي ذلك في وقت أكد فيه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي الاستمرار في محاربة ومكافحة الإرهاب بكل أشكاله، والحرص على استمرار العملية السياسية في البلاد، لافتاً إلى حرص الأمم المتحدة على دعم العراق في مواجهة الإرهاب، واعتبر خلال مؤتمر صحفي جمعه بالأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بأن ما حصل في العراق كان مؤلماً جداً، لكن الدولة العراقية استعادت زمام المبادرة وستمضي بمحاربة الإرهاب.
وقال المالكي: إن المعركة التي أرادوا أن يجعلوا منها طائفية رفضها الشعب العراقي بكافة طوائفه حينما انتفض انتفاضة واحدة بوجه ما يُسمى تنظيم “دولة العراق والشام” الإرهابي والإرهابيين، وبرهن على أن المعركة هي معركة العراقيين جميعاً ضد الإرهاب والإرهابيين.
من جانبه، عبّر الأمين العام للأمم المتحدة عن دعمه الكامل لجهود القيادات العراقية في التغلب على الانقسام وفي صراعها ضد الإرهاب، الذي نتج عنه تشريد وتهجير الآلاف من الأرواح البريئة، مؤكداً دعمه لوحدة الشعب العراقي واستقرار وازدهار العراق، وأدان بشدة عمليات استهداف المكونات العراقية من قبل تنظيم “داعش” الإرهابي والمجموعات المسلحة، مؤكداً أن أي عملية تستهدف المدنيين بسبب خلفياتها العرقية أو انتماءاتها الدينية تمثّل جرائم ضد الإنسانية، داعياً كل الأطراف إلى الالتزام بالقانون الإنساني الدولي.
ميدانياً، تمكنت قوة أمنية عراقية من تحرير مناطق واسعة من ناحية جرف الصخر شمال بابل في عملية واسعة ومباغتة لأوكار وحواضن تنظيم “داعش”، كما بدأت بعملية أمنية واسعة لتحرير منطقة الجلام جنوب تكريت، وقال مصدر رفيع في قيادة العمليات المشتركة العراقية: إن من نتائج العملية تحرير منطقة صنيديج والبهبهاني وتل الأسود التابعة لناحية جرف الصخر وتدمير خمس سيارات تحمل أسلحة خفيفة ومتوسطة وعلى متن كل سيارة خمسة إرهابيين تمّ القضاء عليهم جميعاً، لافتاً إلى أن القوة حصلت على معلومات تدل على وجود ثلاثة أوكار يستعملها عناصر داعش كمخازن للأسلحة وبراميل متفجرات وبارود، مبيناً أن القوات الأمنية سيطرت على المباني الرئيسية في هذه المناطق، فيما لا تزال القوات الأمنية متمركزة هناك تحسباً لأي طارئ وعند الانسحاب ستسلم إلى الجيش وفوج من الشرطة الاتحادية.
كذلك تمكنت القوات الأمنية من تطهير مركز ناحية جرف الصخر والحي العسكري وعدد من مناطق الناحية خلال عمليات عسكرية نوعية واسعة، مشيراً إلى أن العمليات مازالت مستمرة بمشاركة طيران الجيش وقوات مشتركة، مؤكداً عزم القوات المقاتلة تطهير جميع مناطق الناحية خلال الأيام الثلاثة المقبلة.
وتمكنت القوات الأمنية أيضاً من قتل 17 إرهابياً في تكريت، واعتقال ثلاثة تجار يزوّدون داعش بالسيارات في سامراء، فيما تمكنت من اعتقال أحد عشر عنصراً من التنظيم بينهم المسؤول الإعلامي لداعش بعد هروبهم من معارك تجري حالياً في ناحية الضلوعية خلال عملية عسكرية في منطقة الإسحاقي.
كما أعلنت القوات الأمنية عن تدمير 20 عجلة تابعة لتنظيم داعش ومقتل من فيها من مسلحين بضربة جوية استهدفتهم أثناء محاولتهم الاقتراب من قاعدة سبايكر العسكرية في مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
في الأثناء، قتل 60 سجيناً وتسعة من عناصر الشرطة العراقية إثر هجوم إرهابي استهدف حافلة تقل سجناء في منطقة التاجي شمال العاصمة العراقية بغداد، وأعلنت وزارة الداخلية عن تشكيل لجنة تحقيق بشأن الهجوم، واتهمت العصابات الإرهابية باستغلال مقتل السجناء سياسياً وإعلامياً من أجل إحراج الحكومة العراقية.
وقالت مصادر في وزارة العدل العراقية: إن الحافلة كانت تقل السجناء من قاعدة عسكرية في بلدة التاجي عندما انفجرت عبوات ناسفة مزروعة على الطريق، وتلا ذلك إطلاق المهاجمين النار على الحافلة ما أسفر عن مقتل ستين شخصاً هم تسعة من عناصر الشرطة العراقية و60 سجيناً، وأشارت إلى إصابة نحو ثمانية أشخاص بجروح أيضاً في الهجوم الإرهابي، فيما قال مسؤولون عراقيون: إن منشآت القاعدة تعرضت منذ الفجر لإطلاق قذائف من قبل الإرهابيين ما دعا السلطات إلى إخلاء المنشآت من السجناء لنقلهم إلى أماكن أخرى.
من جهة أخرى، أعلن رئيس مجلس إسناد أم الربيعين زهير الجلبي عن قيام تنظيم داعش الإرهابي بتفجير مرقد النبي دانيال غربي الموصل، وقال: إن عناصر تنظيم داعش الإرهابي قاموا بزرع عبوات ناسفة حول مرقد النبي دانيال في الساحل الأيمن لمدينة الموصل وقاموا بتفجيرها عن بعد، ما أدى إلى نسف المرقد.