الاحتلال يسابق الـ "تهدئة" الجديدة باستهداف المساجد وتدنيس الأقصى.. و"الصمت العربي" سيد الموقف العدو يفشل في النيل من صمود الشعب الفلسطيني.. والمقاومة جاهزة للرد على أي تصعيد
أفادت مصادر دبلوماسية أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي توصلا إلى اتفاق لوقف متبادل لإطلاق النار لمدة 72 ساعة، فيما أكد رئيس الوفد الفلسطيني المفاوض في القاهرة عزام الأحمد أن كل ممارسات إسرائيل وتعنتها لن تثني الشعب الفلسطيني عن تحمل كل الصعاب وتقديم التضحيات لتحقيق أهدافه كاملة: رفع الحصار، وتسهيل سرعة تدفق المساعدات للشعب الفلسطيني، وإعادة إعمار غزة، والمضي قدماً نحو إنهاء الاحتلال، رافضاً أي محاولة لفرض شروط مسبقة من “الجانب الإسرائيلي”.
وفي نفس السياق، أيضاً، حمّلت فصائل المقاومة حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن فشل مفاوضات القاهرة، مشيرة إلى أنها جاهزة لجميع الاحتمالات، مؤكدة رفضها “معادلة الهدوء مقابل الهدوء”، وأكدت أنها لن تتنازل عن مطالب الشعب الفلسطيني.
ميدانياً ارتفع عدد ضحايا العدوان الوحشي لقوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة في يومه الخامس والثلاثين إلى ستة شهداء وعشرات الجرحى، ليصل عدد الشهداء منذ بدء العدوان في السابع من الشهر الماضي إلى 1920 وعدد الجرحى إلى أكثر من 9875 جريحاً.
عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة لم تسلم منه بيوت الله.. عشرات المساجد دمرت، في انتهاك صارخ لحرمة المقدسات الدينية والقوانين الدولية التي تكفل حمايتها وتجرّم التعرض لها. مئة وستون مسجداً لحق بها الدمار… أربعون منها دمرتها “إسرائيل” بشكل كلي، من بينها مساجد أثرية كمسجد المحكمة الذي بني قبل ستمئة عام..
نواد رياضية وبيوت آمنة، آوت بين جدرانها أرواحاً بريئة، وأراض زراعية، كانت حصيلة قصف الاحتلال المركز لمناطق مختلفة من قطاع غزة، لكن الفلسطينيين يؤكدون رغم ذلك دعمهم للمقاومة.
في المقابل واصلت فصائل المقاومة الفلسطينية استهداف مواقع العدو وتجمعاته الاستيطانية بالصواريخ وقذائف الهاون، وذكرت مصادر الاحتلال أن صاروخين أطلقتهما المقاومة الفلسطينية سقطا في مستوطنة “أشكول” قرب القطاع بينما سقطت عدة قذائف هاون في معبر كرم أبو سالم على الحدود بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1948، كما دوت صافرات الإنذار في مستوطنات جنوب عسقلان، في وقت أكدت فيه وسائل إعلام الاحتلال تصاعد حالة التململ والسخط بين المستوطنين الإسرائيليين تجاه سياسات رئيس حكومة كيانهم بنيامين نتنياهو وعجزها عن مواجهة المقاومة الفلسطينية.
وفي إطار ممارساتها العنصرية والبربرية اقتحم مستوطنون متطرفون باحات المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة من جهة باب المغاربة، فيما شددت قوات الاحتلال الإسرائيلي من إجراءاتها على بوابات المسجد ومنعت جميع النساء من دخوله.
سياسياً، أكد رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني بالإنابة أحمد بحر أن موقف البرلمانات العربية والإسلامية والاتحادات البرلمانية لا يرقى إلى مستوى الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، مبيناً أن معظم الدول العربية والإسلامية لم تعقد جلسة برلمانية خاصة بالعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة ولم تسع لممارسة ضغوط حقيقية على حكوماتها لإجبارها على اتخاذ مواقف جادة تجاه ما يحدث في غزة، وأضاف: إن مواقف بعض البرلمانات الأجنبية مثل برلمان دولة تشيلي والبرازيل وبعض البرلمانيين الأوروبيين إضافة لموقف دولة الإكوادور وبعض دول أمريكا الجنوبية بسحب سفرائها من إسرائيل كانت مواقف مشرفة لم تتخذها الدول العربية والإسلامية.
إلى ذلك تظاهر عشرات آلاف الأشخاص في شوارع مدينة نيويورك الأمريكية أمس احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي البربري المتواصل على قطاع غزة، وذكرت رويترز أن حشود المتظاهرين جابت الشوارع وسط مانهاتن، وكانوا يرددون هتافات من بينها الحرية لفلسطين وأوقفوا القتل وأوقفوا الحرب.
رئيس قسم الشرق الأوسط السابق في صحيفة “نيويورك تايمز” كريس هيدجيس قال: “عندما تهاجم شعباً لا يملك جيشاً ولا بحرية ولا طيران ولا مركز قيادة وسيطرة، ولا وحدات متحركة، هذه لا تسمى حرباً، “هذه جريمة قتل”.
كما تظاهر الآلاف في العاصمة التشيلية سانتياغو تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وطالبوا الرئيسة التشيلية ميشال باشوليه بقطع العلاقات الدبلوماسية مع الاحتلال الإسرائيلي بسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية عن طارق لما المسؤول عن الجالية الفلسطينية في تشيلي قوله: إن تشيلي لا يمكن أن تكون شريكة مع دولة تمارس الإبادة، ورفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية ويافطات كتب عليها: يجب قطع العلاقات مع الاحتلال الاسرائيلى وغزة تقاوم وفلسطين قائمة والعار لإسرائيل وهم أسوأ من النازيين.