مخطط إقليمي لـ"صوملة" تونس و"النهضة" تحاول تلميع صورتها
كشف مسؤول أمني كبير أن الأجهزة الأمنية المختصة أحبطت مخططاً إرهابياً خطيراً يستهدف إجهاض الانتخابات الرئاسية والتشريعية المزمع إجراؤها قبل نهاية العام 2014، وشدد الأمين العام لاتحاد قوات الأمن منتصر الماطري على أن تونس كادت تحدث بها كارثة حقيقية لولا التنسيق المحكم بين مختلف الأجهزة ووحدات الجيش، التي استبقت المجموعات الإرهابية وتوصلت إلى تفكيك بعض خلاياها، والتي اعترف عناصرها بأنهم يستعدون لتنفيذ المخطط.
وجاءت تصريحات الماطري بعد أسبوع واحد من تأكيد وزير الداخلية لطفي بن جدو أن الأمن أحبط أكثر من مخطط إرهابي كبير يستهدف منشآت حيوية وشخصيات سياسية.
وخلال الأسبوع الماضي كثفت الأجهزة الأمنية من نشاطها في ملاحقة عناصر المجموعات الإرهابية، ونجحت في اعتقال أكثر من 220 عنصراً، وصفتهم بالخطيرين، وتمّ عرض صور لهم على التلفزيون الرسمي.
وقال الماطري: إن العناصر التي اعترفت بالمخطط على اتصال مباشر بقيادات في تنظيم “داعش” وبقيادات تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب” وبقيادات تنظيم “أنصار الشريعة”.
ويبدو أن الأجهزة الأمنية التونسية نجحت ولو نسبياً في فك “شيفرة” المخطط الإقليمي، إذ كشفت أن قيادات التنظيمات الإرهابية الثلاث عقدت العديد من الاجتماعات ورسمت مخططاً إقليمياً موجهاً ضد تونس أولاً ثم ليبيا والجزائر بهدف إقامة 3 إمارات إسلامية واحدة في الجنوب التونسي وثانية في بنغازي وثالثة في الجزائر.
وبحسب التقارير الاستخباراتية فقد اتفق متزعمو الإرهاب أبو بكر البغدادي وسيف الله بن حسين الملقب بأبو عياض وأبو مصعب عبد الودود على تكوين تنظيم يحمل اسم “تنظيم الدولة الإسلامية في بلاد المغرب الإسلامي” (دامس) تعهد إليه “صوملة” تونس مستعيناً بالخلايا النائمة، التي يقدر عددها الخبراء الأمنيون بأكثر من 120 خلية موزعة على مختلف جهات البلاد وتنتظر التعليمات من “الأمراء”.
وتؤكد نفس التقارير أن قيادات التنظيمات الإرهابية الثلاث رشحت كتيبة عقبة بن نافع التابعة لتنظيم القاعدة للقيام بهجمات تجسّ من خلالها نبض الأمن والجيش التونسيين، خاصة بعدما نجحت في تنفيذ مذابح للجنود التونسيين في جبال الشعانبي.
وبالفعل يقول مراقبون: إن الهجمات التي نفذتها كتيبة عقبة بن نافع في تونس إنما تهدف إلى إرباك الأمن والجيش التونسيين وإدخال حالة من الخوف والفوضى تمهيداً لتنفيذ مخطط إرهابي كبير تستخدم فيه العمليات التفجيرية داخل المدن.
واعترف عدد من العناصر الإرهابية الموقوفين لدى الأمن التونسي بأن هجمات كتيبة عقبة بن نافع على الجنود في جبل الشعانبي، وعلى خطورتها، إنما هي هجمات تمويهية لإلهاء الأجهزة الأمنية والجيش من أجل التغطية وصرف النظر عن المخطط الكبير.
وخلال التحقيقات قالت تلك العناصر: إن المخطط يعتمد على أساليب مستحدثة ونوعية غير تلك التي يعرفها الأمن والجيش، مؤكدة أن المجموعات الإرهابية كانت ستباغت تونس بعمليات تفجير كبرى لمواقع ومنشآت حساسة مثل المطارات والموانئ والبنوك والفنادق، وذلك مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وإضافة إلى التفجيرات ضبطت المجموعات الإرهابية قائمة لأسماء شخصيات سياسية وإعلامية أغلبها من التيار اليساري والعلماني بهدف اغتيالها، ومن ثم الزج بالبلاد في أزمة وحالة من الاحتقان شبيهة بتلك التي عاشتها إثر اغتيال المعارض العلماني شكري بلعيد.
وعلى الرغم من إحباط هذا المخطط فإن قادة الرأي العام في تونس وكذلك الخبراء يتوقعون أن تشن المجموعات الإرهابية هجمات خطيرة داخل المدن لإجهاض الانتخابات والزج بالبلاد في دوامة من العنف على الطريقة الصومالية والليبية.
وألقت الهجمات الإرهابية بظلالها على غالبية التونسيين، الذين لا يترددون في إبداء مخاوفهم من إقدام المجموعات الإرهابية على استهداف المدنيين، ويتساءل التونسيون عن الإجراءات الأمنية التي تمّ اتخاذها لمواجهة الإرهابيين وإجهاض مخططاتهم قبل تنفيذها، معربين عن قلقهم من انتشار مخابئ الأسلحة في العديد من المناطق.
وعلى خلاف السياسيين يطالب التونسيون بإعطاء الأولوية لمواجهة الإرهاب والقضاء على المجموعات الإرهابية قبل الخوض في حملات انتخابية سابقة لأوانها، وهم يرون أن نتائج الانتخابات لن تغيّر من الواقع في شيء إن ظلت البلاد مهددة في أمنها وأمن مواطنيها.
ويأتي ذلك في وقت تزايدت فيه هجمات المجموعات الإرهابية، فقد نفذت إحدى المجموعات الإرهابية أمس هجوماً عنيفاً على الثكنة العسكرية في مدينة سبيطلة التابعة لمحافظة القصرين وأسفر الهجوم عن مقتل جندي، وحاولت مجموعة إرهابية أخرى اقتحام مركز الحرس الوطني في مدينة حيدرة الواقعة على الحدود الغربية مع الجزائر.
وفي تونس العاصمة اقتحمت خلية من تنظيم أنصار الشريعة المصنّفة من قبل السلطات كتنظيم إرهابي فرعاً بنكياً في مدينة مقرين الواقعة على بعد 5 كيلومترات من شارع الحبيب بورقيبة واستولت على مبالغ مالية كبيرة.