بين قوسين نبضة أمل!

رغم يوميات الأزمة التي التهمت الفرح والبهجة من حياة الناس، وفرضت بمرارة أحداثها الكثير من الأوجاع والآلام التي تلوّنت بالدم وتزاحمت فيها المآسي بمختلف أنواعها وأشكالها، إلا أن المواطن السوري بقي صامداً صابراً يواجه تداعيات الأزمة وإرهابها البشع بكل قوة وصلابة، وتعامل معها بمسؤولية عالية كاظماً غيظه في الكثير من الفترات على بعض القرارات الحكومية التي نهشت بشكل أو بآخر بمنظومة استقراره المعيشية، وواضعاً الملح على مئات الجروح النازفة في جسم حياته التي ضمّدها بالصبر والأمل والتفاؤل بالمستقبل تحت مظلة الغد الأفضل.
طبعاً هذه الحالة الوطنية المشحونة بالأمل والصمود الحاضرة في كل نبضة حياتية يعيشها المواطن والتي لا يمكن تجاهلها تحت أي عنوان، لا تلغي حقيقة تلاشي مكوّنات السعادة وتضاؤل مقومات الفرح والبهجة بالأعياد والمناسبات الموشحة باللون الأسود في ظل ذلك الإرهاب المميت الذي قتل وخرّب وشرد الناس من بيوتهم، وحضور ضعاف النفوس ومصاصي الدماء الذين يتاجرون بلقمة العيش المغمسة بالفقر والحاجة.
بصراحة ما يدمي القلوب في هذه الأيام المباركة التي تتزين بأجواء عيد الفطر السعيد أننا أينما تجولنا في شوارع المدينة وساحاتها وأحيائها نرى ذلك المشهد المألوف لأشخاص (كباراً وصغاراً) يفترشون الأرصفة والزوايا ومداخل الأبنية وعلى أدراج الجسور، وهناك من تراهم يطوفون بهيئتهم الحزينة وحالهم التي يرثى لها، يستغيثونك الحسنة مهما تكن لتسديد شيء من عوزهم ويبادلون بالأدعية والتمنيات بالتوفيق والنجاح ما يمكن أن تجود به إمكانيات تلك الأكف القابضة على جمر الأزمة، فما من مسجد أو جسر أو إشارة مرور إلا وهنالك محتاج يمدّ يده للمارة والسيارات يسأل المساعدة أو يبيع أشياء لا قيمة لها ولا يحتاجها أحد في كثير من الأحيان!.
هذه المشاهد ليست إلا حقائق ووقائع تحكي عن إنجازات ذلك الربيع المشؤوم بكل رياح تغييره السامة وصرخات حريته المتطرفة التي أزهقت أرواحاً بريئة تمسّكت بوطنيتها ودافعت عن حريتها وسيادتها.
نعم هذه هي حال أيام السوريين الذين يتساقط فقرهم وعوزهم وتشردهم من روزنامة الأزمة إلى حياة مئات الآلاف من أبناء بلدنا الذين انقلبت حياتهم وتبدّلت أحوالهم تحت شعار حرية الذبح وبقر البطون وديمقراطية الدم وقطع الرؤوس وأكل الأكباد، ولكن ذلك لم ولن يغيّر شيئاً من حقيقة انتصار الشعب السوري الذي يثق بأن الأيام القادمة ستكون أياماً للأعياد وللسعادة والبناء والإعمار والأمن والأمان، فكل عام وبلدنا وشعبنا وقيادتنا الحكيمة وقائدنا المفدى بشار الأسد بألف خير.

بشير فرزان