أوروبا "الآمنة" تتحول إلى "وهم".. وعودة "الجهاديين" تثير رعب الغرب رقعة المصالحة والمسامحة تتسع.. تسوية أوضاع 600 مسلّح في درعا جيشنا الباسل يدكّ تجمعات الإرهابيين في ريف دمشق .. ومصرع عشرات المرتزقة الأجانب في ريفي حلب وإدلب
يوماً بعد آخر تتسع رقعة المصالحات الوطنية، وتتزايد أعداد المسلحين الذين يسلّمون أنفسهم إلى الجهات المختصة لتسوية أوضاعهم والمساهمة مع جيشنا الباسل في مكافحة الإرهاب الذي تسلل إلى أرض الوطن، وإعادة إعمار ما تهدم جراء الحرب الكونية التي تشن على سورية. بالأمس تمّ في مدينة ازرع بمحافظة درعا تسوية أوضاع 600 مسلح ومطلوب بعد أن سلّموا أنفسهم مع أسلحتهم إلى الجهات المختصة وتعهدوا بعدم القيام بأي عمل يمس أمن الوطن والمواطن.
ودعا سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون في كلمة له الشباب إلى المحافظة على الوطن ونبذ العنف وتجسيد مبادئ الديانات السماوية الداعية إلى الخير مطالباً الذين عادوا إلى صوابهم من أبناء الوطن بأن يكونوا رسل خير إلى آخرين ما يزالون يحملون السلاح في وجه وطنهم ليلقوا السلاح ويتحولوا من يد تقاتل ضد الوطن إلى يد تقاتل مع الوطن وليكونوا إلى جانب جيشنا الباسل لوضع حد للإرهاب الذي فتك بالدم والمال والبنى التحتية وأحال بعضاً من أرض الوطن خراباً وشرّد وهجّر أهلها ونهب خيراتها باسم الحرية الزائفة، وأشار سماحة المفتي إلى دور الآباء والأمهات والوجهاء في المرحلة المقبلة لإعادة أبنائهم إلى جادة الصواب داعياً إياهم إلى العمل الجاد من أجل المسامحة والمصالحة، مبيناً أن الجهاد الحق يجب أن يكون على أرض فلسطين المحتلة وفي الجولان السوري المحتل، وناشد سماحته أبناء الوطن العودة إلى رشدهم وألا يكونوا وقوداً لحرب خططت لها دوائر الصهيونية العالمية ونفذها أذنابها في المنطقة بهدف تدمير سورية وإضعاف جيشها وقتل أبنائها مبيناً أن المتآمرين على سورية أرادوا حرق سورية ابتداء من محافظة درعا فكانت درعا النور التي تضيء دروب الآخرين .
من جانبه دعا أمين فرع درعا لحزب البعث العربي الاشتراكي الرفيق شكري الرفاعي إلى التسامح وتجسيد المعاني السامية في خطاب القسم للسيد الرئيس بشار الأسد من أجل المضي قدماً في المصالحات الوطنية وإقامة جلسات الحوار الوطني والمساهمة في معركة التحرير والتنمية و الإعمار .
وأكد محافظ درعا محمد خالد الهنوس أن الحوار والتسويات والمصالحات الوطنية منهج عمل وخطة مستقبلية لسورية الجديدة والمتجددة داعياً الشباب الذين غرر بهم إلى إلقاء السلاح ونبذ العنف والعودة إلى حضن الوطن وجميع أبناء الوطن إلى العمل بروح الفريق الواحد ومتابعة المصالحات لوقف نزيف الدم السوري.
وبين أحد المفرج عنهم بلال عبد الله أنه سيعود لمتابعة دراسته وتحصيله العلمي وبناء مستقبله من جديد داعياً الشباب الذين حملوا السلاح في وجه الدولة إلى العودة إلى حضن الوطن والبدء بحياة جديدة والانخراط في الحفاظ على أمن الوطن والدفاع عن ترابه في وجه الإرهاب والعدو الصهيوني.
وطلبت والدة عبد الله من جميع أمهات من ضلوا الطريق، تسليم أبنائهن إلى الجهات المختصة لتسوية أوضاعهم مؤكدة أن ذلك يعود بالراحة والطمأنينة والاستقرار لأنفسهن.
