"انتفاضة شعبية" في الموصل ضد "داعش".. وخلايا مسلّحة لقتاله الجيش العراقي يطهّر ست قرى في العظيم.. ويقضي على "والي تكريت"
تمكنت القوات المسلحة العراقية، أمس، من تطهير ست قرى في ناحية العظيم شمال بعقوبة، والقضاء على 135 إرهابياً من تنظيم ما يُسمى بـ”دولة العراق والشام” الإرهابي، بينهم سلام علي الحلبوسي، ابن عم وليد الحلبوسي والي الكرمة والمصحح اللغوي لخطابات “أبو عمر البغدادي”، المسؤول عن تهجير أهالي الكرمة في الأنبار، والقيادي “أبو شاكر السوري” والي تكريت و11 من مساعديه.
وقال رئيس مجلس محافظة ديالى مثنى التميمي: إن قطعات من الشرطة والجيش مدعومة بأبناء العشائر والمتطوعين نفذت عملية عسكرية في بعقوبة تمكنت خلالها من تطهير ست قرى زراعية تقع على الحدود الفاصلة بين محافظتي ديالى وصلاح الدين.
وفي سياق متصل، قال مصدر في جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية: إن طيران الجيش العراقي قصف وكراً لعناصر التنظيم الإرهابي المذكور في ناحية الضلوعية بمحافظة صلاح الدين أسفر عن مقتل أربعة وثلاثين إرهابياً وتدمير سبع سيارات محملة بأسلحة مضادة للطائرات.
وأضاف: إن طيران الجيش العراقي وجّه أيضاً عدة ضربات مركزة لتجمعات هذا التنظيم في معسكر غيدان في قضاء داقوق بمحافظة كركوك أسفرت عن القضاء على 32 إرهابياً وتدمير 9 سيارات مزودة بأسلحة مضادة للطائرات، مشيراً إلى أن مروحيات الجيش العراقي قصفت وكراً لإرهابيي التنظيم المذكور في مركز ناحية جرف الصخر شمال محافظة بابل ما أسفر عن مقتل 8 إرهابيين. وفي محافظة بابل، قال متحدث باسم قيادة عمليات دجلة: إن قوات الجيش والشرطة الاتحادية وقوات النخبة التابعة لقيادة عمليات بابل بدأت تحشد عشرات الآلاف من جنودها لشن هجمات مضادة على الإرهابيين عند مشارف ناحية جرف الصخر، مبيناً أن تلك القوات تستعد لدخول الناحية وتحريرها من الإرهابيين.
وكان مصدر أمني عراقي ذكر أن القوات الأمنية العراقية تمكنت من القضاء على 23 إرهابياً من داعش وإصابة وفرار العشرات منهم خلال عملية عسكرية في منطقة حمرين شمال شرق بعقوبة.
وفي محافظة الأنبار، أعلن قائد صحوات الكرمة محمود المرضي أنه تمّ استهداف أكثر من 30 موقعاً للمجاميع الإرهابية في أطراف الكرمة، مشيراً إلى أن العمليات أثمرت عن مقتل 60 داعشياً.
كما أفاد مصدر أمني أيضاً بمقتل “أبو وسام التونسي” قائد ما يُسمى بـ “كتيبة الزرقاوي” و5 من عناصر داعش في قضاء الكرمة شرق الفلوجة.
وفي مدينة الموصل، كشف مصدر أمني أن قوة تابعة للمفارز الخاصة للاستخبارات العسكرية بالتنسيق مع قوات أمنية خاصة نفذت عملية في أطراف المدينة تمكنت خلالها من قتل الإرهابي نشوان جاسم محمد إبراهيم الحديدي أحد قياديي داعش.
في الأثناء، أكد المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة الفريق قاسم عطا أن مدينة الموصل تشهد بداية انتفاضة شعبية ضد داعش، وفيما بيّن أن أهالي المحافظة بدؤوا بتشكيل خلايا مسلحة لقتال الإرهابيين على خلفية تفجير المراقد الدينية، توعّد مسلحي التنظيم بحساب “قريب”، وقال: إن يوم الحساب سيكون قريباً مع تنظيم داعش في نينوى بعد تهيئة المستلزمات الضرورية لتطهير المحافظة شبراً شبراً، لافتاً إلى متابعة من قام بتفخيخ وتفجير المراقد أمام مرأى ومسمع بعض أصحاب النفوس الضعيفة، مشيراً إلى أن العوائل التي هجّرت من الموصل ستعود بعد تحرير المدينة.
وأكد محافظ نينوى أثيل النجيفي بدء الانتفاضة الشعبية ضد داعش استهلت بقتل أربعة أفراد من التنظيم الإرهابي في المدينة، وفيما أوضح أن عدة فصائل ضاقت ذرعاً بتصرفات داعش عقب تفجير مرقد النبي يونس وتحركت ضده اعتماداً على إمكانياتهم الذاتية، لفت إلى أنها مجاميع محلية هدفها إعادة الموصل لوضعها الطبيعي وطرد الغرباء.
يأتي ذلك في وقت كشف فيه مصدر مطلع عن أن مئات العناصر من داعش عرب الجنسية دخلوا إلى مدينة الموصل، وأشار إلى أن التنظيم يسعى لتأسيس شورى “الدولة الإسلامية”.
واعتبرت النائبة عن كتلة الأحرار البرلمانية ماجدة التميمي داعش صناعة أميركية إسرائيلية لتدمير حضارة وادي الرافدين والنسيج الاجتماعي العراقي، وأشارت إلى أن أميركا والاحتلال الإسرائيلي المسؤولون عن تدمير حضارة العراق وتدمير النسيج الاجتماعي وزرع الفتن.
إلى ذلك تواصل عناصر داعش أعمالها الإجرامية باستهداف المراقد الدينية والعشائرية والكنائس والمساجد، حيث أقدم عناصر التنظيم الإرهابي على تفجير كنيسة مريم العذراء في الموصل.
وقام عناصر التنظيم باختطاف أكثر من 20 طالباً، مع الشيخ المحاضر، من أحد الجوامع شمالي الموصل خلال درس ديني داخل الجامع.
وأعربت مشيخة الأزهر الشريف عن انزعاجها الشديد إزاء عمليات التهجير القسري التي يقوم بها إرهابيو داعش ضد المسيحيين في الموصل، مؤكدة أن هذا الأمر يتناقض كلياً مع المبادئ والتعاليم الإسلامية السمحة التي تدعو إلى التعايش والتواصل بين الناس كافة.
وذكرت مشيخة الأزهر في بيان أن ما يحدث في العراق يتنافى مع مسار التاريخ العراقي الزاخر بالتعايش والوئام بين أبناء مختلف الطوائف والأعراق، مؤكدة إدانتها التامة لأي سلوك متطرف من شأنه الإضرار بأرواح أو ممتلكات أو مصالح المواطنين العراقيين الأبرياء أياً كانت انتماءاتهم الطائفية أو المذهبية أو القومية.
سياسياً، كشف مصدر مطلع أن الرئيس العراقي فؤاد معصوم سيكلف رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل الحكومة المقبلة، وقال: إن رئيس الجمهورية فؤاد معصوم سيكلف رئيس الوزراء نوري المالكي بتشكيل الحكومة المقبلة، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.