"السلطان" سخّر إمكانات الدولة لدعم حملته الانتخابية تركيــــا تنزلــــق نحــــو "جمهوريــــة أردوغــــان"
لم يُخفِ رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي يوماً رغبته بتحويل النظام البرلماني الحالي إلى نظام شبه رئاسي بل رئاسي، إذا أمكن منذ أن وصل إلى السلطة عام 2002، لذا يستعمل سياسته البراغماتية المعهودة بتسخير كل الوسائل مهما كانت قذرة للوصول إلى غاياته، وهذا ما يظهر جلياً بمقارنة حملة أردوغان الانتخابية بحملتي المرشحين الآخرين أكمل الدين إحسان أوغلو ورئيس حزب السلام والديمقراطية صلاح الدين ديمرتاش.
وألقى التباين الواضح بين الحملات الانتخابية بظلاله على تقرير منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، الذي شكك بنزاهة الانتخابات المقبلة، لأسباب عدة أولها الحملات الدعائية التي وصفت بأنها تُنفذ بمنافسة غير عادلة، تغيب فيها الصحافة المستقلة.
وهذا ما أكده أيضاً رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال كيليتشدار أوغلو، عندما قال: إن أردوغان ينفق من أموال الدولة والضرائب على حملته.
ويقول المحلل السياسي التركي عباس أصلان: إن أردوغان سخّر كل إمكانيات الدولة، بدءاً من الطائرات والمروحيات، مروراً بالاستعانة بأجهزة الأمن وسلطات الدرك، وصولاً إلى سيطرته شبه المطلقة على وسائل الإعلام، وفي مقدمها شبكة التلفزة الرسمية، التي باتت تنطق بلسانه فقط على غرار الحال في الأنظمة الديكتاتورية.
زعيم حزب العدالة والتنمية ينوي في حال انتخابه فرض تفسير لدستور 1982 يضع تركيا على الطريق ذاته الذي سلكته فرنسا بعد مراجعة الدستور عام 1962 وينحى بالنظام البرلماني القائم في اتجاه نظام رئاسي.
الرأي العام التركي يبدو معارضاً بغالبيته لتعزيز إضافي لصلاحيات “سلطان” غيّر وجه مؤسسات البلد وسيطر على النظام القضائي ووسائل الإعلام، ليصبح بذلك السيد المطلق في تركيا، ولمنعه من ذلك اتحدت أحزاب المعارضة لتقديم مرشح واحد توافقي يدافع عن النظام البرلماني وعن استقلال القضاء الأعلى.
سركان دمرداش مدير أحد مكاتب صحيفة حرييت ديلي نيوز قال: من الواضح أن أردوغان يريد الابتعاد عن التقليد البرلماني، وسيسعى إلى دستور مصمم على مقاسه ويحاول الحصول عليها خطوة خطوة.