الجيش العراقي يحرر 300 مختطف.. وبابا الفاتيكان يطلق نداء عاجلاً لحماية العراقيين "داعش" يحــرق 1500 مخطوطة تاريخية نادرة.. ومئة ألف مسيحـي يفرون بملابسهم
العراق يبكي، وألحان نينوى تدوي حزناً على أهلها، بعد أن بيعت نساؤها بسوق النخاسة، التي أقامها “الدواعش”، الذين استباحوا كل ما فيها من بشر وحجر وشجر، قاتلين مكوّنات المجتمع العراقي، الذي طالما مثّل إيقونة فسيفساء تجمع الطوائف والملل والأديان.
وفيما أكد الهلال الأحمر العراقي صحة ما نُشر حول قيام تنظيم “داعش” بإنشاء سوق للرقيق وبدئه عرض نساء الطوائف للبيع بأسواق مدينة نينوى كـ “سبايا”، فر مئة ألف مسيحي بملابسهم أمس باتجاه مدن شمال العراق بعد هجوم “جهاديي” تنظيم الدولة الإسلامية، الذين احتلوا الكنائس وانزلوا الصلبان وحرقوا 1500 مخطوطة.
وكانت مصادر رسمية في محافظة نينوى كشفت عن قيام إرهابيي “داعش” وحلفائهم من العصابات الإرهابية الأخرى باختطاف 500 فتاة وسيدة من منازلهن في منطقة سنجار بعد قتل جميع أولياء أمورهن.
وقال بطريرك بابل للكلدان في العراق والعالم لويس ساكو: إن نحو مئة ألف مسيحي نزحوا بملابسهم وبعضهم سيراً على الأقدام للوصول إلى مدن أربيل ودهوك والسليمانية، محذّراً من أنهم يواجهون خطر الموت في حال عدم تأمين الطعام والمأوى لهم.
من جانبه، قال يوسف توما رئيس أساقفة كركوك والسليمانية: إنها كارثة، الوضع مأساوي، ونحن نناشد مجلس الأمن التدخل الفوري، مضيفاً: إن عشرات الآلاف من السكان المذعورين هربوا، وفي اللحظة التي نتحدّث بها الوضع لا يمكن أن يوصف.
وأطلق البابا فرنسيس بابا الفاتيكان نداء عاجلاً إلى الأسرة الدولية لحماية سكان شمال العراق الفارين من إرهابيي “داعش”.
وقال في نداء تلاه الناطق باسمه الأب فيديريكو لومباردي: إنه يضم صوته إلى نداء مطارنة المنطقة من أجل السلام ويطلب من الأسرة الدولية حماية السكان الفارين وتأمين المساعدات الضرورية لهم، موجهاً دعوة عاجلة من أجل وقف المأساة الجارية في شمال العراق، معرباً عن تعاطفه مع المسيحيين المضطهدين والمجردين من كل شيء، وطالب باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية المهددين بالعنف وتأمين المساعدات اللازمة، بدءاً بالأكثر إلحاحاً إلى النازحين الذين يرتبط مصيرهم بتضامن الآخرين.
ميدانياً، أفاد مصدر أمني في محافظة كركوك أمس أن 48 شخصاً على الأقل سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار سيارتين مفخختين وسط المحافظة يقطنها نازحون من قضاء الطوز العراقية، فيما أفاد مصدر آخر في الشرطة العراقية بأن 30 شخصاً آخرين بينهم عناصر شرطة ونساء وأطفال سقطوا بين قتيل وجريح بانفجار سيارة مفخخة في منطقة الكاظمية شمالي بغداد.
وقال المصدر: إن سيارة مفخخة كانت مركونة بالقرب من حسينية المجتبى وسط كركوك انفجرت بعد ظهر أمس، ثم انفجرت مركبة مفخخة ثانية يقودها انتحاري، ما أسفر عن مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 40 آخرين في حصيلة أولية.
وأضاف المصدر: إن مكان التفجير يقطنه نازحون من قضاء طوزخورماتو التابع لمحافظة صلاح الدين، مبيناً أن قوة أمنية طوقت مكان الحادث، فيما هرعت سيارات الإسعاف لإخلائه من الضحايا.
في الأثناء، حررت القوات العراقية أكثر من 300 عراقي احتجزهم إرهابيو “داعش” في مدينة الموصل إثر ضربة جوية نفذها طيران الجيش العراقي، وأوضح مصدر مخوّل في جهاز الاستخبارات العسكرية العراقية أن طيران الجيش وجّه ضربة دقيقة لأحد سجون التنظيم الإرهابي المذكور في الموصل ما أسفر عن تحرير 300 عراقي من أبناء الموصل اعتقلهم التنظيم لرفضهم الانخراط في صفوفه ومبايعة ما يُسمى “الخليفة”.
وفي منطقة التاجي شمال بغداد، تمكنت القوات الأمنية العراقية وعناصر الصحوة من تحرير شيخ وامرأتين مع أربعة شبان من سجنين أنشأهما التنظيم الإرهابي المذكور لتعذيب المواطنين الرافضين مبايعة ما يُسمى “الخليفة” بعد اختطافهم.
وقال قائد صحوات حزام بغداد عواد سامي الحلبوسي: إن القوات الأمنية العراقية وعناصر قوات الصحوة عثرت على سجنين تابعين لمجرمي تنظيم الدولة في منطقة البوعبيد وزوبع شمال التاجي تستخدم لتعذيب المختطفين، وأكد أن مجرمي التنظيم الإرهابي استخدموا تلك السجون لتعذيب المواطنين والضغط على ذويهم للانصياع لأوامر تلك المجاميع الإجرامية، لافتاً إلى أن القوى الأمنية عثرت على ثلاث جثث متعفنة، إضافة إلى بعض الملابس الممزقة وأماكن تُستخدم للتعذيب.
وفي سياق الحملة العسكرية التي تشنها القوات العراقية على أوكار الإرهابيين شنت طائرات الجيش العراقي هجوماً مباغتاً على أوكار الإرهابيين في منطقة الشلالات شمال الموصل أسفر عن مقتل 180 إرهابياً وتدمير أكثر من خمسين سيارة محملة بالأسلحة، فيما أعلن عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق لتطهير ما تبقى من مناطق شمال وشرق مدينة الرمادي في الأنبار من عناصر “داعش”.