ميدانياً، وفي إطار عملياتها المتواصلة ضد التنظيمات الإرهابية المسلحة أردت وحدات من الجيش والقوات المسلحة الباسلة إرهابيين قتلى على أطراف بلدة المليحة في المزارع الشمالية والشرقية ومحيط شركة تاميكو لصناعة الأدوية وفي مزارع النشابية بعمق الغوطة الشرقية في حين سقط آخرون قتلى في عملية لوحدة من أبطال الجيش ضد وكر لتنظيم إرهابي في وادي عين ترما ومن بين القتلى محروس صبيحة ويزن الحنفي.
وفي دوما ومزارعها دمرت وحدات من الجيش أوكاراً وتجمعات لتنظيمات إرهابية مما يسمى لواء أسود الغوطة ولواء الإسلام قرب بناء الزراعة ومحيط ساحة الشهداء ومزارع عالية من بينهم عبدو رحيباني وبسام الطبجي وتيسير الساعور وفي الوقت ذاته تم القضاء على آخرين وتدمير أسلحتهم وذخيرتهم في منطقة عدرا البلد مما يسمى تنظيم الجبهة الإسلامية ومن بين القتلى أنس النابلسي وأحمد وهبة.
إلى ذلك دكت وحدات من الجيش أوكاراً للإرهابيين في الجبال الشرقية للزبداني وأوقعت العديد منهم قتلى معظمهم مرتزقة من جنسيات غير سورية من بينهم إرهابيان لبنانيان هما أسامة أيوبي ورضوان الحاج إضافة إلى كل من الإرهابيين جميل الكناكري وعلي الدرساني ترافق ذلك مع سلسلة من العمليات نفذتها وحدات أخرى من الجيش في ملاحقة الإرهابيين في جرود بلدات المشرفة ورأس المعرة والجبة في جبال القلمون على الحدود السورية اللبنانية وأردت العديد منهم قتلى منهم محمود الرفاعي.
وأردت وحدات من الجيش إرهابيين قتلى وأصابت آخرين ودمرت عربتين مزودتين برشاشات ثقيلة في مزارع خان الشيح كما أحبطت محاولة مجموعة إرهابية مسلحة التسلل من بلدة بيت تيما باتجاه خان الشيح وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفها، كما استهدفت تجمعات للإرهابيين مقابل معمل الأندومي ومزرعة النابلسي والفيلا الصينية والمدرسة الشرعية بمنطقة العوجا وبالقرب من الثانوية الزراعية في خان الشيح وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفهم.
وفي القنيطرة استهدفت وحدات من جيشنا الباسل مجموعة إرهابية مسلحة شمال تل أحمر ورتل سيارات للإرهابيين في منطقة أبو شيطا بريف المحافظة وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفهم ودمرت عدداً من السيارات.
وفي حلب وريفها أوقعت وحدات من الجيش والقوات المسلحة العديد من الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت آلياتهم خلال استهداف تجمعاتهم وأوكارهم في قاضي عسكر ومخيم حندرات وتادف والمرجة وجب الصفا والمسلمية والقاطرجي وساحة النعناني والشيخ لطفي وافريكانو، ودمرت وحدات أخرى نحو 15 سيارة بعضها محملة بالذخيرة بين دوار المرجة ودوار الصالحين و8 سيارات بمن فيها من إرهابيين ومدفعين اثنين عيار 23 في كرم الطراب ومحيط النيرب والجديدة. إلى ذلك قضت وحدات من الجيش على 23 إرهابياً من جنسيات مختلفة في محيط المطار بحلب.
وفي ريف حمص أردت وحدات من الجيش إرهابيين قتلى وأصابت آخرين في أم شرشوح وقرية محسة وجنوب شرق القريتين وفي عقرب وتل دهب بريف الحولة ودير فول في تلبيسة ودوار الساعة في الرستن.
وفي ريف إدلب قضت وحدات من جيشنا الباسل على أعداد كبيرة من الإرهابيين وأصابت آخرين في محيط تل اللوز غرب مطار أبو الظهور وقرب بلدة قميناس ودمرت سيارة مزودة برشاش ثقيل، واستهدفت وحدات أخرى تجمعات للإرهابيين في كورين والخفية وتل الدبان والمستريحة وتل فخار وشقلح في ريف إدلب موقعة إصابات مباشرة في صفوفهم.
