"المستقبل" لا يتخلى عن حساباته الضيّقة.. وميليشياته تعتدي على الجيش في طرابلس اشتباكات عنيفة في جرود عرسال.. وإجماع شعبي على رفض أي مساومة مع التكفيريين
واصل الجيش اللبناني عمليته العسكرية “السيف المسلّط” في عرسال أمس، فيما تقدّم وفد تجمع العلماء المسلمين في لبنان بمبادرة تهدف لوقف القتال، لكن قافلة الوفد، والتي دخلت المدينة، تعرضت لإطلاق نار من قبل الإرهابيين، ما أدى لإصابة 5 من أعضاء الوفد.
وأكّد عضو الهيئة الشيخ رائد حليحل أن زيارة وفد العلماء لحقن الدماء من الجيش والمواطنين، وفور انطلاق الوفد من بيروت انتشر خبر تعرض الموكب لإطلاق النار، وهذا ما يدل على أن هناك مطابخ سوداء كانت تطبخ هذا الأمر.
يأتي ذلك، فيما استعاد الجيش سيطرته على ثكنته ومبنى المعهد الفني وعلى حي رأس السرج، موقعاً عدداً كبيراً من القتلى والجرحى في صفوف الإرهابيين، كما تمكّن من أسر عدد آخر منهم، بعد اشتباكات هي الأعنف، استعملت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة.
وفي طرابلس شمال لبنان أصيب ثمانية جنود من الجيش اللبناني إثر تعرض باص كان يقلهم لإطلاق نار من إرهابيين عند مستديرة أبو علي، كما استهدف إرهابيون عدة مراكز للجيش اللبناني في طرابلس بقذائف صاروخية في الملولة والمنكوبين والبيسار والقبة وأبي سمراء.
سياسياً، حذّر قائد الجيش اللبناني العماد جان قهوجي من خطورة الوضع على أطراف بلدة عرسال البقاعية اللبنانية وفي محيطها، مشيراً إلى أن معركة جرود عرسال التي يخوضها الجيش ليست إلّا “حلقة في أشكال مواجهة الإرهاب بكافة أشكاله وأينما كان”، وأوضح في تصريحات أن معركة الجيش اللبناني ضد الإرهابيين التكفيريين مستمرة وأن الجيش مُصر على استعادة العسكريين المفقودين.
إلى ذلك، أكد وزير شؤون مجلس النواب اللبناني محمد فنيش رفضه للحوار مع المجموعات الإرهابية المسلحة، موضحاً أن “ما تطرحه هو من مخلفات الجاهلية وعصر الظلام”، مشيراً إلى أن هناك إجماعاً في مجلس الوزراء على أن ما حصل من اعتداء واحتلال لبلدة عرسال هو عدوان على الأراضي اللبنانية، وأن عرسال أضحت بلدة محتلة، وقال: إن “كل الوزراء في الحكومة اللبنانية يدعمون الجيش اللبناني بشكل مطلق ويرفضون أي مساومة مع التكفيريين على حساب كرامة الجيش اللبناني”. ودعا عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب وليد سكرية لاقتلاع ظاهرة الإرهاب من جذورها، لافتاً إلى أن أولوية قيادة الجيش اللبناني اليوم هي في عرسال وفرض الأمن والاستقرار فيها، فيما أكد لقاء الجمعيات والشخصيات الإسلامية في بيان عقب اجتماعه برئاسة الشيخ عبد الناصر جبري أن الاعتداء على الجيش اللبناني جزء لا يتجزأ مع ما يحصل في المنطقة وخصوصاً في قطاع غزة ومدينة الموصل العراقية، وأن كل ذلك لمصلحة الصهيونية العالمية وإدارة الشر الأمريكية لتبرير إقامة “الدولة اليهودية”.
وحمّل الوزير السابق ألبير منصور الحكومة اللبنانية السابقة مسؤولية ما يجري من تغلغل وانتشار الإرهابيين في بلدة عرسال البقاعية اللبنانية نتيجة سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها حيال ما يجري من أعمال إرهابية في سورية وترك الحدود اللبنانية مفتوحة أمام تنقلات الإرهابيين وأسلحتهم من لبنان إلى سورية وبالعكس، مشيراً إلى أن تيار المستقبل ونوابه والإرهابيين في طرابلس شاركوا في الحرب على سورية إلى جانب الإرهابيين تسليحاً ورجالاً وأموالاً.
وقال النائب اللبناني السابق إميل إميل لحود: إن ما يحصل في عرسال هو نتيجة سياسة النأي بالنفس التي اتبعتها الحكومة اللبنانية السابقة، والتي حذّرنا منها دوماً، مبيناً أن الحياد لا يعني فتح الحدود وتحويل الأراضي اللبنانية إلى ثكنات للمجموعات الإرهابية المسلحة، فيما شدد النائب اللبناني فادي الأعور عضو تكتل التغيير والإصلاح على أهمية التنسيق السياسي والعسكري مع سورية، وأشار إلى أن لبنان تأخر كثيراً عن مواجهة التطرف في عهد رئيس الوزراء السابق نجيب ميقاتي ما أوصل البلاد إلى هذه الأوضاع الخطيرة، وطالب السياسيين اللبنانيين المرتبطين بالخارج بالتخلي عن مشاريعهم وحساباتهم الخاصة والانخراط في العمل المطلوب لحماية لبنان وشعبه.