وفي ريف درعا استهدفت وحدات من الجيش والقوات المسلحة تجمعات الإرهابيين في جاسم وانخل والثريا وبرقة ومعمل الكونسروة وغرب الفقيع ومحيط الكوابل شمال بلدة عتمان وغرب الخزان الغربي في بلدة سملين وشمال مزرعة قصر البيطار وأوقعت العديد منهم قتلى ومصابين، وأحبطت وحدة أخرى محاولة مجموعة إرهابية التسلل من اتجاه اليادودة إلى تل الزعتر وقضت على معظم أفرادها ودمرت لهم 4 سيارات بيك أب اثنتان منها مزودة برشاشات ثقيلة، وقضت على كامل أفراد مجموعة إرهابية غرب تل الخضر وقضت على 29 إرهابياً في دوار داعل بريف المحافظة.
في غضون ذلك أقرت منظمة هيومن رايتس ووتش بأن المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية احتجزت 54إمرأة وطفلاً كانوا ضمن أكثر من مئة شخص مدني خطفتهم تلك المجموعات منذ أكثر من عام في ريف اللاذقية مؤكدة أن احتجاز هؤلاء المدنيين يعتبر جريمة حرب.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المنظمة قولها اليوم إنه تم الإفراج عن أربعين من هؤلاء المدنيين في أيار الماضي بموجب اتفاق أشرفت عليه الأمم المتحدة مع الحكومة السورية سمح بخروج نحو ألفي شخص من الأحياء القديمة لمدينة حمص في حين لاتزال مجموعة من 54 امرأة وطفلاً محتجزة ، وأوضحت ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المنظمة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها أن العائلات تنتظر منذ عام لمّ شملها داعية إلى الإفراج فوراً عن المختطفين ومشيرة الى أن حياة المدنيين يجب ألا تكون موضوع مساومة.
يذكر أن مجموعات إرهابية مسلحة تسللت في 4 آب 2013 وارتكبت مجازر بحق أطفال ونساء وشيوخ أبرياء كانوا في منازلهم في عدة قرى بريف اللاذقية الشمالي وقامت بقتلهم بأبشع الطرق واختطاف آخرين بينهم نساء وأطفال.
من جهة ثانية وصلت إلى مطار مدينة القامشلي أمس الطائرة السادسة عشرة من الجسر الجوي للمساعدات الغذائية المقدمة من برنامج الغذاء العالمي.
من جهة أخرى حذر المحلل الأمني التشيكي ميلوش بالابان من عواقب عودة الإرهابيين المسلحين من سورية على القارة الأوروبية برمتها. وقال بالابان في مقال نشره أمس في صحيفة برافو التشيكية إن لما يجري في سورية والمنطقة تأثيراً مباشراً على الأمن داخل أوروبا حيث تأخذ المخاطر الأمنية التي تحدق بأوروبا أبعاداً غير منتظرة مشيراً إلى أن أوروبا “الآمنة” تحولت الآن إلى”وهم”، ودعا بالابان إلى إجراء نقاش جدي حول موضوع “ضمان أمن الغرب” في إطارات سياسية واجتماعية واقتصادية أوسع مشدداً على أهمية عدم التركيز فقط على نسبة 2 بالمئة من قيمة الناتج المحلي الأوروبي للتسليح.
في هذه الأثناء أقر مكتب مكافحة الإرهاب النمساوي في تقرير جديد له بمشاركة 100 مرتزق نمساوي ضمن أعمال ما يسمى “تنظيم دولة العراق والشام” التابع لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية لافتاً إلى أن 50 منهم مازالوا ضمن هذه المجموعة الإرهابية في شمال سورية إلى جانب الآلاف من الإرهابيين الآخرين القادمين من دول أوروبية عدة.
وكشفت صحيفة الكوريير النمساوية نقلاً عن مكتب مكافحة الإرهاب في فيينا استنادا لتحقيقات أمنية نمساوية جديدة أن آلاف الإرهابيين المنضمين للمجموعات الإرهابية في سورية والعراق هم من أصول أوروبية دخلوا سورية عبر الحدود التركية بعد أن تلقوا المال والسلاح على الحدود وأن العشرات من النمساويين لقوا حتفهم في سورية بينما عاد منهم حتى الآن40 إرهابياً تمت إحالتهم الى النيابة العامة ووضعوا تحت المراقبة الشديدة وحكم على بعضهم بالسجن لأعوام بتهمة المشاركة بأعمال ونشاطات إرهابية والانضمام الى معسكرات تنظيمات إرهابية مثل ما يسمى “دولة العراق والشام” وجبهة النصرة التابعين لتنظيم القاعدة الإرهابي في سورية.